الجمعة، 23 نوفمبر 2012


"الفنطاس" رواية من فن المزاح

رواية "الفنطاس" تأليف الدكتور عمرو عبد السميع، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية عام 2003، على غلافها تنويه "من الأدب الساخر" وتقع في 238، وأفضل تعريفها بأنها من "فن المزاح"؛ هذا الفن الذي أجده اللغة المناسبة للتعبير عن الكثير من مآسينا القومية والوطنية والإنسانية.

شخصية الرواية المحورية مهزومة الروح بسبب نشأة مجروحة بالعار والفضيحة ولم تجد لانكسارها سوى قناع الجهامة لتتوارى وراءها وتشق طريقها في دروب الكذب والادعاء والنفاق والتزييف للوصول إلى مواقع السيطرة والتحكم؛ هذه الشخصية اسمها في الرواية "سمير متولي" لكننا يمكن أن نقابلها كل يوم في الحياة بأسماء أخرى قد تختلف في تفاصيلها لكنها تتفق بنتائجها.

"الجهامة" قناع للتفاهة؛ فكما يقول المؤلف: "....الجهامة وثقل الظل صارا بمرور الوقت ومن خلال محن الوطن وانكساراته صنوان لمعنى الجديّة والوطنية حيث، وبحكم التعريف، لاتوجد وطنية مرحة..."! ويصف عمرو عبد السميع إحدى مَلكات بطله "سمير متولي" شارحا: "...المَلَكَة التي رأى سمير ضرورة اتشاحه بها في عمله السياسي هي أن يكون قناصا للفرص، نهّازا لكل نصف مناسبة من أجل التأثير على الناس، ومن ثمّ لفت نظر القيادات، وبالتالي التصعيد السياسي الذي يدخل في روع الناس أن هناك قوى خفية وراءه فينخرطون في سلاسل لانهائية من التأويلات حول قوّته ثم ينصاعون أمام المَرَدَة، الذين خلقوهم، في ذلة وانسحاق عظيمين...".

من الصعب تلخيص رواية "الفنطاس" لأنها ليست حكاية، إنها رصد وتحليل لمن تحايل وتلون واستفاد من كل العصور وبلغ ذروة استفادته حين تمكّن من عبور المحلية ليسمع من يناديه بلقب "دولي" وكان ذلك، وفقا لتأكيد المؤلف: "بعد أن أصبحت الجاسوسية والشذوذ حقّين أصيلين من حقوق الإنسان"!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق