الأربعاء، 22 مايو 2013


إن كنت حكيما نبئني: كيف أُجنّ؟
لأحس بنبض الكون المجنون؛
لاأطلب عندئذ فيه العقلا!

هذا ماقاله الشاعر صلاح عبد الصبور عام 1965، فماذا أقول الآن ونحن بين أغبياء ومختلين عقليا؟

يارب إن لم يكن بك علينا غضب فلا أبالي.

رحمتك أرجو.

السبت، 18 مايو 2013

اليوم مرور 46 سنة على رحيل الأديب الروائي الرائد محمد فريد أبو حديد ومن المفيد أن أعيد هنا نشر مقالي عنه الذي نشرته بجريدة الشرق الأوسط  14 يونيو 2008 بعنوان:


«أبو حديد»: في معركة الثقافة المصرية


تأتي مراحل وفترات يعلو فيها صخب التغريب وضوضاؤه واللادينية وخروقاتها، حتى ليتصور المراقب أن مصر قد انتزعت ـ معاذ الله ـ من قلبها وروحها إلى الضياع. وقبل أن يستبد اليأس بأبنائها البررة، نراها وقد نهضت مسترجعة نفسها بملامحها العربية الأصيلة متألقة بسماتها الإيمانية الباهرة: تماما كما أرادها الله دائما منذ الزمن الغابر ومنذ ما يقرب من 1500 سنة.

غير أن هذه العودة لا تكون إلا بيقظة دائمة لرواد وجنود مثابرين كان منهم في زمن سيطرة الاحتلال: محمد فريد أبو حديد، مع وجوه بارزة أخرى أخلصت للتيار العربي والإسلامي حتى قمة الاستشهاد، بينما كان أهم وجه قاد التيار نحو محاكاة الغرب بإصرار وعناد هو أحمد لطفي السيد، الذي تولدت منه مجموعة العلمانيين والمستغربين المعاصرين الذين لا يزالون يحلمون باليوم الذي تتم لهم فيه كتابة اللغة العربية العزيزة بالحرف اللاتيني، كما دعا إلى ذلك عبد العزيز فهمي وغيره.

كان التيار الإسلامي العربي يستقطب على مسار طريقه الكثير من الشباب الواعي الذي أضاف إلى البعد الثقافي الأدبي المحض الأبعاد السياسية المتأثرة والمؤثرة في واقع مصر المباشر. ومن الناحية الأخرى استمر كذلك التيار الاستغرابي: الساعي إلى محاكاة أوروبا، في استقطاب كثير من الشباب الذي كانت وجهته دائما الغرب وقيم الغرب ومتغيراته، ناسفا في نفسه كل إمكانيات عودته إلى أصالته، راميا التيار العربي الإسلامي بتهم الجمود، والسلفية. والمضحك أن الجمود والسلفية في عرفهم هو العودة إلى سلف العرب فقط، أما العودة إلى سلف الغرب من يونان وخلافه فهي في رأيهم حضارة وتمدن، كما كان المؤمن برؤى الوحدانية الإسلامية يتم اتهامه بالتخلف والظلامية، بينما المتوغل في خرافات الفولكلور وأساطير الوثنية يعتبر أصيلا تراثيا عريقا. غير أن قوة امتداد التيار العربي الإسلامي في عمق التربة المصرية، كانت تحسم المعركة طوال السنين لصالحه، رغم كل الأقنعة التي اتخذها ويتخذها التيار العلماني التغريبي لتغطية حقيقته المعادية لمصالح الأمة، بقسمات الجاذبية والعالمية والحداثة والحضارية والعلمية والتجديد.

كان من الضروري أن ينصرف جهاد الرواد في التيار الثقافي العربي والإسلامي إلى تأليف وترجمة ونشر ما من شأنه أن يعمق وعي الفرد المصري بانتمائه الأصيل ويرقي إدراكه بكنوز لغته العربية الخصبة لدحض دعاوى الحاجة إلى الحرف اللاتيني واللجوء إلى اللغة العامية كبديل تدريجي للفصحى لكي يتم فصل الأمة عن لغة كتابها العزيز ومن ثم عزلها عن مصدر فكرها المتكامل.

