الأربعاء، 8 مايو 2013


الحزن دابة طويلة وعريضة ما أن تفتح لها الباب حتى تتمدد بطولها وعرضها في كل الحجرات؛ تفسد قابلية الفرح، وتعمي العيون عن آلاء الله ونعمائه، فلا تتركها تغلبك: قاومها بالآية الكريمة رقم 200 من سورة آل عمران:

بسم الله الرحمن الرحيم: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، صدق الله العظيم

هناك 5 تعليقات:

  1. من ذاكرة الطفولة الحزينة

    كلما يحل العيد المسيحي المسمى Pâques يحيل الذاكرة إلى مرحلة الطفولة وإلى بداية الاستقلال وإلى المدرسة الابتدائية وإلى معلمتي الفرنسية "مادام بيرو" كنت على رأس التلاميذ الذين تحبهم مدام" بيرو" وتفضلهم وترعاهم .رغم الود و رغم الرعاية و الحميمية التي كانت تعامل بها معي معلمتي الفرنسية مادام بيرو إلا نني لم أكن أشعر بهذا القرب، بل شيئا ما كان يبعدني عنها .ربما هو السبب الذي دفع مدام بيرو أن تقربني منها أكثر.
    مادام بيرو كانت لا تشبه الفرنسيات، كانت طويلة القامة ممشوقة القوام سمراء وعيونها سوداء واسعة وشديدة الحور وشعرها طويل وشديد السواد.وما كان يلفت انتباهي، حتى وأنا طفل في المدرسة الابتدائية، طول رموش عينيها وكثافتها
    .لما أتذكرها الآن لا اعلم لماذا أقارنها بالإسبانيات وليس الفرنسيات ربما قد تكون حفيدة ميغيل ديي سارفنتس كما كان ألبير كامو و الشاعر جان سيناك .
    أمام باب المدرسة ونحن نغادرها على الساعة الرابعة مساء كنت من ضمن القلائل ،لا يجد من ينتظره ،كنت أتأمل الأمهات" سيفيليزي" يحتضن أبنائهن وما كان يلفت انتباهي مخاطبة أبنائهن باللغة الفرنسية ،كما كنت أشاهد الآباء أيضا يحتضنون الأبناء
    هذا المشهد كان يتكرر كل مساء ،وكل مساء كنت أقف أشاهده وكأنه مشهد سينمائي.
    وأنا عائد إلى منزل عمتي، أطال الله في عمرها، كنت أسال نفسي لماذا هؤلاء الأمهات لا يشبهن أمي التي "تلبس الحايك " " " ولا تحسن اللغة الفرنسية ولماذا هؤلاء الأطفال أبائهم ليسوا شهدا ء.
    يبدو هذا ما كان مسجلا عند مادام بيرو في سجل المناداة في خانة وظيفة الأب لهذا كانت مادام بيرو "تقربني منها " وهو نفس السبب الذي جعلني انفر منها لأنه مهما قربتي منها فأنا لا أجد أبي ينتظرني عند باب المدرسة على الساعة الرابعة.
    ولا أزلت أذكر تلك الجملة التي لن أنساها مها امتد بي العمر عندما تقول لي معلمتي الفرنسية مادام بيرو noureddine au tableau " نور الدين إلى السبورة "
    ولما يصعد نور الدين إلى "الطابلو" كان يجب على نور الدين أن يعيد محفوظة " فرار جاك " مع علمي ألا صلة تربط نور الدين ب "جاك"

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على هذه الكلمات المؤلمة. حيّا الله والدتك وحيّا الله الحايك. وكنت أنت الفائز.

      حذف