الخميس، 19 يوليو 2012

هو الذي يُصلّي عليكُـم
نسـارع جميعا، عند ذكر اسم نبينا الكريم، إلى قول: "صلّى الله عليه وسلم" ونزيده صلاة، ويتصور البعض أن صلاة الله خاصة بالرسول النبي الكريم فحسب فنراهم عند ذكر غيره من الرسل والأنبياء يقولون: "عليهم السلام" ولا يزيدون؛ مع أن رسولنا الحبيب محمد، صلى الله عليه وسلم، حين سأله الناس عن كيف يصلون عليه تنفيذا لأمر الله سبحانه في الآية 56 من سورة الأحزاب: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، قال: "قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابرهيم إنك حميد مجيد". وعلى الرغم من هذا القول الواضح الصريح للرسول الكريم يغلب الشح والبخل على بعض الناس فيمتنعون، حتى على أبينا ابراهيم بدعاء "صلى الله عليه وسلم" ويكتفون بقولهم "عليه السلام"، ناهيك عن الصلاة على "آل محمد"، فلو أنك قلت مثلا "فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليها" تبرق العيون وتجحظ كأنك ارتكبت خطأ مروّعا، رغم أننا جميعا نقول في صلاتنا خمس مرات يوميا التشهد "اللهم صلّ على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد"، بل الأكثر من ذلك ما جاء في الآية 43 من سورة الأحزاب قوله تعالى: "هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما"؛ بما يفيد أن الله جل جلاله يصلي علينا، نحن العاديين من خلقه الذين ليس بيننا رسول ولا نبي ولا من آل البيت، وكذلك ما جاء في سورة البقرة : "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157)"، بل إن ربنا الرحيم يأمر رسوله الكريم في سورة التوبة آية 103: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم".

الله سبحانه وتعالى يصلي على الصابرين والناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور وهذه نعمة كبرى منه يجب ألا ننساها أو نخفيها بل علينا أن نبرزها للجماهير العريضة ليطمئنوا ويفرحوا؛ وصلاة الله علينا تعني عدّة أشياء: تعني المغفرة والرحمة، وتعني دعاء الملائكة لنا بالخير، وتعني الهداية ليشيع الذكر الجميل بين عباده؛ فقوله تعالى "ليخرجكم من الظلمات إلى النور" معناها "الهداية" وتملّك القدرة على الرؤية السليمة التي تمكن الإنسان من رؤية الحق حقا والباطل باطلا.

 وقد عبّر واحد من الكتاب، القاسية قلوبهم، عن دهشته المستنكرة لما أسماه  "ظاهرة" خروج كثير من أصحاب الأقلام السياسية والثقافية من عقائد وأفكار تجحد الدين إلى التكلم بلغة الإسلام الحنيف ناعتا ما حدث: "كأنهم تشقلبوا في الهواء شقلبة واحدة ثم خرجوا مسلمين ملتزمين يقولون كلاما مختلفا" رغم أنهم كانوا "عاديين"!

هذه الدهشة عند حضرته سببها أنه من الذين اتخذوا "هذا القرآن مهجورا"، فلم يراجعه بسبب انشغاله بقراءات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان مما جعله هو الأجدر بوصف "المتشقلب" الذي يرى كل شئ مقلوبا يهاجم، بتهكم سمج، الذين تاب الله عليهم فلم يعودوا مثله يرون الباطل حقا والحق باطلا، وغاب عنه إدراك صلاة الله وملائكته على الناس تلك التي "تعدل" المتشقلب إلى الوضع الصحيح؛ بإخراجه من الظلمات إلى نور هدي الله.



هناك تعليقان (2):

  1. الأستاذة صافي ناز الفاضلة،بمناسبة حلول الشهر الكريم، كل رمضان وأنت بألف خير وصحة و عافية لك و للنوارة

    ردحذف
    الردود
    1. ولك مثل ذلك والعائلة الكريمة والجزائر كلّها.

      حذف