الأربعاء، 3 أبريل 2013

·       خرج باسم يوسف بكفالة قدرها 15 ألف جنيه جعلتني أشفق عليه، متذكرة حالتي عند دفعي الكفالة الباهظة، 100 جنيه كاملة نقدا وعدا، لإخلاء سبيلي من إعتقال ظالم دام تسعة أشهر عام 1973 على ذمة قضية من تلفيقات الزمن الساداتي، ولأن المبلغ كان قاصما لظهري ظللت محتفظة بإيصال الدفع حتى يمكنني إسترداده عند حفظ القضية ولكني لم أتمكن أبدا من ذلك، ولا أظن أن باسم يوسف سوف يتمكن هو الآخر من إسترداد كفالته الباهظة التي أتمنى ألا تكون فوق طاقته.

·       في مقال بديع كتبه أستاذي علي أمين مطلع السبعينات من القرن الماضي قال فيما قال: " أبحث عن سياسي يحب النكتة ويطرب منها ولو كان ضحيّتها ولا يتصوّر أن كرامته ذات لا تُمس بالنكتة وطول اللسان! أبحث عن سياسي يرتفع عن الخلافات الصغيرة ولا يهتم إلا بالمسائل الكبرى التي تمس استقلال بلاده وكرامتها ورخاء شعبها".

·       لازلت أذكر ضحكاتي،  منذ طفولتي في أربعينات القرن الماضي، بعد مطالعتي رسوم كاريكاتير رخا وصاروخان وعبد السميع وبرني التي تسخر بحدّة وبشدّة من أفعال وأقوال رؤساء وزارة ووزراء وساسة وعلماء أزهر وشخصيات عامة، وتصوّرهم على هيئة حيوانات وطيور وجمادات وغيرها، بل وكانت هناك أغنيات تتناقل على ألسنة الناس تحمل الشتائم  لأطراف متخاصمة؛ كتلك التي ذاعت بعد المواجهة العدائية بين مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا، ولم يكن ذلك بسبب أن الشعب المصري ابن نكتة فحسب بل لأن البشرية منذ خُلقت ترى "السخرية" و "الهجاء" من أهم وسائل جلب التوازن النفسي للمظلوم والمقهور والمحروم والمأزوم، وعلى المُتضرّر أن يبحث عن الأسباب التي أدّت إلى استهدافه، أما قطع اللسان فهو غباء و استسهال خائب، وهناك العبرة فيما فعلة عبد الناصر، حينما بلغته أشعار وألحان وغناء أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام الساخرة والهازئة من جبروته واستبداده التي كان منها "إيه يعني شعب ف ليل ذلّه ضايع كلّه ده كفايه بس لما تقول له إحنا الثوار، وكفاية أسيادنا البعدا عايشين سُعدا بفضل ناس تملى المعدة وتقول أشعار، أشعار تمجّد وتماين حتى الخاين وان شاالله يخربها مداين عبد الجبار"، فصرخ لوزير داخليته شعراوي جمعة: "في ناس تقول الكلام ده ولسّة واقفة على رجليها؟" وكان أن تقررالحكم بسجن نجم وإمام "مدى الحياة"! وشاء الله أن يكون المدى هو حياة عبد الناصر نفسه وليس الشاعر والمُغني فاعتبروا يا أُلي الألباب!

·       لا يجوز لحاكم في نظام ديموقراطي أن يستجيب، بدعوى الحفاظ على هيبة الدولة، لنداءات "العين الحمراء" و "الضرب بيد من حديد" وسائر مفردات المتوحّشين، ولا يجوز له أن يتهدّد بنعته بـ "الضعف" إذا لم يستجب بل عليه أن يؤكد للجاهلين أن للديموقراطية أصولها وأحكامها التي لا يحق له أن يحيد عنها، أما هيبة الدولة فلا تُستعاد إلا بالعدل والاحسان.

·       جاء في كتاب "روضة الورد" لسعدي الشيرازي أن الحكيم "جالينوس" رأي أبلهَ آخذا بتلابيب رجل عاقل وقد أهان بالضرب كرامته فقال: لو كان هذا عاقلا لما انتهى به الحال مع جاهل إلى هذا الحد.








