السبت، 27 أكتوبر 2012

فن كتابة:

المشير محمد حســين طنطاوي

لست أمّ العرّيف، ولا أدّعي مستندات ووثائق، ولم ولن أقابله في حياتي، لكنني ،بإحساس داخلي، رأيته؛ المشير "محمد حسين طنطاوي"، منذ تتابعت أحداث ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011، مثال: "رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه"، وهذا الرجل المؤمن من آل فرعون ذكره القرآن الكريم في سورة غافر آية 28 لنعرف أن هناك دائما في دائرة الظالمين والقتلة واللصوص مَنْ يكتم تأييده للمظلومين وتعاطفه مع المقهورين ويُخفي رفضه للمفسدين وغضبه وقرفه من مُمارسات غرور السلطان وتجبّره، في مسايرة مؤقتة، حتى تحين فرصة مؤازرة الحق فيكونون عونا لنصرته.

 حتى الآن لا أستطيع أن أميّز صوته من بين الأصوات؛ فهو ليس كثير الكلام وإن تكلّم فهو خفيض النبرة مختصر موجز مباشر الهدف نحو البؤرة المطلوبة من الخطاب. قادر على كتمان غضبه من دون محاولة لإنكاره، لا يبتسم ولا يتجهّم؛ له سمت مُحافظ مهذب تساعده عليه ملامحه الدمثة التي خلقه الله عليها. كان من الممكن في ساعات البغتة الثورية أن ينحاز إلى الذين أمروا بقطع الاتصالات الهاتفية والحاسوبية وأطفأوا الأنوار ليشيعوا الارتباك والفزع بين الشعب الذي خرج يقول حقي برقبتي، لكنه آثر في تلقائية حاسمة أن يكون مع منطق الرجل المؤمن: "أتقتلون رجلا أن يقول ربيَ الله" ،فلم يتحسس عنقه، تحسبا لنتائج كان من المؤكّد أن تطيح برأسه، بل انطلق بقلب شجاع ينبض بتساؤل مخلص: أتقتلون شعبا انتفض لكرامته ولم يخش في سبيل ذلك كائنا من كان؟

 صدّقت تأكيداته كلّها؛ أن لا رغبة له في السلطة، (سلّمها بالفعل 30 يونية 2012 من دون جلبة في يسر وسلام)، أنه مرحلة انتقالية وليس "حُكما" لـ "عسكر"،( نعم لم يكن "عسكر" كالذين حكمونا بالفعل على مدي 60 عاما وطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، وهناك الآن من يحاول بعثهم بعثا رثّا  بجهلهم وغبائهم وأنانيتهم وتلعثمهم في كل الأمور)،  تلطمنا المذبحة من شارع لميدان، وأرى جزءا منها بعيني من شرفتي المطلة على ميدان العباسية، وأصدقه في تكرار قسمه أنه لم ولن تمتد يده لقتل مواطن مصري، ناهيك عن ثوار أجلاء ساندهم منذ اللحظة الأولى، لأنني تعرّفت عليها في الحال: تلك بصمة اللصوص والقتلة، فالثعابين وبيض الثعابين الذي يفقس كل لحظة بأفواج من الفلول مختلفة الألوان والأشكال والسموم واللدغات تنسل مواصلة تقديم خدمات الفتن والفوضى المأمولة خلاقة وخناقة، ومنهم من لبس قناع الثائر وسارع في الأيام الأُوَل للثورة بتشكيل مجلس حكماء ذهب إلى كتلة الشعب الطيب بميدان التحرير بنية سوداء حمقاء لنزع فتيل الثورة، على حد قولهم صراحة وفضاحة، ومنهم من ظل يُحرض للضرب بيد من حديد مع شعلات لهب العين الحمراء، ومنهم من ظل يسفه مقولة "شرعية الثورة" و"الشارع لا يريد"وهي تنديدات تتجدد إلى الآن يرفع لواءها على السمان!

 نفض عن كتفه فتنة المديح، حين نُسب إلى محمد حسنين هيكل قوله، الذي امتعضت له، أنه لا يتحرج من  اعتبار المشير طنطاوي رئيسا للجمهورية، وتجاوز عن الكثير من الاتهامات، التي حمّلته أوزارا ما أنزل الله بها من سلطان؛ تناثرت بها مفردات ككرات النار عن صفقات وتحايلات واتفاقات وخبايا وأسرار.................إلخ إلخ إلخ!

