الاثنين، 20 ديسمبر 2010

تحالف اللادينية والصهيونية



أنتجت النظريات العنصرية لفلاسفة الإستخراب الغربي، القائلة بتفوق الجنس الأبيض ،نموذج هتلر فخرج بحربه العالمية ـ 1939 \1945 ـ يدمر براية تفوق الجنس الآري، يريد أن يخضع العالم لتفوقه العرقي الموهوم ، وذاق العنصريون الغربيون طعم لحمهم المر المسموم.

أنضج هتلر على وقود أفرانه ، التي زج فيها معارضيه من يهود وغيرهم ، خرافة الشعب المختار، ففي قاع المذلة التي وجد الرجل الأبيض ، المنتمي إلى اليهودية ، نفسه فيها تولدت عنده هلوسات جنون العظمة.  لقد رأى أنه أوروبي وأبيض لكنه مرفوض ليهوديته ممن هم في الواقع أهله وجنسه وأبناء وطنه، عاش في أحياء منعزلة، سخروا منه في آدابهم وفنونهم وممارسات حياتهم اليومية، لفظوه بقسوة رغم وحدة اللون والملامح والجنس والأرض، وكان حتما أن تركبه مركبات النقص التي كان لابد أن تتولد منها صيغة مرضية للعظمة مشابهة للصيغة العنصرية ، التي تقول بتفوق الجنس الأبيض، غير أنها بالغت في الجنون بقولها: أنا شعب الله المختار، وهذا العالم كله بناسه ومخلوقاته خلقه الله من أجلي ليخدمني بصفتي السيد وهو العبد!

إتفقت المصالح الغربية ، بلادينيتها، على إتاحة المجال لإنطلاق الحركة الصهيونية ودعمت منطقها، الذي اعتمد صيغة شعب الله المختار وحقه فيما سمته أرض الميعاد على أرض فلسطين، وزورت لها الوثائق والحكايات والأساطير، ونبشت لتسرق تراث الجنس البشري كله وتنسبه لنفسها ، ولعلنا لم ننس بعد لغة النصب والإحتيال التي تكلم بها اسحق رابين وهو يتسلم جائزة نوبل ويسرد بها المساهمات الثقافية والعلمية والفنية التي أثرى بها، ماسماه الشعب اليهودي، تراث الإنسانية على مر الأزمان ذاكرا من تلك الإسهامات "الأهرامات" و "أشجار الزيتون والبرتقال" على أرض مصر وفلسطين!

إرتفع النداء لتجميع يهود العالم لينسلخوا عن أوطانهم وأجناسهم المختلفة ويصطفوا خلف الفكرة الصهيونية العنصرية في وحدة ترسخهم بزعم أنهم شعب الله المختار بينما كانت السكاكين تنزل من كل جانب تقطع أرحام المسلمين ليتفرقوا عن حبل الله تحت رايات لادينية قومية وعرقية ما أنزل الله بها من سلطان.  هذا رغم أن البون شاسع بين غاية تجميع المسلمين في أمة واحدة، تحتضن بين جنباتها كل الأجناس وكل الأديان، تساوي بين الأجناس وتعترف بكل دين سماوي، وبين غاية الصهيونية في تجميع يهود العالم لتصنع منهم شعبا متعصبا لايعترف بـ "الآخر" ولا بأي دين أو عقيدة تخالفه، يسرق الأرض ويأكل الحقوق ولا يبالي بعهد أو ذمة وينتهج القمع والإرهاب بوقاحة وحرية وحوش الغاب ، بزعم أن من حقه الدفاع عن "أمانه" ضد مقاومة ضحاياه، ويجد من يتعهد بدعمه ، ممن يسمون أنفسهم الدول الكبرى ، تحت مقولة غاشمة لا تتغير أكدها أوباما من على منصة جامعة القاهرة ، كأنها نص مقدس من نصوص الكتب المنزلة : "أواصرنا بإسرائيل غير قابلة للكسر!"

 نعم! تجمعت المصالح الدولية لتؤسس تحالفا عجيبا بين اللادينية والصهيونية من أجل أن  يكون لليهود الحق في إقامة دولة "دينية يهودية" ، بينما تتسيد بطانتهم بين ظهرانينا  لفرض اللادينية على المسلمين لتحرمهم التمتع بالعيش في كنف شريعتهم ، وقرآنهم يقول في الآية 65 من سورة النساء: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما".

وأسأله سبحانه أن يساعدني على مواصلة الكلام مستعيذة به من همزات شياطين الإنس والجن، ومن حضورهم!


هناك تعليقان (2):

  1. الاستاذه الفاضلة
    وهل اجتمعت كل هذه الامور وارتبطت ببعضها ليجتمع اليهود في ارض فلسطين ونري عجائب قدرة الله في اياته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكره عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا *إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا)
    صدق الله العظيم

    ردحذف
  2. سيدتي الفاضلة

    هذا المقل يفترض أن أسطورة شعب الله المختار التي يتبناها اليهود هي نتاج لما فعله هتلر. أو نتاج للاضطهاد الأوروبي لليهود.
    ولكن يظل هناك سؤال ملح يحتاج إلى تدقيق. هل هذا الاضطهاد كان نتيجة ادعاء اليهود؟ أم أن الادعاء كان نتيجة الاضطهاد؟

    نعلم من القرآن الكريم أن قول اليهود (نحن أبناء الله وأحباؤه) كان قائماً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وقبل بعثته.

    من جهة أخرى، يرجع التحالف الثابت بين أمريكا والكيان الإسرائيلي إلى أساس من العقيدة وليس فقط التقاء مصالح. مهما زعم أهل أمريكا أن الدين ليس له محل من السياسة. وأنت بالتأكيد أدرى مني بمدى الارتباط بين عقيدة البروتوستانت واليهود. ومدى تأثير العقيدة في المزاج السياسي الأمريكي.

    تحياتي
    حسن مدني

    ردحذف