هناك 3 تعليقات:

  1. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر
    الأستاذة صافي ناز أرجو أن تقبلي مني هذا العتاب الرقيق لأنه لا مجال للمقارنة بين كفالة 100 جنيه و كفالة 15ألف جنيه ،الأولى وزنها قيم وطنية وقومية وثورية ونضالية ومواقف شجاعة اتخذها شابة في منتصف الثلاثينيات وهي حامل دفاعا عن شرف مصر وأمة العرب ، بينما الكفالة الثانية وزنها وقاحةو قلة أدب وانحطاطا أخلاقيا في حق رئيس أكبر دولة عربية ومنتخب بشكل ديمقراطي وبكل شفافية ونزاهة .
    أنا لم أشاهد ولا مرة واحدة هذا الباسم لكن تابعة صراعاته المختلفة مع البعض لكن ما لفت انتباهي ، في كل مرة يردون عليه أنهم لا يعرفونه لكن يعرفون أمه .سمعتها من واحد لإسلامي يدعى أبو إسلام رد على باسم بقوله" أنا مااعرفكش انت أنا اعرف امك "بعدها سمعتها من المهرج الآخر الذي لا يقل تهريجا عن باسل وهو مرتضى منصور الذي خاطب هو الآخر باسل بقوله" أنا ما اعرفكش أنا أعرف أمك
    يبدو أن والدة باسم كانت شخصية عامة

    ردحذف
    الردود
    1. كلام أبو إسلام ومرتضى منصور لا يصل إلى مستوى ذكره في مدوّنتي! وباسم يوسف من حقّه وفقا للأصول الديموقراطية أن يعبر عن وجهة نظره عبر وسيلة تعبيره وهي: السخرية، ولقد أجاز الله سبحانه في سورة النساء آية 148 قول السوء لمن ظُلم: "لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم".

      حذف
  2. سيدتي الفاضله التي أحبها في الله ممكن أقول رأي الشخصي أنا مش مع حبس اي حد يقول كلمة إلى إذا كانت سب وقذف ولكن البلاغ من الاساس مش مقدم من الرئاسة والحقيقة معرفش من مين ..لكن باسم يوسف الحقيقه هو يسخر من أشخاص بذاتهم لا من أفعالهم إلا قليل يعني سخريه من طريقه كلام رجل أنا اعتبره فلاح بسيط وهو غير متكلف في كلامه وكان بيحصل من رؤساء قبله برضه لما يتكلم من غير خطب والناس كانت تسقف وتقول" ياسلام راجل بسيط "..ويسخر من ملابس دول أخرى ودو أظنه لا ينطبق عليه الايه الكريمه هنا خصوصا إن الظلم مش واقع عليه شخصيا هو هنا مجرد ناقد المفروض للوضع العام ...ده كله بقى ع؛ير إنه بيعرض أحداث من منظور غير حقيقي زي ماتقولي كده ماشي ورا الاشاعات والإعلام ويعمل عليها فيلم أنا مش عارفه هو فعلا مخدوع ولا لا ..يعني كل الاحداث الي حصلت يعرضها من زاوية واحده زي الاعلام بالظبط ولا يتحدث عن الحقيقه كامله كأحداث المقطم والاتحاديه والنائب العام ويسخر منها وموضوع القنوات الدينيه المسماه دينيه مكنتش معروفة إلى بعد ماهو عمل عليها إعلان ..صح كتر منهم بيقول كلام مش صحيح ديننا لكن هو يجيب شيوخ محترمه فعلا ويقتص من كلامها ويطلع زي الشيوخ اياها وفي الاخر تطلع الصورة المشاهد إن كلللللل الشيوخ والاسلاميين "مع تحفظي على المسمى ده " كده ونسي أو تناسى مدى تأثير الاعلام على العقل وتوجيه يعني شفت كتير في حلقاته تدليس بمعنى الكلمه وادي أكبر مشكله فيه بالنسبه لي.... طبعا ده غير الالفاظ الغير مؤدبه

    ردحذف