من واقع الإحساس بخطورة الغزو الثقافي الغربي، الذي مازال يطمع في سلخ مصر المحروسة عن عروبتها وإسلامها لصالح محاكاة الغرب، نستطيع أن نفهم ونرى أي دور جهادي تنويري وإصلاحي هذا الذي اضطلع به مبكرا الجيل الأول من الرواد الذين نذكرهم اليوم بعرفان وامتنان حين نذكر منهم رائدا خالدا هو محمد فريد أبو حديد في ذكرى رحيله 18/5/1967، يجدر بنا التعريف بمحمد فريد أبو حديد الذي ولد في أول يوليو 1893. منذ أعماله الأولى: مذكرات المرحوم محمد (ألفها 1918)، وروايته الثانية «ابنة المملوك» (ألفها 1924، وتقع أحداثها أيام محمد علي بين سنوات 1804 و1807)، وصلاح الدين الأيوبي (1927)، حتى آخر أعماله «أنا الشعب» (ألفها 1953)، وترجمته الفريدة لمسرحية شكسبير «ماكبث» شعرا مرسلا (1957)، مرورا بقممه الأدبية: السيد عمر مكرم (دراسة لشخصية أنجزها 1937)، وروايته «زنوبيا» (ألفها 1940)، ولعلها أول أثر أدبي عربي يخلد ملكة تدمر، و«الملك الضليل.. امرؤ القيس» (ألفها 1942)، و«المهلهل سيد ربيعة» (ألفها 1943)، و«مع الزمان» (ألفها 1930)، و«عنترة بن شداد» (الفها 1945)، و«آلام جحا بين ماهوش وجانبولاد» (ألفها 1946)، وروايتيه الجميلتين للأطفال: «عمرون شاه» 1947، و«كريم الدين البغدادي» (1950)، مع إنجازه الضخم في إقدامه الواعي لترجمة وتحقيق كتاب ألفريد بتلر الهام «فتح العرب لمصر» (عام 1932).. إلى آخر القائمة الطويلة من أعماله الخالدة. كرس محمد فريد أبو حديد حياته الأدبية على مدى 50 عاما رائدا أصيلا وجنديا مثابرا في حركة المقاومة الثقافية التي خاضها المخلصون للثقافة المصرية ضد هجمة التغريب والاقتلاع من الجذور التي جاء بها الاحتلال الإنجليزي، ومن قبله الاحتلال الفرنسي، فكانت الغاية التي تمحورت حولها أعمال محمد فريد أبو حديد من البداية هي: أن يعرف الإنسان المصري نفسه عربيا ومؤمنا عزيزا من خلال تاريخه العظيم، لكي يحب تلك النفس فتثمر وتعطي تاريخا مستقبليا أعظم.

حين نعتبر محمد فريد أبو حديد واحدا من رواد حركة المقاومة في الدفاع عن أصالة الثقافة المصرية، فهذا يعني أننا نريد أن نؤكد على المعركة الثقافية التي تبلورت منذ مطلع القرن العشرين ومستمرة حتى يومنا هذا في قسمة الساحة الثقافية المصرية إلى تيارين رئيسيين: التيار العربي الإيماني وتيار التغريب.



الأربعاء، 15 مايو 2013


يا أهل المشورة: بماذا تنصحوني أفعل وقد سرقني مجدي الجلاد؟
حاولت الاتصال بأي مسؤول بالجريدة التي اسمها الوطن ولم يتكرّم أحد بالرد، (مثل سيّدة اسمها ريهام في الإدارية ومثل الدكتور المعتز بالله عبد الفتّاح المشرف على صفحة الرأي)، أرسلت رسالة مهذبة للسيد مجدي الجلاد على بريده الالكتروني أطلب منه تصحيح الخطأ الحاصل لمستحقاتي المالية، فلم يهتم بالرد كعادته؟ نعم إن مجدي الجلاد يحتضنك لكي يقرصك؛ كنت أعرف ذلك في تجربتي السابقة معه بالمصري اليوم، ولقد أخطأت عندما صدّقت توبته عن الأذى، وهأنذا أمام مسلم لا ينتبه إلى مطلع سورة المائدة: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، أُشهد الله سبحانه أنني غير متسامحة في حقّي، وأسأله عز وجل، وهو "الحق"، أن يُعوّضني بخير مما أُخذ مني ويقتص لي من مجدي الجلاد ومعاونيه قصاصه العادل.

الأربعاء، 8 مايو 2013


الحزن دابة طويلة وعريضة ما أن تفتح لها الباب حتى تتمدد بطولها وعرضها في كل الحجرات؛ تفسد قابلية الفرح، وتعمي العيون عن آلاء الله ونعمائه، فلا تتركها تغلبك: قاومها بالآية الكريمة رقم 200 من سورة آل عمران:

بسم الله الرحمن الرحيم: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، صدق الله العظيم