الجمعة، 10 أغسطس 2012


شر البلية ما يضحك

من أطرف الذكريات التي أوردها الأستاذ فتحي رضوان، رحمه الله، في كتابه الوثيقة: "72 شهرا مع عبد الناصر"، ما ذكره في سياق تفاصيل العدوان الثلاثي عام 1956 الذي شنته بريطانيا على مصر مع فرنسا والكيان الصهيوني إحتجاجا على القرار الجمهوري بتأميم قناة السويس، ولم يكن عبد الناصر يتوقع هذا العدوان بل كان شديد الإطمئنان إلى أنه من المستحيلات أن تتورط  بريطانيا في حماقة غزو مصر، لكن الحرب مع ذلك وقعت وساد اليأس كل ماحول عبد الناصر حتى "اضطر أن ينقل أسرته وأولاده إلى إحدى الفيلات التي كانت مملوكة لأحد أمراء البيت المالك بعيدا عن مصر الجديدة وقد سمعته يقول لزكريا محي الدين: الناس تود أن تخرج من القاهرة فسهلوا لهم سبل الخروج"، خلال هذه "الدربكة"، قبل أن يزول الخطر بتدخل أمريكا وذهاب أيزنهاور بنفسه إلى مقر الجمعية العمومية بالأمم المتحدة ليدمغ الحملة البريطانية الفرنسية الصهيونية بأقبح النعوت خشية أن ينفتح الباب لدخول الإتحاد السوفيتي، طاشت الإقتراحات من هذا وذاك، وكان من أطرفها ما حكاه عبد اللطيف بغدادي للدكتور نور الدين طراف ألا وهو، كما رواه الأستاذ فتحي رضوان: " عندما تبيّن أن الإنجليز والفرنسيين في خريف 1956 مصممون على الزحف إلى القاهرة وأن الجيش لم يعد في مقدوره رد عاديتهم عن العاصمة، وأن الوساطات الدولية وقرارات الأمم المتحدة لم تجد، وبدا المستقبل شديد الحلوكة، فقد صلاح سالم آخر قطرة من معنوياته وتماسكه واقترح أن يتناول أعضاء مجلس قيادة الثورة سما زعافا سريع المفعول لكيلا يقعوا في يد الإنجليز والفرنسيين والإسرائيليين فيتخذوا منهم فرائس للإنتقام والتشفي وينتهزها أعداء الثورة، من كل صنف ونوع، فرصة ليثأروا لأنفسهم .....ووافق الحاضرون جميعا على هذا الاقتراح ولم يحل دون تنفيذه إلا غياب البغدادي، الذي لم يكن قد حضر هذا الاجتماع، فأرسلوا إلى صلاح نصر ليجهز السم المطلوب وإلى عبد اللطيف بغدادى ليبدي رأيه في الاقتراح وفي خلال البحث في الأمرين معا جاءت الأنباء من نيويورك..."، فزال الخطر وتم الإنقاذ وغنت الإذاعة: "أيّايا يابريطانيا، ياظالمة شعوب الدنيا، يادولة عجوزة وفانياااااااااااااه"!

هناك تعليق واحد:

  1. الأستاذة الفاضلة كل رمضان وأنت بألف خير

    الأستاذة صافي ناز الفاضلة لا أناقشك ولا أعلق على مواضيعك المحببة جدا إليك ، لهذا أنقل إليك هذا التلعيق الذي أعجبني كثيرا فقلت مع نفسي أشارك الأستاذة في ذلك. و التعليق بقدر ما هو طريف يتضمن اعترافا بجهود ومواقف النوارة

    أسامه غريب عبر تويتر: ليست هناك ضرورة ملحة لتغيير النائب العام لأنه بعد أن رأي رأس الذئب الطائر سيكون أكثر ثورية من نوارة نجم

    ردحذف