لا أصدق حتى الآن سوى إحساسي أنه حرس مصر من شرور مستطيرة كانت على الباب تنتظر غفلة أو تخاذلا وتقدم للإنقاذ في نبل لايريد من مخلوق جزاء ولا شكورا.

اليوم 27 أكتوبر يسبق عيد ميلاده السابع والسبعين يوم 31 أكتوبر 2012، فكل عام وهو طيب.

هناك 11 تعليقًا:

  1. قرأت المقال صباحا سيدتي وعلقت عليه

    تحليل رائع

    كل عاموانتي بخير

    ردحذف
  2. ليس هذا ما عهدته في هذه المدونه

    ردحذف
  3. يا الله على الجمال. تجلس الأستاذة والكاتبة الكبيرة صافى ناز كاظم لتقرأ صحف الصباح. تشجع اللعبة الحلوة والمقال الجميل بأن تبحث عن رقم كاتبه، وتتصل به لتشكره وتشجعه وتؤازره وهى التى تحمل فوق ظهرها خبرة أكثر من نصف قرن فى الصحافة والكتابة الجميلة والنضال الذى جعل منها درة تاج شرفاء لا يمكن أبداً أن ينساهم أحد. تكتب مقالها لـ«الأهرام» ولـ«الوطن» وكأنها تغزل خيوطاً من ذهب، فتعتنى بعلامات الترقيم، وتطبطب على اللغة محاولةً تطويعها، وتبث فيها من روحها وثقافتها التى هضمت تجارب عديدة منذ عملت فى الصحافة مروراً بسفرها لأمريكا، وذائقتها الفنية التى جعلتها ناقداً لا يشق له غبار، فتبعث فينا بهجة لا توصف ونحن نقرأ مقالاتها، وينتظر العبدلله (أحلى صباح) حين يوقظه اتصالها لتثنى على مقال كتبه، أو توجهنى لملحوظة غابت عنى، أو تطمئن على شاب فى عمر ابنتها نوارة لأنها لم تجد فى مقاله ما يشير إلى أنه نشر قصة قصيرة يموت فيها ابن البطل فى النهاية، فتجزع، وتظن أن مكروهاً قد أصاب الكاتب، لتتصل وتطمئن عليه. عظيمة هى الأستاذة صافى ومشرقة وحنونة، وهى فى نفس الوقت مدهشة. تقول كلمتها هكذا دون مواربة، ودون حسابات، وكانت حين اعتقلها السادات تنظر لصحفية وكاتبة اعتقلت معها بدهشة وهى تردد: هما مش قالوا مفيش تعذيب فى السجن.. أمال اعتقلوكى ليه معانا؟؟

    المقدمة الطويلة السابقة التى لا تفى الأستاذة صافى حقها أبداً، لا تمنع أبداً اختلافى معها فيما كتبته حول المشير طنطاوى الذى اعتبرته -بإحساس داخلى- مثالاً لـ«رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه»، وقالت إنها «تصدقه فى قوله إنه لم ولن تمتد يده لقتل مواطن مصرى»، وتكتب الأستاذة صافى نصاً: «لا أصدق حتى الآن سوى إحساسى أنه حرس مصر من شرور مستطيرة كانت على الباب تنتظر غفلة أو تخاذلاً وتقدم للإنقاذ فى نبل لا يريد من مخلوق جزاءً ولا شكوراً».

    ثم لا تنسى الأستاذة صافى أن تذكرنا بأن «عيد ميلاده السابع والسبعين يوم 31 أكتوبر 2012، فكل عام وهو طيب».

