الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010




لماذا يريدون لنا "وهم" حياة نيابية؟

إذا كانت الإنتخابات تؤدي بنا إلى هذا المستوى المتدني في كل إجراءاتها ثم نتائجها؛ فلا بد أن نكون على يقين بأنها ليست الإنتخابات المرجوة لحياة نيابية محترمة وموثوق بها، ولا يمكن أن نحقق معها مانتأمله من إصلاح وتغيير ينهضان ببلادنا بعيدا عن كل بؤر الفساد .

في يوم الأحد 12\12\2010، الذي كثرت زعابيبه واشتدت رياحة وتدنت فيه الرؤية تحت شبورة ترابية كتمت أنفاس القاهرة، وغرقت الإسكندرية ومدن الدلتا  تحت الأمطار الغزيرة متسببة في خسائر في الأرواح والأموال، تم افتتاح الدورة الجديدة لما اصطلح على تسميته "مجلس الشعب"، البرلمان في قول أقدم، ولم تستطع الكلمات الواثقة أن تخفي الوجوم الجمعي، الذي ظهرعلى الوجوه  جليا أمام الجالس من المواطنين يتابع الحدث عبر شاشات المذياع المرئي، ليكون بدوره شبورة أخرى، موازية لشبورة التراب، كاتمة لأي ملمح من ملامح الفرح أوالإنتصار، فيما كان الجمع الغفير من قوى المعارضة متجمهرا في الشارع أمام دار القضاء العالي يرفع هتافات "باطل..باطل"!

لم يكن هناك مجال لتصور آخر غير أن الأمر برمته تسديد خانة: "وهم" اسمه الحياة النيابية، ولم يكن هذا "الوهم" بالشئ الجديد؛ فالذي يجب أن نعترف به أننا لم يكن لدينا حياة نيابية حقيقية منذ أسس محمد علي دولة الإستبداد وحكم مصر بمقتضاها عام1805، وظل "الإستبداد" وتزوير مصالح الناس أساس الحكم في كل العهود؛ ملكية وجمهورية، وإن تزوق في بعضها بالدساتير وملاعب الإنتخابات والخطابات الرنانة في قاعات امتلأت بالأعضاء الذين طالما داعب النوم أعينهم فاستسلموا له من دون أن يحرجهم الغطيط!

الناس تواقة إلى نيل الحقوق وتقديم الواجبات، بل والتضحيات، عبر سعي جاد، لامراوغة فيه ولا تلاعب، يؤدي إلى تمثيل صادق لمصالحهم اليومية والتاريخية، لامنٌ فيه ولا أذى، بعيدا عن هؤلاء الذين "لا يعرفون الحكم غير غنيمة وسعت محاسيب الرجال كما ترى، يتخاصمون إذا المآرب عُطّلت فإذا إنقضين فلا خصام ولا مرا"، على حد تعبير مقولة شاعر في أربعينات القرن الماضي!

مالم يتحقق ذلك فسيظل هتاف "باطل..باطل" النشيد الوطني المتواصل لكل رافض، عن حق، الإستمرار في مهزلة "وهم" حياة نيابية!








هناك تعليق واحد:

  1. سيظل هتاف "باطل..باطل" النشيد الوطني المتواصل

    تحياتى

    ردحذف