الأربعاء، 5 فبراير 2014

فن المزاح له ناسه!

حدث منذ سنوات، تتعدّى العشرين، أن كتب كاتب، لم تُعرف عنه مقدرة على المزاح، مقالا فاتنا، (أي يسبب الفتنة)، إذ قرر حضرته أن يمزح فأخذ الناس كلامه مأخذ الجد وكادت تطير بسببه رقاب بريئة، وقتها أخذ الأستاذ محمد جلال كشك يصرخ في أذني هاتفيا: "واحد دمّه ثقيل بينكّت ليه بينكّت لييييييييييييييييه"! هو يصرخ وأنا أضحك فجلال كشك، وهوإمبراطور فن المزاح، كان في حقيقة الأمر يدافع عن مجال  هو فيه فارس لا يُبارى؛ فهو المازح الجاد والجاد المازح تحريريا وشفويا، يكتب في أعوص القضايا وأشد الأمور حساسية قافزا برشاقة منقطعة النظير بين الجاد الصارم والمزاح الفطن إلى التوازن المقنن، ماسكا بذكاء لجام الكلام حتى لا يفقد معناه ويضيع هدفه.

رحم الله محمد جلال كشك فلو أنه مايزال يعيش معنا هذه الأيام التي شاع فيها المزاح للقادر وغير القادر عليه، على سُمعة أن المصري "خفيف الظل"، لقتله الكمد!

 موهبة "فن المزاح" لها ناسها؛ هناك من يبث المزاح ويستقبله، وهناك من يبثه ولا يستقبله، وهناك من يستقبله ولا يبثه، وخارج هؤلاء مطلوب منهم الكلام "سادة" رفقا بالأفئدة والأنفاس.

هناك تعليق واحد: