الخميس، 19 مايو 2011

عدم الكسب غير المشروع!

# هل يمكن أن تدفعنا تحقيقات حالات الكسب غير المشروع إلى إقتراح تحقيق في حالات " عدم الكسب" غير المشروع؟ وأعني حالات الناس الذين لم ينالوا مستحقاتهم عن أعمالهم، أو تم بخسها!

# أستغرب جدا التوق إلى أساليب الإستبداد تحت زعم إستعادة هيبة الدولة!
المدهش أن هذا التوق يصدر معظمه، بإلحاح وتحريض، من كتاب ومثقفين يرفضون توخي الحذر (وهو مطلوب) من سوء التقدير وظلم الناس ويسمونه: "رخاوة"! فنرى هذا يهيب  برئيس الوزراء أن يظهر "العين الحمراء"، وتلك تنادي بالإعدام العلني، وذاك ينظر في المرآة ويصافح نفسه مبديا المصالحة مع "الآخر"، بينما هو في نداء متواصل للضرب "بيد من حديد" لقمع "الآخر" الفعلي الكائن خارج مرآته!

 الحزم شئ و"العين الحمراء" شئ آخر فهي: الترويع، و تطبيق القانون غير"الضرب بيد من حديد" الذي هو: تجاوز عدل القوانين؛ ومثل هذا التوجه الإجرامي هو ما إقترفه حبيب العادلي بالمشاورة مع رموز الزمن الإستبدادي وقد رفضته جموع الشعب المصري منذ 25 يناير حتى أسقطته 11 فبراير 2011. "العين الحمراء" و "الضرب بيد من حديد" هي التي شنقت بجبروتها  الشابين الشهيدين العاملين المعدمين "خميس" و "البقري" في 17 أغسطس 1952 بتهمة تزعم مظاهرة عمالية ( وإن كانت لتأييد حركة الضباط والقائد العام محمد نجيب)!. "العين الحمراء" و"الضرب بيد من حديد" هي التي زيّنت لمحمد أنور السادات إعتقال 1536 شخصية في فجر واحد، من أقطاب الثقافة والسياسة والدين والرأي فيما اشتهر بمصطلح "هجمة إعتقالات سبتمبر 1981"، وكانت عاقبتها قتل فاعلها بعين أشد إحمرارا ويد أثقل حديدا!

# المهندس نجيب ساويرس، صاحب حزب "المصريون الأحرار"، يحتاج إلى "منقح كلام" حتى لا يقع فيما يقع فيه من تصريحات وعبارات غير سليمة؛ مثل قوله في جلسة الحوار الوطني الأولى عن ضحية جريمة قطع الأذن أنه يستحق "قطع الرقبة" لأنه قبل بالمصالحة، بينما تفضل هو بالتصريح، في حوار بالقناة الأولى المصرية يوم 10 \ 5\ 2011، أنه ذاهب إلى شيخ الأزهر يطلب منه "وضع حماية الأقلية القبطية بين يديه"! ناسيا أن شيخ الأزهر ليس "بابا" ومشيخة الأزهر ليست الحكومة، المسؤولة بالقوانين عن حماية كل البلاد، وأن شعب مصر ليس بينه "أغلبية" و "أقلية" بل هم في جملتهم "المصريون الأحرار" حقا وصدقا وقانونا، وليسوا مجرد لافتة حزبية فارغة من المحتوى! والحاصل أن المهندس ساويرس ذهب بالفعل لمقابلة شيخ الأزهر وقبّل يده في تقديس لا يقبله الأزهر، فمن بالله عليكم الذي يستحق،لولا كراهيتي للإستبداد، قطع اللسان قبل "قطع الرقبة"؟

# كتب واحد من الكتّاب "لا لتطبيق الحدود" مشهّرا بمصطلح "الحدود" في الشريعة الإسلامية، غير واع إلى أن "الحدود" هي: "العقوبات القانونية"، والمنادي بعدم تطبيق "الحدود" كأنما ينادي بعدم تطبيق "القانون"! ولا شك أن حضرات المشهّرين بـ "الحدود" لا يعرفون قاعدة فقهية إسلامية تقول "لا حدّ بعد إبتلاء" وتفيد بعدم جواز تعذيب المتهمين أو إخافتهم لإجبارهم على الإعتراف وإلا سقط حق توقيع "الحد" عليهم؛ أي يسقط حق توقيع "العقوبة"!

# إقترحت المستشارة القانونية القاضية الدستورية تهاني الجبالي حرمان الناخب الأمّي من نصف صوته؛ يعني كل ناخب له "صوت" إنتخابي إلا الأمّي له "نصف صوت"! فما هي ياترى "مقاصد" السيدة القاضية؟

# بؤرة الموضوع: ماذا ياغيلان العصر لو غلب سلامكم كلامكم قبل ثورة شعب تطحن عظامكم؟.

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    موضوع رخاوة وضرب بأيد من حديد ... والكلام ده كله أساساً من أجله قامت الثورة ... أتمنى أن تصل مصر إلى النضج فى التعامل حتى مع المجرمين وقطاع الطرق ... زى ما بنشوف فى الافلام الاجنبية ... ظابط الشرطة يخرج للمجرم كرنيه المباحث الفيدرالية ... ويمليه عليه حقوقه ... ويكلبشه خلفى ... ويدخلوا سيارة الشرطة وهو حريص على ان لا يرتطم بأعلى نافذة السيارة ... حتى لا تصاب جبهته ... بس هنقول أيه ... غير شوف بقينا فينا يا قلبى ... وهيه راحت فين ...!

    تحياتى

    ردحذف
  2. ياسلام يا ست الكل (أستاذة صافي ناز) أستبين من بين السطور روح ثورة على الباطل عهدناها من جنابك.. حفظ الله مصر بأمثال بيتكم الطاهر، وأدام علينا هذه الروح.

    ردحذف
  3. كتب واحد من الكتّاب "لا لتطبيق الحدود"... هؤلاء الكتاب أصابنا جهلهم بالاكتئاب، فهم في معظمهم لا يعرفون عن الإسلام شيئًا، ولا يحسنون إلا الاتكاء على كنبات برامج التوك شو، وترديد نفس الكلام الذي لا يحسنون غيره، وياحبذا لو أراد أحدهم الاستشهاد بآية قرآنية، والله لا يحسن قراءتها، ولو كانت في جزء عم وياللعجب ينتقلون من برنامج لبرنامج وكأنه لا يوجد غيرهم، أو هكذا يراد للمصريين أن يعرفوا!!! رحمتك يا رب.

    ردحذف