الجمعة، 13 أبريل 2012

أنا والكركديه!

أنا وجلة، لاتكف دماغي عن كتابة ما أتصوره المناسب واللائق، تنسج الكلمات السطور الأولى وما أن أفحصها حتى أمسحها بهزة رأسي:  لا! هذا حالي دائما مع كل دخول جديد إلى كتابة.  في البداية اقترحت على نفسي أن أحكي حكاية سرقة عنوان زاويتي :"تاكسي الكلام"، وهو عنوان قديم اخترعته منذ أكثر من عشرة أعوام وتنقلت به من جريدة  إلى جريدة إلى جريدة، وكلها أماكن تركتها ولسان حالي يغني "ودعتك وأنا أهون ليا تفارقني روحي ولا أسيبك" ، غير أنه للكرامة سطوتها فلي لسان حال آخر يغني "رضيت هوانها فيما تقاسي وما إذلالها في الصحف دأبي!"، لكن ما أن نظرت إلى وجهي بالمرآة متذكرة النشال الذي سمح لنفسه اقتباس عنواني  العزيز من دون أن يستبد به الحياء ويلصقه بكتاب له حتى تجهم جبيني ولم يعجبني شكلي وناقشتني في حوار بناء:  ياستي يغور العنوان وسارقه، الطيب أحسن!

اللللللللله أكبر!  هذا هو المدخل ولاأحلى منه!

صار لي وقت لا أكتب في أمور أساسية تبدو للناس هامشية فأكبتها ويرتفع ضغطي مما يؤدي إلى اقتحام إبنتي لسكينتي بصرختها المدوية "ماماااااااااه  كررررركديييييه"، وأظل يا إخوتي وأبنائي وأحفادي أقربع في منقوع نبات الكركديه، الذي ترى إبنتي أنه الدواء الناجع لإنقاذ حياتي؛ ومن لها من بعدي في غسيل المواعين وترتيب المنكوش وتنسيق جداول العمل اليومي في شتى شئون حياتها؟ بنتي حبيبتي "أحسن واحدة ينضحك عليها"، مع أنها كاتبة شاطرة أحب كتابتها ولها لقب يلاحقها منذ إنبثاق ثورة 25 يناير 2011 هو: "أيقونة الثورة"، وأنا والله لا أفهم معنى كلمة "أيقونة" على وجه الدقة ولا أرجح أنها السبب في بلاغات بعض السفهاء  عنها لتقديمها إلى المحاكمة العسكرية بتهمة: "بحبك يا مصر وأكره لصوص خزائنك وقتلة أولادك"، على العموم يكفي أنها إبنتي لتستحق مني التضحية بالإستمرار في الحياة، ولأجل أنها قد منحتني شرف أن أكون أما أشربك يا كركديه! بيد أن فرصة الكتابة عن الأساسي\الهامشي سيكون الأفضل في انضباط  ضغطي وتقليل أخطائي حين التعامل مع آلة الحاسوب والبريد الإلكتروني، فقد لاحظت  أنني كتبت رسالة وراحت لغير الجهة المقصودة بسبب لمسة شاردة لعنوان غير العنوان المطلوب لمجرد تشابه في الحرف الأول!

الخوف يتبدد قليلا، صحيح:  الطيب أحسن!

هناك 14 تعليقًا:

  1. ياريت حضرتك تكتبي اكتر عن نوارة, نوارة الكبيرة مش وهي طفلة :)

    ردحذف
    الردود
    1. يا ميدو؛ نوارة تكتب عن نفسها وهي كبيرة، إنما طفولتها من اختصاصي.

      حذف
  2. استاذتنا الغاليه

    ربنا يخليكوا لبعض و يحميكوا لمصر
    انا بحبكم جدا

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا أيها الجدع: ولي ملاحظة لكل جيلكم المحروس؛ لايجوز وضع ياء بعد "لكِ" يعني لكي وأنتي ومعكي وما هو على تلك الشاكلة غلط، كما أن وضع ألف بعد كل واو غلط وأتعجب من الذي يضعها بعد "أرجو" مثلا، وهكذ تكون رسالتك "يخليكو" و "يحميكو" من دون ألف بعد الواو حتى وأنت تقولها بالعامية. دمّي ثقيل؟ وماله!

      حذف
    2. نسيت أضع ألف لهكذا ولم أعرف كيفية التصحيح فكان عليّ أن ألحق كلامي بهذا الرد الثاني!

      حذف
    3. اشكرك وأنا مكسوف من نفسي بعد ملاحظات حضرتك تعجبت انني قد وقعت في هذه الأخطاء وأنا أعلم الصح يبدو ذلك لعدم ممارسة الكتابه بالعربي اغلب الوقت كما هو مفروض علي

      ـحياتي

      حذف
  3. الفاضلة الدكتورة / أم نوارة
    آثرت أن أخاطب فيكي الأم هذه المرة. سبحان الله ، تبقى الأم دائما هي الأم. فهي الدكتورة في مجال عملها ، والأستاذة بين تلاميذها ، والمتحكمة بين مرؤوسيها. لكنها دائما الأم بين صغارها. صافي ناز كاظم أراها اليوم بشكل مختلف ، أراها أما. تطرب للحديث عن ابنتها. بل وتصحو لتتابع ردة فعل القراء على ما كتبت. والأغرب أنها ترد عليهم فردا فردا. بالرغم من تمام يقينها بما حققته ابنتها في مجتمعها المصري والخارجي ، الا أنها تظل الأم التي تطرب لكلمة ثناء من محب في حق ابنتها. نعم دكتورة صافي ناز ، سواء أردت أم لا ظهر لي اليوم منك جانبا انسانيا نبيلا.
    أما فيما يخص نوارة. فإن لها من اسمها نصيب. نوارة حفنة من طين مصر المعجون بماء نيلها وعراقة تاريخها. نوارة هي أجمل قصائد عم أحمد ، وأعذب حروف صافي ناز كاظم. نوارة كلما أقرأ أو أستمع لها أجدني بين شعورين ، الفرح الشديد بها ، والخجل الشديد من ذاتي.

