الثلاثاء، 17 يناير 2012

يا خسارة يا أزهار البساتين
بدأت تحية ثورة الشعب المصري 25 يناير 2011 بمقطع من قصيدة للشاعر أحمد فؤاد نجم يقول: "صباح الخير على الورد اللي فتّح في جناين مصر"؛ قالها في إنتفاضة الطلبة عام 1972 ضد البغي والعدوان وتلفيق التهم بسطوة القوانين المزيّفة  التي واصل بها السادات سياسة عبد الناصر في قهر الشعب المصري، ويبدو أننا قد وصلنا إلى مقطع آخر من قصيدة أخرى تلك التي قالها في مناسبة سحق إنتفاضة الطلبة واضطهادهم بعد ذلك، واغتيال سمعتهم عقابا لهم على الجسارة التي تحدت طاعون الخنوع الذي إبتلي به الشعب المصري و كان من إنجازات "الزاعم" الخالد جمال عبد الناصر، يقول نجم: "أنا رحت القلعة وشفت ياسين حواليه العسكر والزنازين، والشوم والبوم وكلاب الروم، يا خسارة يا أزهار البساتين"، وأظن أن هذا المقطع وما بعده: "أنا شفت شباب الثورة الزين.......... حارمينهم حتى الشوف بالعين وف عز الضهر مغمّيين، عيطي يا بهية على القوانين"، ملائم جدا لما يحدث الآن من إستدعاء لشباب الثورة والتحقيق معهم في تهمة من أعجب التهم التي يمكن أن توجّه إلى ثائر؛ تهمة: "تحريض الشعب على..."، ولفق بعدها عجب عينك مما تنطق به تخاريف لميس جابر و توفيق عكاشة وحسام سويلم ومليشيات الزور والبهتان المحشودة تلت وتعجن بأقوال الأبالسة والشياطين في الشبكة العنكبوتية!

مما أثار غيظي يوم 11 يناير 2012، حين ذهبت مع إبنتي نوارة الإنتصار نجم إلى محكمة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، تلبية لإستدعائها لسؤالها في القضية رقم 131 إداري قصر النيل 2012، هو تصور البعض أنني غاضبة لابنتي، خائفة عليها، وإن شاء الله خير "براءة"! براءة من أنها وشباب الثورة يحافظون على وهج الجسارة الوطنية للشعب المصري ومن ثمّ يجب معاقبتهم على ذلك؟ معاقبة شباب الثورة على الجسارة الوطنية التي إستعادها الشعب المصري الكريم بعد سنوات مظلمة كريهة من العسف والظلم والإزدراء،  محررا نفسه من أغلال عهود الإستبداد من أول السفاح محمد على سنة 1805حتى المخلوع محمد حسني مبارك مرورا بالطاغية الشريف جمال عبد الناصر، الذي لم يسرق أبدا أي شئ سوى الأرواح فحسب، ومحمد أنور السادات صاحب إختراع الديمقراطية ذات الأنياب؟  ياللهووووووووووووول!

ألم تلحظوا الخطر المحدق بالبلاد للتورط  في قلب المنضدة على الثوار حتى يتحول هتاف: "الشعب يريد" إلى: "القتلة واللصوص يريدون"؟؛ حتى  تتحول "ثورة 25 يناير 2011"، في ذكراها الأولى، من "إرادة" شعبية تعبر عن نفسها بالجسارة الثورية إلى إنتكاسة نحو "طاعون الخنوع" فلا  تتعدى جرأتها خط دفاعها عن نفسها بالتبرؤ من حق الشعب المصري في الكرامة؟

 يا إلهيييييييييييييييييييييييييييييييي! أي مكر هذا الذي يوسوس به القتلة واللصوص من وراء زيارات الهوانم لثعابينهم في منتجعاتهم!

"عيّطي يابهية على القوانين"!

هل حقق أحد في ذلك الشئ الدولي المسمى بجنيف على اسم السيدة سوزان ثابت؛ عن تمويلاته وصفقاته المدعومة من جهات أجنبية؟ وأين التصاريح والموافقات الحكومية المصرية التي سمحت لها بممارسة كل هذه النشاطات المريبة التي لم يعلم عنها شعبنا، والتي، إن علم، لم يفهم منها أي شئ؟

والآن هل يحق لنا المشاركة في الأفراح التي يعلن عن تفاصيلها إحتفالا بمرور سنة على ثورة 25 يناير 2011؟

الإجابة: يمكن في حالة واحدة فقط ليس هناك غيرها: سحب كل هذه المساءلات و التحقيقات المهينة للشعب المصري أولا ولشباب ثورتها ثانيا، والتأسف والإعتذار عنها، والرجوع إلى الحق والعدل وإعلاء كرامة الشعب المصري فضيلة الفضائل، وإلا فنهاية القصيدة التي كانت تكون: "واسمعي يابلدنا خلاصة القول، وبقول لك أهه وأنا قد القول، مش ممكن كده ح يحول الحول على كده والناس يفضلوا ساكتين، خليكوا شاهدين، خليكوا فاكرين، أنا رحت القلعة وشفت ياسين"!