    يا أستاذة صافى.. يا كبيرتنا وأستاذتنا وأحلى ما فى صباحى شخصياً.. كان الرجل المؤمن من آل فرعون شجاعاً، فقال ما قال وسط فرعون وجنوده، ثم ساهم فى (منع) قتل موسى عليه السلام، ولم نعرف عن طنطاوى قائد حرس مبارك الجمهورى ثم وزير دفاعه الأمين أن اختلف مع سيده، أو منع قتل الناس فى «الجمل» وقواته تدخل دباباتها وتتجاهل التدخل لمنع إراقة الدماء بأوامر شخصية منه. يا أستاذة صافى، إحساسى الداخلى يقول إنه لو نجحت موقعة الجمل كان طنطاوى سيبعث ببرقية تهنئة لسيده مبارك يؤكد من خلالها أن مصر مبارك باقية وأن الجيش سيقف دائماً ضد محاولات تمزيق الوطن. يا أستاذة صافى، هناك، فى مسرح البالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء الأولى والثانية، والشيخ ريحان، وحتى العباسية، كانت هناك فتاة تقف فى الصفوف الأولى دائماً، اسمها نوارة نجم، كانت معرضة هى وغيرها للقتل أو للضرب بالرصاص والخرطوش، أو لتصفية عينيها وفقدانها، ولم يتدخل طنطاوى -الرجل المؤمن من وجهة نظرك- لمنع كل هذا، بل شارك فيه بصمته وتواطئه وأوامره، ولم تكونى لتكتبى هذا المقال لو أصابها مكروه لا قدر الله، وحين يبلغ طنطاوى السابعة والسبعين تكون الذكرى الأولى لمحمد محمود على الأبواب، بعد مرور الذكرى الأولى لماسبيرو، وقبل حلول الذكرى الأولى لأحداث مجلس الوزراء، وقد يطفئ طنطاوى الشموع، لكننا أبداً لا نستطيع أن نطفئ نارنا لعدم محاكمته حتى يومنا هذا عن نفس ما حوكم به سيده مبارك ونال (المؤبد) لأجله.

    إحساسى الداخلى يا أستاذتنا يقول إن إحساسك الداخلى لم يكن سليماً هذه المرة، وأن طنطاوى لا يستحق مقالك، ولا نحن أيضاً.
    الوطن | المشير طنطاوى والأستاذة صافى | محمد فتحى

    ردحذف
  4. الكاتبة الكبيرة الأستاذة صافى ناز كاظم تحدثت فيه عن المشير طنطاوى باعتباره رجلًا مؤمنًا يقيم بقصر فرعون ويكتم إيمانه. صحيح أن ابنتها الكاتبة المناضلة نوارة نجم قد ردت عليها بمقال شافٍ ووافٍ أوضحت فيه أن كل الجرائم التى ارتكبت بحق الثوار قد وقعت بعلم ورضا ومباركة السيد حسين طنطاوى على عكس ما تتصور الأستاذة صافى ناز.. كذلك الأستاذ محمد فتحى كتب فى الموضوع نفسه بشكل طيب للغاية.. إلا أننى أود أن أدلى بدلوى أنا أيضًا. أعلم أن هناك مَن يحسنون الظن بالمجلس العسكرى وتصديه للفترة الانتقالية ويعذرون قادته فى ما سفكوا من دماء بزعم أنها (الدماء) لم تتجاوز آلاف اللترات فقط وليست بالملايين كما حدث فى ليبيا ويحدث فى سوريا! وهؤلاء يرون أن الانفلات الثورى كان لا بد أن يؤدى إلى بعض الصدامات مع القوات التى كانت تهدف إلى فرض الأمن والسيطرة، ويحمدون الله أن هذه الصدامات كانت فى حدها الأدنى ولم يكن منها مفر.. وأصحاب هذا الرأى هم فى الغالب من كبار السن وأصحاب التجربة العريضة الذين عرفوا الأسوأ فحمدوا الله على السيئ. وهناك البعض الآخر وأغلبه من شباب الثورة ومنهم نوارة نجم التى رأيناها تغشى الوغى وتعف عند المغنم.. هؤلاء لا يقنعهم الكلام عن الجيش الذى حمى الثورة ولا عن قائده الذى وعد بتسليم السلطة وأوفى بما وعد، والسبب فى موقفهم المتشدد هذا بمنتهى البساطة يعود إلى أنهم تعرضوا لرصاصات وغازات وبول رجال السيد المشير حسين طنطاوى قائد الجيش والقائم بعمل رئيس الجمهورية فى الفترة الانتقالية. هؤلاء الشباب يرون أن مقتل شاب واحد أو حتى إصابة وفقء عين شاب واحد تكفى لمحاكمة طنطاوى وتسحب منه أى فضل يراه الآخرون له مثل سحنته الهادئة وصوته الخفيض ومحاولته تجنيب البلاد بحور الدماء.

