السبت، 29 سبتمبر 2012

فن كتابة

إن الله مانع نبينا محمد ومانعنا

×  بكت فاطمة بنت محمد رسول الله قائلة: "واكرب أبتاه"،  حينما رأت كفار مكة يضعون كرش البعير على ظهره الشريف وهو ساجد في بيت الله الحرام، فقال صلوات ربي وسلامه عليه واثقا: "يافاطمة إن الله مانع أباك"! وكان حقا على الله سبحانه نصر نبيّه والمؤمنين.

×  صحيح  هناك بيننا من يسيؤون للرسول وللإسلام بتصرفاتهم وأقوالهم، عن قصد أو بغير قصد، لكن هذا لا يسمح بمنطق: "إن كان هذا الفيلم قد أساء للرسول فهناك بيننا من أساء"! هل هذا تهوين لجريمة الإساءة أم مجرّد "رغي" وبث روح تقبّل "إهانة الآخر"؟

×  إنّ تكاثر المسيئين، هنا وهناك، واختلاف أنواعهم وأشكالهم ووسائلهم ومقاصدهم ومنطلقاتهم، وإن أخذ بعضها دعوى الدفاع عن الرسول، لا يعفي أحدا من مسؤولية جُرْمه ولا يجعلنا نختار بين المجرمين فنلوم هذا ونترك ذاك.

×  بكت فاطمة متأثرة من غلاظة فعل الكفار، وكان من حقها التوجع لما حاق بالرسول من الأذى، ولم يرفض النبي منها البكاء لكنه أكّد لها أن نصر الله قادم وقد كان، واقتص الله لخاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله قصاصه العادل من كل من آذوه.

×  من الطبيعي أن تختلف ردود الأفعال في لحظات الغضب، ولقد أمسك نبي الله  موسى صلى الله عليه وسلّم بلحية ورأس أخيه هارون يشدّه إليه معنفا، لما تصوره تهاونا منه مع عبدة العجل من بني إسرائيل، فلما ذهب عنه الغضب عالج الموقف، لذلك ليس من حق أحد أن يتباهى بمسلكه، صاخبا هادرا أو هادئا متعقلا مترويا، ويعلو باختياره على اختيارات غيره؛ يسفّهها ويدينها فيفلت الجناة وتشتعل نار الفتنة بين من حقّ لهم الغضب لدينهم ونبيّهم.

×  أما حضرة من سوّل له الشيطان حرق "الإنجيل"؛ الذي آتاه الله سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلّم، عاصيا الآية الكريمة رقم 136 من سورة البقرة الآمرة لنا: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وماأنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط  وما أُوتي موسى وعيسى وما أُوتي النبيون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"، فهو حكاية بشعة خرجت من نطاق الغضب إلى وقوع صاحبها في إثم مستطير وظلم عظيم مماثل لحرق القرآن الكريم كتاب الله العزير.

×  في سياق ذكر الإساءات نرى ماحدث ويحدث لباحثي جامعة النيل، من عدوان مشين قبيح وسوقي واغتصاب واضح لحقوقهم، إساءة بالغة لكل قيم العلم تنسف  إدعاءات التحضر والتقدم والعدالة وإعمال القانون إلى آخر ما يتشدّق به، كذبا ودجلا،الذين نالوا لقب:"حضرات المحترمين"، هؤلاء الذين سقطت أقنعتهم وأسفرت وجوههم بملامح التحيّز الباطل والدعوة إلى سلطان البطش الغاشم بالسحل والسحق ولا يخجلون، على الرغم من كشف عورة فاشستيّتهم، من المشاركة في سرادقات الكلمات الرنانة عن الحق والكرامة وحراسة الوطن وتحرير إرادته.

 صبرا آل جامعة النيل إن موعدكم: "إزالة زويل"، والله على كل شئ قدير.


×  قالت يســرا: أنا مطمئنة، فبدأ قلقي!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق