الأستاذة الفاضلة صافي ناز كاظم ألف تحية من الجزائر 1979 السنة التي دخلت فيها التلميذة نوارة الانتصار المدرسة ،إنها السنة التي تعد من اللحظات الفارقة في حياتي ، إنها السنة التي تخرجت من الجامعة ،و السنة التي عينت فيها مكلّف بمهمة ، ما يعادل مستشار ، بإحدى المحافظات التي نسميها ولاية.إنها السنة التي تركت فيها ذلك المنصب. لقد تم تعييني ليس بسبب ا لكفاءة و لا الشهادة ، إنما كان مزيجا من النفي و الرشوة السياسية بعد الإضرابات الكبيرة التي لم تشهد جامعة الجزائر مثيلا لها منذ الاستقلال ، المطالبة ب:التعريب الفوري و الشامل للإدارة الجزائرية . الذي كان شعار الإضرابات التي كانت تعد ضغطا على الرئيس الجديد ، الشاذلي بن جديد الذي جاء بعد رحيل هواري بومدين في 27 ديسمبر78 . لقد استجاب بن جديد وتجاوب مع مطالب الطلبة. بدون شك كان يسعى لكسب شرعية، بخاصة أنه جاء بعد بومدين ، ذلك الأزهري الذي كان له من الكاريزما و الشرعية الثورية و التاريخية يصعب ملؤها بسهولة . لهذا أسرع بن جديد بتعريب بعض الوزارات والمؤسسات بخاصة التي لها صلبة مباشرة مع المواطن . .كما تم تعيين خريجي تلك السنة ، بخاصة القيادات منها في مناصب بوصفهم مكلفين بمهمة لدى المحافظين من اجل استكمال عملية التعريب . وبين عشية وضحاها وجدت نفسي أتحول من طالب ثائر إلى مجرد موظف بيروقراطي مجبر على ليس بدله وكرافات وله مكتب وسكرتيرة تكبره سنا وخبرة،وتنظر لهذا "الولد" الوافد بالكثير من الريبة . كم كانت أمي، أرملة الشهيد ، أطال الله في عمرها وعمرك ، سعيدة وفرحة ، وهي ترى أبنها الوحيد يتخرج من الجامعة ويصبح موظفا " قد الدنيا " . كم كانت سعيدة وهي ترى أنها على وشك انجاز المهمة التاريخية التي تركها لها زوجها الشهيد . ولم يبقى لها إلى الشيء القليل لإتمامها .القليل الذي بقي وضعت له مقدمات مستغلة مائدة الطعام لتحدثني بعد أن تشكر الله على نعمه الكثيرة ، التي لم أكن أراها كثيرة ، فتبدأ بتذكيري أنني وحيد ويجب ألا أخرج عن العائلة وأبقى في ظلها ،يمكن شافت عيني زايغة ،كما تذكرني أنني أصبحت رجلا ، وكنت أعرف نهاية الحديث، لكن كنت أسايرها ،إلى أن تصل إلى : بنت خالك أصبحت عروسة وأنها من دمنا ولحمنا وأنها وأنها ... وتبدأ تعدد مزاياها وخصالها وجمالها ، وصف تصبح معه سعاد حسني ،و كاترين دونوف في ذيل الترتيب . وكم صدمت أمي لما علمت باستقالتي ، وكم وبكت و تألمت كثيرا لما رأت وحيدها يحمل حقيبته،في رحلة أخرى من حياته .
حفظها الله لكي وحفظكي لها
ردحذفالأستاذة الفاضلة صافي ناز كاظم ألف تحية من الجزائر
ردحذف1979 السنة التي دخلت فيها التلميذة نوارة الانتصار المدرسة ،إنها السنة التي تعد من اللحظات الفارقة في حياتي ، إنها السنة التي تخرجت من الجامعة ،و السنة التي عينت فيها مكلّف بمهمة ، ما يعادل مستشار ، بإحدى المحافظات التي نسميها ولاية.إنها السنة التي تركت فيها ذلك المنصب.
لقد تم تعييني ليس بسبب ا لكفاءة و لا الشهادة ، إنما كان مزيجا من النفي و الرشوة السياسية بعد الإضرابات الكبيرة التي لم تشهد جامعة الجزائر مثيلا لها منذ الاستقلال ، المطالبة ب:التعريب الفوري و الشامل للإدارة الجزائرية . الذي كان شعار الإضرابات التي كانت تعد ضغطا على الرئيس الجديد ، الشاذلي بن جديد الذي جاء بعد رحيل هواري بومدين في 27 ديسمبر78 . لقد استجاب بن جديد وتجاوب مع مطالب الطلبة.
بدون شك كان يسعى لكسب شرعية، بخاصة أنه جاء بعد بومدين ، ذلك الأزهري الذي كان له من الكاريزما و الشرعية الثورية و التاريخية يصعب ملؤها بسهولة . لهذا أسرع بن جديد بتعريب بعض الوزارات والمؤسسات بخاصة التي لها صلبة مباشرة مع المواطن . .كما تم تعيين خريجي تلك السنة ، بخاصة القيادات منها في مناصب بوصفهم مكلفين بمهمة لدى المحافظين من اجل استكمال عملية التعريب .
وبين عشية وضحاها وجدت نفسي أتحول من طالب ثائر إلى مجرد موظف بيروقراطي مجبر على ليس بدله وكرافات وله مكتب وسكرتيرة تكبره سنا وخبرة،وتنظر لهذا "الولد" الوافد بالكثير من الريبة .
كم كانت أمي، أرملة الشهيد ، أطال الله في عمرها وعمرك ، سعيدة وفرحة ، وهي ترى أبنها الوحيد يتخرج من الجامعة ويصبح موظفا " قد الدنيا " .
كم كانت سعيدة وهي ترى أنها على وشك انجاز المهمة التاريخية التي تركها لها زوجها الشهيد . ولم يبقى لها إلى الشيء القليل لإتمامها .القليل الذي بقي وضعت له مقدمات مستغلة مائدة الطعام لتحدثني بعد أن تشكر الله على نعمه الكثيرة ، التي لم أكن أراها كثيرة ، فتبدأ بتذكيري أنني وحيد ويجب ألا أخرج عن العائلة وأبقى في ظلها ،يمكن شافت عيني زايغة ،كما تذكرني أنني أصبحت رجلا ، وكنت أعرف نهاية الحديث، لكن كنت أسايرها ،إلى أن تصل إلى : بنت خالك أصبحت عروسة وأنها من دمنا ولحمنا وأنها وأنها ... وتبدأ تعدد مزاياها وخصالها وجمالها ، وصف تصبح معه سعاد حسني ،و كاترين دونوف في ذيل الترتيب .
وكم صدمت أمي لما علمت باستقالتي ، وكم وبكت و تألمت كثيرا لما رأت وحيدها يحمل حقيبته،في رحلة أخرى من حياته .
جميلة ماشاء الله
ردحذف