الأربعاء، 1 أغسطس 2012



طابع بريد تذكاري للشيخ إمام


هذا العنوان ليس خبرا أذيعه لكنه كان واحدا من تصوراتي الكثيرة، التي لم تتحقق، للكيفية التي كنت أتمني أن يتم بها تكريم الشيخ إمام عيسى؛ طابع بريد يحمل صورة الشيخ إمام وعوده يكون في واقعه طابع بريد يحمل الوجه الناصع لجهاد وعناد الشعب المصري ووجدانه العربي الأصيل؛ طابع بريد يكرّم ذلك العود الذي احتضنه، باستبسال وصوفية، رائد الأغنية السياسية المعاصرة الشيخ إمام عيسى ملخّصا مبدئيته بكلمات  شاعره ورفيق دربه أحمد فؤاد نجم: " قول الكلمة عالي بالصوت البلالي قول إن العدالة دين الإنسانية"، وبكلمات نجيب سرور: "في إيدي عود قوال وجسور وصبحت أنا في العشق مثل".

الشيخ إمام هو ذلك الفنان الذي لم تفتر ولم تهمد قواه عن الغناء والتلحين لأوجاع الشارع المصري وأحلامه الثورية العربية الخالصة، منذ 1967 حتى رحيله إلى رحمة الله؛ استمرارية متكاملة لخط  ثوري متأجج متجانس مع نفسه لم ينحرف ولم يتناقض لحظة، أينما كان بسجن ظالم أو مهرب من اعتقال متربص،  جزء فعال باهر من ذلك الكيان الفني الفذ "نجم\إمام"، يعطي بفدائية وقدرة وتدفق وسلاسة أعمالا  تتعدي قيمتها الجهادية السياسية الآنية إلى قيمتها الفنية التراثية  تضيئ صفحة بارزة إلى تراث العود العربي.

بدأ الشيخ إمام حياته مُقرئا يرفض التنغيم والتطريب الخارج عن أصول القراءة الشرعية للقرآن الكريم، ثم تعلم العزف على العود واستطاع أن يكوّن لنفسه أسلوبه الخاص في العزف والتلحين والغناء منطلقا من أرضيته الدينية الخصبة، التي ظل محافظا عليها متمسكا بها مطورا الكثير من فنيات المدائح النبوية والتواشيح الدينية، واستطاع أن يشق لفنه تيارا رائدا متفردا للأغنية العربية السياسية المحرّضة ذات التأثير الثوري الإيجابي وسط الجماهير، فقدم بذلك لأول مرة وبكل دماء الموسيقى الإسلامية مايمكن أن نسميه موسيقى الرأي وغناء الرأي.

تكريم الشيخ إمام عيسى، الذي لم يخطر لي على بال، كان بحمد الله وفضله يوم 25 يناير 2011 عندما انطلق صوته منجدلا مع هتافات الثوار يردد بكلمات نجيب شهاب الدين: " يامصر قومي وشدّي الحيل كل اللي تتمنيه عنديييييييييييييييييييييييييي"!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق