الخميس، 21 يونيو 2012

شعب عظيم!

بقلم سيد قطب
نقلا عن جريدة الاشتراكية 2 أغسطس 1951


نحن نظلم هذا الشعب العظيم ونتجنى عليه حين نتهمه بأنه شعب ميّت أو جامد أو ذليل لأنه لا يتحرّك في هذه الأيام ليبطش بالطغاة والمستهترين والمستغلين، لأنه يقبل هذه الأوضاع السيئة التي لا يقبلها الآدميون، لأن الخسف والعسف ينزلان به كل يوم بل كل لحظة وهو ساكن مستسلم، لأن حقوقه القومية وحقوقه الإنسانية وكرامته الآدمية تداس في كل يوم بل في كل لحظة فلا يغضب ولا يثور، لأن غيره من الشعوب يتملّص ويتخلّص أو يضرب ضربة هنا وضربة هناك تدل على أنه حي.

ولكن هذا الشعب قد خابت ظنونه في الرجال! لقد شهد زعماءه يخونونه ويخونون كل مبادئ الشرف والإستقامة طوال ثلاثين عاما أو تزيد؛ لقد شهدهم يبدأون حياتهم مكافحين فقراء ويختمونها إقطاعيين أثرياء، لقد شهدهم يبدأون حياتهم في شقة للإيجار ويختمونها وهم أصحاب ضياع وقصور، لقد شهد كلمات التضحية والكفاح والجهاد تنقلب معانيها إلى السمسرة والارتزاق والاتجار في السوق السوداء، لقد شهد الشرفاء يستحيلون لصوصا ومرتشين وقوادين لأن هذا هو أقرب الطريق للثراء.

وقبل أن يوجد في هذا الشعب زعماء يولدون فقراء ويموتون فقراء، قبل أن يتساقط على أرضه شهداء لا يطلبون منه ثمن الشهادة، قبل أن يصمد جيل من هؤلاء المكافحين على الشظف والحرمان والأذى والبلاء، قبل أن يحس الشعب أن هنالك مجاهدين لا تسندهم أقلام المخابرات، ولا تسندهم السفارات، بل لا تسندهم هيئات ولا أحزاب، لأن كل فرد من هيئاتهم وأحزابهم مجاهد لا يسنده إلا االإيمان؛ قبل أن يتم ذلك لن تعود للشعب ثقته في نفسه ولا في زعمائه ولا في أهدافه، لن يستجيب لدعوة ولن يستجيب لرجل، فطالما خدعته الدعوات وطالما خانه الرجال، فمن شاء أن يدعو هذا الشعب إلى تضحيات جديدة فليكن هو نفسه الضحية الأولى، فليعرّض عنقه للمشنقة وصدره للرصاص دون تلعثم أو تحرّج، فليتقدّم صراحة لمواجهة قوى الشر والطغيان في غير تحفظ ولا تخوّف ولا احتراس، وليثق أن الشعب يومها لن يتركه وحيدا.

هناك 3 تعليقات:

  1. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر
    الشهداء يعودون هذا الأسبوع
    " الشهداء يعودون هذا الأسبوع" إنه عنوان رواية للأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار.
    لقد انتشرت إشاعة في المدينة تقول أن الشهداء سيعودون هذا الأسبوع وكان أول من اضطرب وارتبك و خاف من كان برفقة الشهداء لأن منهم من خان الرسالة ، ومنهم باع ضميره، ومنهم من أصبح صاحب حانة و منهم من اغتصب ابنة الشهيد ،ومنهم من أصبح قوادا
    بالمناسبة ونحن في أجواء سيد قطب أذكر هذه المعلومة التي لها الكثير من الدلالات والمعاني أقلها تشويه الجهاد ، بعد الاستقلال مباشرة ، قررت سلطات الاستقلال منح تراخيص الحانات إلى المجاهدين فأصبحوا يسيرون الحانات بعد الاستقلال بعدما كانوا يحملون أثناء الثورة تراخيص الجهاد في سبيل الله والكثير من استشهد اثنا الثورة كان يحمل داخل جيبه القرآن الكريم .وهي أكبر رخصة جهادية .
    سيدتي الفاضلة لقد اغتصب الاستقلال وأصبح مجرد مظهر خارجي

    ردحذف
  2. يعنى الخيه هى هي الخيه من قبل 52

    ردحذف