السبت، 16 يوليو 2011

.....والرجل الذي يعول؟

أنه في أهرام الإثنين 4 يوليو 2011، وفي الصفحة الأولى، تحت العنوان الكبير: "9 مليارات جنيه لتحسين أوضاع أصحاب المعاشات"، جاء التالي، الذي هو، واعذروني، "الإستهبال" على أصوله، "وردا على سؤال حول التفرقة بين معاش المرأة والرجل الذي يعول، قال وزير المالية إنه ستتم دراسة هذا الأمر حيث إن الدستور المصري يكفل المساواة بين الجنسين"!

 يالها حقا من أزمة دستورية تسبب فيها دستورنا المصري العزيز؛ إذ أنه ، ياااااااااخبر، لايسمح بالتفرقة "المطلوبة" بين معاش المرأة و "الرجل الذي يعول"؛ مما سوف يجهد وزارة المالية، بوعد وزيرها، إلى قدح زناد فكرها وبذل طاقتها لـ "دراسة هذا الأمر": ياسلااااااااااااااام!

ألم نعلم بعد أن "الرجل الذي يعول" صار من نوادر الحكايات في زاوية "صدّق أو لا تصدّق"؟

في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي كانت هناك أغنية شهيرة لسان حال الزوجات تقول: " عاوزين كام رطل عسل وكمان زيت وجاز وبصل "، هذا المطلب يأتي بعد تملق للزوج "سوسو حنتوسو ياحلاوتك ياشطارتك يا سوسو!"، حتى يحن قلبه ويلبي لزوجته كل طلباتها بقاعدة واجبه في الإنفاق إذ أنه "الرجل الذي يعول"! . طبعا هي أغنية لم أسمعها شخصيا، فقد كانت قبل مولدي، لكنها ظلت من المرويات الضاحكة التي تحكيها والدتي مع مثل يقول: "اطبخي ياجارية ،طيب: كلف ياسيدي!".

على ضوء هذه الأيام ،التي يكاد ينقرض فيها الزوج المنفق؛ "الرجل الذي يعول"، بدت الأغنية كأنها من طرائف الزمن المدعو "الزمن الجميل"، فحتى مطلع الستينات كان من الممكن التسليم بأن "الإنفاق" قيمة واجبة على الزوج ،إلا إذا تطوعت الزوجة وساعدت في المصروف جزئيا ويكون الزوج ممتنا شاكرا على "التضحية" من جانب الزوجة الطيبة.  تدريجيا أصبحت "التضحية" أمرا لازما؛ إذا تقاعست عنه الزوجة أو تبرمت تتهم بالشح وعدم التعاون وأن ليس بعينها حصوة ملح!

لم يلبث الأمر حتى سلمت الزوجة تماما بضرورة إلغاء كلمة "عاوزة" و "عاوزين" فقد صار الواقع يقول لها: العاوز يغرم من جيبه.

تقبلت المرأة المسئولية الكاملة في المشاركة إلى أن اختفت كلمة "المشاركة" لتقع المسئولية الكاملة في الإنفاق على كاهلها، ولم تعد تتطلع إلى شكر أو تحية،  بل ولم يعد من حقها حتى الشكوى من الأعباء، "وإن كان عاجبك!" ، حتى وصلنا إلى واقع غريب وجائر ملخصه: "انفقي وأنا سيدك"،  يقولها الرجل بتناحة ومن غير ضرورة، فلو التمسنا العذر لزوج تخبطت به الأحوال وأصبح غير قادر على الإنفاق فكيف نلتمس العذر لزوج يمتلك فوق القدرة لكنه يبخل ويفضل الطمع في امكانيات الزوجة لكي تتكفل بالتكاليف كلها؟ وإذا جادلت تكون الكلمة الضاربة: "طيب سيبي شغلك واقعدي في البيت وأنا أصرف!"، وحين ترضخ لذلك الشرط، على سبيل التجربة، تبدأ مرحلة "تنشــيف الريق"، ليس بسبب طموح إلى "عاوزين كام رطل عسل......الخ"، بل أحيانا بمستوى طلب شراء جورب تلبسه إذ ينجعص حضرة "المنفق" نافخا أوداجه محققا: "وفين الشراب اللي اشتريته لك السنة الماضية؟" ، وهكذا تعود الزوجة لعملها هربا من المذلة وتحريرا لرقبتها من الخنق والخناق.

 ما يغيظني ،والحال كما نري، الكاريكاتير الآثم المستمر في الكذب  بتصوير زوج يخرج جيوبه معلنا افلاسه وقد أرغمته زوجته على شراء خروف العيد وكحك العيد وحلاوة المولد، بعد أن أخذته إلى متجر تشتري منه "عجب عينها"، والزوج المسكين وراءها يسدد فواتير المشتريات التي يحملها مكدسة ومرتفعة في لفائفها حتى مستوى أنفه وهو مرغم ومستسلم : أين هذا بذمتكم إلا أن يكون في صفحة "الوفيات"؟

قال "والرجل الذي يعول" قال!

هناك 5 تعليقات:

  1. سيدتي

    ولماذا لاتصدقين ان هناك رجالا يعولون

    فالعبد لله كاتب هذه السطور لم يسمح يوما

    ان تنفق امراة يتحمل هو مسئوليها مليما واحدا من مالها

    الخاص

    فلا تتعجبي سيدتي

    فلست متفردا في هذا الامر

    فهناك كثيرا اعرفهم ايضا مثلي

    تحيتي

    ردحذف
  2. الأستاذة الفاضلة صافي ناز كاظم ألف تحية من الجزائر

    سيدتي المحترمة: المقال من بابه إلى محرابه كله فيمينيزم . ومن الآخر كما تقولون في المحروسة و الله العظيم ثلاث لا أسال أم هاجر عن راتبها ولا أعرف بالضبط راتبها الشهري حتى أنها تتضايق من ذلك .و كما قال سواح في ملك الله لست وحدي أعرف أصدقاء وزملاء لا يتدخلون في مرتبات زوجاتهم .
    أيتها الكاتبة المحترمة تحياتي الخالصة من الجزائر

    ردحذف
  3. طيب يا عم الراجل منك له العبد لله كمان زيكم بس هذا لا يمنع ان ازيدكم من الشعر بيتا فيما اكدته الام الفاضلة ان حتى هذا التغير قد اصاب بيوت فلاحينا فاصبحت الضحوية او العصرية الو المزاملة فرض على ام العيال علشان تجيب لنفسها وللعيال الكسوة او المصاريف , وتهددنى احدى الانفار وهى ماشية يوم الاربع انها لازم تقبض الاسبوعيةبكرة لان الراجل حيسالها عنها اول ما ترجع بكره ههههههههههههههههه تنهيدة هم يضحك وهم يبكى

    ردحذف
  4. moo

    القاعدة ان الرجل هو العائل

    والاستثناء ماتقول حضرتك

    وان كثرت الاستثناءات (فلا يصح الا الصحيح )

    تحيتي

    ردحذف
  5. المرأة المعيلة تنفق على ثلث البيوت المصرية احصائيات موثوق بها ولا علاقة لهن بالفمنزم ولذلك عديد الاسباب التى لاتمس بالضرورة رجولة البعض فلا داعى لكل هذة الحساسية

    ردحذف