    ما أود تأكيده هو ما بات واضحًا للجميع من أن طنطاوى لم يحم الثورة على الإطلاق، لكنه على العكس لم يدخر جهدًا فى شخرمة تلك الثورة وحماية زملائه الذين اضطر للقبض عليهم (كده وكده) وتقديمهم إلى المحاكمة (كده وكده) مع طمس كل الأدلة التى تدينهم. وما أود أن أقوله أيضا إن حكاية مثال ليبيا وسوريا هذه تصيبنى بالغضب الشديد لأنها لا تمثل أى فضل للسيد طنطاوى على الإطلاق، وفى ظنى أن المشير يحمل للثورة كراهية لا تقل عن كراهية بشار الأسد للثورة السورية وكراهية معمر القذافى للثورة الليبية، وأنه لو كان يملك أن يدك الثوار بالمدافع والطائرات لما تردد، غير أنه لم يفعل لأنه أكثر حصافة من أن يفعل ذلك.. لقد كان هدف الرجل هو أن يحافظ على نظام مبارك بكل السُبل، فسعى إلى التمثيل على الناس وادّعى أنه يؤيد الثورة ويحب الثوار حتى يهدؤوا ويتركوا له الحكم، ثم بدأ يستخدم الإعلام فى تشويه الثورة ويستخدم الأجهزة الخفية فى إحداث الانفلات الأمنى والأزمات فى السلع التموينية والوقود، وأخذ يستخدم الشرطة والجيش فى قمع الاحتجاجات التى قامت تطالبه بتحقيق أهداف الثورة التى يزعم مساندتها.. ولقد كانت قمة العبث فى اللقطة التى أظهرته يسلم على المصابين من الجنود فى مستشفى القبة العسكرى بعد موقعة العباسية حيث رأينا هؤلاء المصابين بذقون بما يعنى أنهم بلطجية مستأجرون! أما حكاية تسليم الحكم فهى نكتة سخيفة ليس فقط بسبب الإعلان الدستورى الإجرامى المكمل الذى سحب من رئيس الجمهورية الصلاحيات التى منحها له شعب مصر، ولكن لسبب آخر بسيط يشهد عليه كل الناس فى بر مصر وهو انقطاع الكهرباء بشكل يومى عقب فوز مرسى! هذه المسألة لم تكن بريئة بالمرة وأنا شخصيا أشهد بأن هذا الانقطاع توقف فورًا بعد عزل طنطاوى وعنان! هذا الرجل لم يفعل بنا ما فعله القذافى والأسد رغم كراهيته للثورة لأن إجراء كهذا كان سيضرب مخططات الحفاظ على نظام مبارك وحماية الثروات المنهوبة التى ابتلعها رجال مبارك سواء من المدنيين أو العسكريين. إخماد الثورة بالدبابات والمدافع كان سيدفع العالم إلى التدخل ولم يكن أحد ليسمح بحدوثه وكان سيترتب عليه أن يجد المشير نفسه فى نفس وضع بشار الأسد المحكوم عليه بالموت هو وعائلته إن آجلا أو عاجلا.. ومن الممكن لمن يبحث عن حسنات لطنطاوى أن يبحث فى منطقة أخرى بعيدا عن معايرة الناس بأنه لم يقصفهم بالطائرت ولم يطلق عليهم الصواريخ.

    إن التاريخ سيكتب أن شعب مصر أهدى رجلا ثورة نقية فتظاهر باحتضانها ثم غرس فيها خنجره، وسيشهد أن كراهيته لهذه الثورة منعته من أن يكون بطلا لهذه الأمة بالمجان، وهى البطولة التى عرضها عليه شعب مصر فرفضها وفضل أن يكون فى معسكر مبارك.

    ويا أستاذة صافى ناز أنا أصدقك فى أنك نظرتِ إلى المشير طنطاوى فلم تريه على هيئة وحش كاسر أو تنين جنزارى، ولكن رأيتيه يحمل ملامح رجل طيب، وفى ظنى أن السبب فى رؤيتك هذه يعود إلى كون الرجل مترددا وغير حاسم وهؤلاء ينالون العطف فى العادة.. لهذا أتمنى من القاضى الذى سيحاكمه فى يوم من الأيام أن ينظر فى الوقائع بعيدًا عن وجه الرجل.. السمح!
    أسامة غريب الأستاذة صافى ناز والمشير طنطاوى - التحرير

    ردحذف
  5. أيها السادة الأستاذة صافي ناز "شايفة بعيدا "
    بدون أدى شك الأستاذة صافي ناز وهي تقرأ كلام الشباب حول موقفها من المشير كانت تبتسم وتقول مع نفسها :فعلا شباب لم تختبرهم الحياة بعد ،ولا يزالون "ناقصين تجربة وخبرة"
    لأن الأستاذة صافي ناز الفاضلة و العزيزة علينا كثيرا لما أشادت بالمشير ليس من أجل سواد عيون المشير، ولا لأنه كان ديمقراطيا وسلم السلطة، إنما لأنه سلمها لخصوم العسكر التاريخيين وخصوم عبد الناصر تحديدا الذي كان سدا منيعا وحصينا
    لكن في حدود علمي أنه أثناء قيام الثورة كان يتواجد وفدا عسكرا مصريا بأمريكا بقيادة سامي عنان .وفي حدود علمي أيضا أنه عاد يوم 28 جانفي أي بعد ثلاثة أيام من الثورة ، وبدون أدى شك أن سامي عنان قائد الأركان قد نقل لقائده الأعلى إعجاب الأمريكيين بالجنرال عمار رشيد في تونس ويتمنى الأمريكان أن يحذو جنرالات مصر حذو زميلهم و شقيقهم التونسي ويدون أدى شك أن الرسالة وصلت ولهذا ليس صدفة على الإطلاق أن يكرم الدكتور محمد مرسي، الجنرالات على تفهمهم وربما يكن قد ذكرهم بالحكمة القديمة التي تقول "اللبيب بالإشارة يفهم"

    ردحذف
  6. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر
    الأستاذة صافي ناز المحترمة أنا أنتمي إلى جيل لا هو جيل الأستاذة صافي ناز ولا جيل نوارة ، لم أواكب الثورات و الانقلابات ،ولا دخلت المعتقلات مثلما كان الشأن مع المثقفة والمناضلة صافي ناز .كما أنني لست من الجيل الجديد ،جيل النوارة ، جيل ثائر ومناضل بدون شك لكنه يفتقد للوعي التاريخي و الحس النقدي .
    لقد قرأت مقال النوارة وأعجبت أيما إعجاب بحوار البنت مع الأم حول قضايا مصيريه تتعلق بمستقبل مصر و من ورائها الأمة العربية. وهذا ليس جديدا ولا غربيا على الأسرة الثورية
    لكن جميع ما قرأت إلى حد الآن لم ينفذ كما بدا لي أو تهيأ إلى ما كانت تصبو إليه الأستاذة صافي ناز في دفاعها عن المشير ،بل ابتسمت لما قالت النوارة أن دفاع والدتها عن المشير نابع من كون والدتها تنتمي إلى جيل يقدس المؤسسة العسكرية ، فقلت مع نفسي حتى أنت يا النوارة . لأن النوارة لم تستوعب عبارة "مؤمن من آل فرعون" هذا أكبر نقد توجهه الأستاذة للمؤسسة العسكرية.
    بعدها راحت تشرح بالأدلة و الوقائع و الشواهد و الشهود لتثبت أنه ليس مؤمنا من آل فرعون، مرة أخرى ابتسمت وقلت حتى أنت يا النوارة
    ولكي نفهم السر لابد من طرح السؤال الأتي لماذا استثنت الأستاذة صافي ناز المشير و أمطرته ثناء وعدته المؤمن الوحيد من آل فرعون . ومثلما شذ مؤمن آل فرعون كذلك تقول الأستاذة شذ المشير عن المؤسسة العسكرية منذ الفلاح البكباشي عبد الناصر الذي ناصب العداء لأحفاد حسن البنا فجاء المؤمن من آل فرعون وسلمهم السلطة ويكون بذلك قد حقق لأحفاد البنا حلما تاريخا . ظل يراودهم منذ العشرينيات
    وهنا ينشأ سؤالا آخر هل كان المشير مقتنعا أم " مكره أخاك لا بطل" هل ننسى تصريح حمالة الحطب وزيرة الخارجية الأمريكية لما بدأ " الفار يلعب بعبها " بعد تأخر النتائج الرئاسية لما قالت و"بالفم المليان " وعلى رؤوس الأشهاد ، أن المجلس العسكري يتفق معنا في السر على شيء وينسق مع الآخرين على شيء آخر ألست هذه رسالة واضحة على عدم نقض اتفاق سابق
    كما أن جميع الأخبار المتواترة من القاهرة تقول أن قائد ا الأركان سامي عنان أمريكي الهوى ولم يكن على وفاق مع المشير وسامي عنان الذي كان متواجدا بأمريكا أثناء الثورة ولم يعد إلا في اليوم الثالث .
    هذه العوامل مجتمعة جعلت المشير يدرك أنه وحيدا وأي مغامرة لمساندة مبارك تجعله يدفع الثمن وحده وحتما كان موقفه سيقوده إلى سجن طرة

