السبت، 1 ديسمبر 2012

فن كتابة:

دندرة

تساءل الدكتور...المهندس الاستشاري والناشط السياسي: لماذا لم نسمع عن حادث قطار طيلة حكم عبد الناصر؟ ثم أرجع ذلك "لوجود الثواب والعقاب"! ( الوطن 20\11\2012 ص 7). لن يكون ردي البدهي: ألا يكفي سيادتك حادث قطار 5 يونيو 1967 الذي دهس الوطن بأكمله؟ لأني أذكرك، والأجيال الجديدة التي يحب البعض إستغفالها بإعادة تشكيل الماضي وكتابة تاريخه وفقا للأهواء، بحادث "دندرة" المروّع الذي وقع على مقربة من القناطر الخيرية حين شهدت مياه النيل فاجعة أليمة في الساعة الثامنة من صباح الجمعة 8 مايو عام 1959 أطاحت بالرحلة النيلية التي نظمها نادي نقابة المهن الزراعية من مرسى روض الفرج فتحوّلت، كما وصفتها الصحف يومها، من نزهة إلى رحلة موت على ظهر الباخرة "دندرة" التي كانت تحمل 200 راكب عندما بدأت تغوص في أعماق النيل وهي على بعد أمتار قليلة من محطة الوصول ولم يستغرق غرقها سوى 15 دقيقة بينما استمرت عمليات البحث عن الجثث أسبوعا كاملا وأسفر الحادث عن غرق 79 من ركاب الباخرة ما بين أطفال ونساء ورجال، وقد هز الحادث، كالعادة، الوجدان الوطني حتى أصبحت "دندرة" كلمة مرادفة لكل حادث مهول فكان الناس تقول، مثلا، "قلبوها دندرة!" بما يعني خراب وكارثة، والغرض من التذكير بـ "دندرة" لا يهدف إلى التهوين من فاجعة حافلة الأطفال التي دهمها قطار أسيوط نهار السبت 17 نوفمبر 2012 لكنه رغبة في أن تتوقف العبارة السقيمة التي تلوكها الألسن: "هذا لم يكن يحدث من قبل"، كلا ياحضرات فكل مايحدث الآن حدث من قبل على مدى السنوات، البعيدة والقريبة، الماضية بالشبر وبالذراع، والذي كنا، فحسب، نود ألا يعود إلينا من جديد بكل أسبابه الروتينية المعروفة؛ وعلى قمّتها الإهمال ابن الفساد المتولّد من خائن المسؤولية قليل الذمّة وقليل الدّين!

"قلبوها دندرة"، أي والله، وهذا للأسف ما أخشى نُذُره في مطالعة "الخناق" الدائر بين عصابات الناهشين قلب الوطن تحت مسميات الدفاع عن "الديموقراطية" و "القانون" و "ودم الشهداء ومطالب الثوار"؛ للأسف مازلنا عند صيحة الشاعر أحمد شوقي قبل وفاته منذ 80 عاما: "إلام الخُلف بينكمو إلاما \ وهذي الضجة الكبرى علاما \ وفيم يكيد بعضكمو لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟"  حتى أننا نصرخ اليوم صرخته الخالعة للقلب: "شهيد الحق قم تره يتيما بأرض ضُيّعت فيها اليتامى"ّ!

على فكرة:

× كل الذين انسحبوا من التأسيسية ما كان لهم أن يكونوا بها من البداية؛ من أول لينا الطيبي حتى فاروق جويدة مرورا، طبعا، بوحيد عبد المجيد وأمثالهم.

× البعض يحفظ النظريات ويجيد تسميعها لكنه يعجز عن حل أي مسألة؛ إياك أعني فاسمعي يا هبة رؤوف عزت.

× هناك من يحل المسائل ومن صواب نتائجه نستنبط النظريات.

× لم تعد التغريدات اسما على مُسمّى فقد صارت نعيقا في نعيق.

× الممثلة زبيدة ثروت كانت تملك في يوم من الأيام لقب "جميلة العينين" لكن هذا لايُعطيها حق الخوض في السياسة "عمياني".

× إنني، والله، لأحبّذ ابتعاد الفنانين والفنانات، الممثلين منهم والمخرجين،عن مدار إبداء الرأي في غير شؤونهم تجنبا لكشف فضائح الأمية والجهل والغباء وغياب الوعي المؤدي إلى سوء التقدير؛ الذي دفع فنانة عريقة إلى الاعتراف بأنها كانت ترغب في عمر سليمان رئيسا لجمهورية مصر. يكفيكم أداء المدوّن لكم في "الورق"، وإحراز "بطولات" الأفلام، وتكريم نوادي الليونز والروتاري والإنرويل والروتر آكت.

× هل سمعتم من قال غاضبا على قناة أون تيفي: "صلاة الفجر قاعدة للظهر"؟

صدق الشاعر العراقي مُظفر النواب: "أضحك؟ إيش لون أضحك؟، أبكي؟ إيش لون أبكي؟"!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق