الجمعة، 16 سبتمبر 2011

نوارة الإنتصار تدخل المدرسة الإبتدائية 1979

هناك 3 تعليقات:

  1. الأستاذة الفاضلة صافي ناز كاظم ألف تحية من الجزائر
    1979 السنة التي دخلت فيها التلميذة نوارة الانتصار المدرسة ،إنها السنة التي تعد من اللحظات الفارقة في حياتي ، إنها السنة التي تخرجت من الجامعة ،و السنة التي عينت فيها مكلّف بمهمة ، ما يعادل مستشار ، بإحدى المحافظات التي نسميها ولاية.إنها السنة التي تركت فيها ذلك المنصب.
    لقد تم تعييني ليس بسبب ا لكفاءة و لا الشهادة ، إنما كان مزيجا من النفي و الرشوة السياسية بعد الإضرابات الكبيرة التي لم تشهد جامعة الجزائر مثيلا لها منذ الاستقلال ، المطالبة ب:التعريب الفوري و الشامل للإدارة الجزائرية . الذي كان شعار الإضرابات التي كانت تعد ضغطا على الرئيس الجديد ، الشاذلي بن جديد الذي جاء بعد رحيل هواري بومدين في 27 ديسمبر78 . لقد استجاب بن جديد وتجاوب مع مطالب الطلبة.
    بدون شك كان يسعى لكسب شرعية، بخاصة أنه جاء بعد بومدين ، ذلك الأزهري الذي كان له من الكاريزما و الشرعية الثورية و التاريخية يصعب ملؤها بسهولة . لهذا أسرع بن جديد بتعريب بعض الوزارات والمؤسسات بخاصة التي لها صلبة مباشرة مع المواطن . .كما تم تعيين خريجي تلك السنة ، بخاصة القيادات منها في مناصب بوصفهم مكلفين بمهمة لدى المحافظين من اجل استكمال عملية التعريب .
    وبين عشية وضحاها وجدت نفسي أتحول من طالب ثائر إلى مجرد موظف بيروقراطي مجبر على ليس بدله وكرافات وله مكتب وسكرتيرة تكبره سنا وخبرة،وتنظر لهذا "الولد" الوافد بالكثير من الريبة .
    كم كانت أمي، أرملة الشهيد ، أطال الله في عمرها وعمرك ، سعيدة وفرحة ، وهي ترى أبنها الوحيد يتخرج من الجامعة ويصبح موظفا " قد الدنيا " .
    كم كانت سعيدة وهي ترى أنها على وشك انجاز المهمة التاريخية التي تركها لها زوجها الشهيد . ولم يبقى لها إلى الشيء القليل لإتمامها .القليل الذي بقي وضعت له مقدمات مستغلة مائدة الطعام لتحدثني بعد أن تشكر الله على نعمه الكثيرة ، التي لم أكن أراها كثيرة ، فتبدأ بتذكيري أنني وحيد ويجب ألا أخرج عن العائلة وأبقى في ظلها ،يمكن شافت عيني زايغة ،كما تذكرني أنني أصبحت رجلا ، وكنت أعرف نهاية الحديث، لكن كنت أسايرها ،إلى أن تصل إلى : بنت خالك أصبحت عروسة وأنها من دمنا ولحمنا وأنها وأنها ... وتبدأ تعدد مزاياها وخصالها وجمالها ، وصف تصبح معه سعاد حسني ،و كاترين دونوف في ذيل الترتيب .
    وكم صدمت أمي لما علمت باستقالتي ، وكم وبكت و تألمت كثيرا لما رأت وحيدها يحمل حقيبته،في رحلة أخرى من حياته .

    ردحذف