    ردحذف
    الردود
    1. أولا أنا أشفق على نوارة من طبيعة برجها الميزان الذي يجعلها تبالغ في معظم زوايا رؤيتها وأحكامها بالإضافة إلى تبرعها المستمر بكل عزيز لديها إلى أي عابر سبيل: عندي أم زيادة اتفضلوا كلوها!
      ثانيا أنا لم أمدح المشير طنطاوي ولكني حاولت أن أحلل مايبدو لي مستغلة قدرتي في تحليل العرض المسرحي، وبؤرة محاولتي هي: أن هناك جرائم بشعة حدثت ولا يجوز فيها الاستنتاج والتشبث بنتائجه وأردت أن نبحث كل الاحتمالات ليكون القصاص للمظلومين والشهداء والذين فقدوا أعينهم عن بينة مؤكدة عمن اقترف الجرائم حتى لايفلت معها القتلة واللصوص من العقاب، هؤلاء الذين لم ولن يغفروا للمشير انحيازه للثورة من اللحظة الأولى، في الوقت الذي أعلن البابا شنودة وشيخ الأزهر أحمد غير الطيب تأييدهما للمخلوع حسني مبارك وظل معهما مجموعة من الكتاب والإعلاميين يؤكدون على ولائهم لمبارك حتى بعد 11 فبراير وإلى الآن! شبهته بالمؤمن من آل فرعون الذي يكتم إيمانه ولم أقل أنه الوحيد، وطبعا كلام الست نوارة عن أنني من الجيل الذي يقدس المؤسسة العسكرية كلام يغفل حقيقة تعرفها أنني، بالذات، ضد حكم العسكر من أول الولد محمد على حتى المخلوع مرورا بالسفاحين جمال عبد الناصر وأنور السادات، كما أنني لم أحب مطلبها للشهادة لكي أشعر بآلام أهالي الشهداء، فهي تعرف أو يجب أن تعرف أن الشهادة اصطفاء من الله سبحانه وتعالى، وهي مبعث للفرح وليس للألم، ثم من أين تأكدت حضرتها أنها ستنال الشهادة؟ هذا أمر بيد الله هو الذي يقرره وحده، نتمناه لكننا لانعلم إن كنا سننال مانتمنى.

      الأمر الأخير هو تعجبي من مصادرة حقي في التعبير عن رأيي، ولعلك تذكر عندما كان البعض يشكون لي ما تتفضل به نوارة من آراء لا أتفق معها أنني كنت أرد بقولي: هي حرة وهذا رأيها، وهذا ما لم تفعله عندما خرج الناعقون على التويتر يشتمون أمها؛ كان واجبها أن تقول: هذا رأي الكاتبة صافي ناز كاظم وهي حرّة.

      على كل حال غفر الله لها وهداها وهدانا إلى رؤية الحق
      حقا.

      حذف
    2. أُمنا الفاضلة ذكرتى أنك لم تمدحى طنطاوى فيكف يكون المدح ان لم يكن هذا هو المدح!!

      حذف
  7. الأستاذة الفاضلة لقد قسوت على النوارة كثيرا، هي لا تقصد من وراء المقال إلاشيئا واحدا لتؤكد لقرائها وما أكثرهم وأنا واحد منهم انها ديمقراطية وقد تختلف حتى مع والدتها، ومن هي والدتها إنها الكاتبة الكبيرة و الناقدة المسرحية و المناضلة صافي ناز كاظم، هذا كل ما كانت تهدف إليه أيقونة الثورة فلا تحملي أيتها الفاضلة الموضوع اكثر مما يحتمل لأن عبارة " عندي والدة زيادة اتفضلوا كلوها " عبارة قاسية جدا إذا اطلعت عليها النوارة سوف تتألم كثيرا لأنها لم يخطر علىى بالها هكذا استنتاج

    ردحذف