    ردحذف
    الردود
    1. يا وحيد أنا مش دكتوراه، أنا ماجستير فحسب، ولقبي الأستاذة، وعمري ما كنت متحكمة في أي شئ إلا في قلمي.

      والحمد لله على نعمة نوارة الإنتصار، وقد تساءلت مرة أيام السبعينات: هل يمكن أن يكون أولادنا هم حبرنا السّرّي؟

      حذف
  4. الأستاذة الفاضلة ألف من الجزائر
    كان لي تعليق حول الأيقونة ودور الأيقونة في الثورة، لكن لما "شفت " القعدة مصرية خالصة " تعليقا وردودا" بدا لي انه لا مكان فيها للأغراب ففضلت الاستماع من بعيد
    مرة أخرى ألف تحية .
    أنا أعرف أن الأستاذة صافي ناز، وهي من هي في عالم الأدب و الفكر و النقد المسرحي أنها لا تجهل، بل تعرف حق المعرفة معنى الأيقونة، صحيح تاريخ المفردة ارتبط باللاهوت المسيحي ، لكنها أخذت معنى أخر في الثقافة العربية التي أصبحت تعني النقاء و الصفاء و الطهارة التي تجمت كلها واندمجت مع بعضها وتجلت نوارة

    ردحذف
    الردود
    1. يا محمد نور الدين ما غريب إلا الشيطان!

      نسيت أعزيك في بن بله رحمه الله، تعوّد جيلي أن تكون الجزائر في القلب بعظمة مقاومتها و جليل شهدائها.

      أيقونة مفردة لا معنى لها عندي.

      تحياتي.

      حذف
  5. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر
    سيدتي الفاضلةأعرف أنك تنتمين إلى جيل أصبح عملة نادرة ، حيث طغت الإقليمية الضيقة الخانقة و الشوفينية المقيتة باسم الوطنية التي أصبحت سجلا تجاريا. ولهذا وأقسم لك بالله تذكرتك وأنا أتابع تشييع جنازة الزعيم الراحل أحمد بن بلة لما عرضوا شريط برقة الزعيم جمال عبد الناصر في مصر و الجزائر ،فقلت مع نفسي كيف يكون تعليق الأستاذة صافي ناز على هكذا صورة . بخاصة لما قرأت لك تعليقا على مقال الدكتورة هدى

    أما الأيقونة المفردة فأنا متفق معك، لكنني أشعر بعجز على التعليق

    ردحذف
    الردود
    1. لقد دعوت الله أن يغفر لبن بله ما تورّط فيه مع عبد الناصر: لقد إستشهد الشهداء تحت راية الجهاد في سبيل الله وكان الإسلام هو القوة الدافعة للمقاومة الجزائرية متمثلة في علماء الإسلام، وكانت لنا قريبة متزوجة من عالم فاضل جزائري اسمه السعدي عمّار،رحمه الله، وكان أزهرياأمينا، أبيض الوجه أزرق العينين تقيا مجاهدا صادق الوعد، وقد أنجب أبو عبيدة ونبيل السعدي عمار، وعائشة وخديجة وصفية وبثينة السعدي عمار رحمهم الله أجمعين، وقد إستشهد اللواء نبيل السعدي عمار في حادثة مقتل المشير أحمد بدوي مارس 1981 مع 15 ضابط عظيم ويمكنك قراءة تفاصيل الحادثة أو الجريمة عن طريق جوجل تحت اسم المشير أحمد بدوي رحمه الله.

      حذف
  6. الأستاذة الفاضلة لقد عدت إلى جوجل لأعرف بعض التفاصيل لأنني كنت على علم بالحداثة المؤلمة ولقد وجدت اسم ا اللواء السعدي من ضمن الشهداء رحمهم الله جميعا ، كما اكتشفت شيئا أخرا أيضا وهو أننا " أنساب "كما نقول بلهجتنا ، أي أصهار
    أما بخصوص تلك المرحلة ورجالها فأنا دائما انظر لها ضمن شرطها التاريخي ، لقد جاء عبد الناصر وبن بلة ضمن وضع عالمي تميز بانتصار حركات التحرر في أفر يقيا و أسيا وأمريكا اللاتينية مدعومة من المنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي فكان من الطبيعي أن يتأثرا بفكر وممارسة تلك المرحلة بكل إيجابياتها وسلبياتها
    مرة اخرى لك كل الاحترام و التقدير

    ردحذف
    الردود
    1. يا محمد نور الدين لا أتفق مع فقرتك الثانية التي تبدأ بــ "أما".

      ورابطة القربى تمتد من المحيط إلى الخليج، ورحم الله الشهداء. ونكتفي بهذا القدر لأن الأسلاف يتميزون غيظا!

      حذف