هناك 5 تعليقات:

  1. السيدة الفاضلة

    بأذن الله خير

    بس اسمحيلي انا لي تحفظ

    طالما ارتضينا بالقضاء حكما

    فيجب ان ننتظر حتي يقول القضاء كلمته

    لاينكر احدا دور نوارة وشباب الثورة

    فهم كانوا الشرارة التي اشعلت الثورة

    ولكن

    ارادة الله وتأييد الشعب وامتناع الجيش عن التدخل

    هم من انجحوا هذه الثورة

    حتي الصامتين كانوا مؤيدثين

    فالثورة لم تنجح بطرف منفردا

    ومما لايفهمه شبابنا الجميل

    ان الجيش شريك رأيسي في الثورة

    ومن يقل غير ذلك فهو لايحق حقا


    لما الان يتنكرون لذلك

    ولماذا اصبح الشباب اكثر ديكتاتوريه الان

    ربنا ان شاء الله مع نوارة واخوانها

    تحيتي

    ردحذف
    الردود
    1. لقد تم صرف نوارة ومن معها والصيغة كانت "الإستدلال" وليس التحقيق، أما ما تفضلت به حضرتك فلا علاقة له بالموضوع.

      حذف
  2. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر

    سيدتي، تجارب الشعوب وخبرات الأمم تقول لا توجد ثورة نقية وصافية ولامعة،جميع الثورات تولد ملوثة بالقديم الذي يظل يقاوم ويزداد شراسة وقوةوعنفا وعدوانية كلما شعر بقرب نهايته.
    و بصراحة أيتها الأستاذة الفاضلة ،و بيني وبينك ، حتى نوارة مش ساهلة، لسانها يسكت مصر والأمة العربية و جزء واسع من العالم الإسلامي .

    ردحذف
  3. سيدتي العزيزة
    السلام عليكم
    بعد تدوينتك بيومين شاهدنا دليلا حيا على ما ورد فيها فللاسف تتعرض زهرة من زهرات هذه الثورة المباركة تتعرض لاعتداء اقل ما يقال انه همجي حيث يجتمع حفنة من اشباه الرجال لضرب بنت ضعيفة وتقف سلطات الجيش والشرطة موقف المتفرج ان لم يكن المشارك في هذا الاعتداء
    للاسف مازال العرب يرمون اشجارهم المثمرة بالحجارة ويشوهون لوحاتهم الجميلة بخربشاتهم الهوجاء
    لقد اثار حزني وحنقي وانا اشاهد فلم الاعتداء على نوارة والمنشور من مجموعة اسمها نسر اكتوبر (وياله من نسر) اثار حزني تلفظهم باتهامات والفاظ نابية فهم يعيبون على نوارة ان ابوها نجم وهو النجم الساطع في دنيا الثورة على الظلم ويتهمونها بأن امها صافي ناز كاظم وهي من هي كرامة مجسمة تسير على الارض وقراءت تعليقات البعض من نسور اكتوبر يعتبرون ان نوارة في تاريخها ما يشين انها نشأت في السجن مع امها ويحهم وهل هناك سبب اشرف للسجن من سبب سجن امها
    ثم يلحون في تهمة شيعية عائلتها وهل اصبح حب رموز الحرية كعلي والحسين عار
    سيدتي اخبرك انت وارجو ان تبلغي اختي نوارة انني احسدها مثل الكثير من الرجال على شجاعتها التي يفتقدها الكثير من العرب وعلى ابويها اللذان يتمنى الكثيرون ابوين مثلهما
    أعتذر باسمي واسم كثير ممن اغاظهم اعتداء الاربعاء لنوارةوللعائلة الكريمة
    وشكرا
    ابوحسوني /العراق

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله يا أخي \ إبني أبو حسون من العراق العزيز ولا تغضب فما يجري علينا جرى على من هم أفضل منا، وللأسف هناك من لم يخرج بعد من أجواء الإنتخابات بين سيدنا على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ولاتزال شيعة معاوية ويزيد ومن آزروهما يؤلمها أن هناك من لا يؤنسهم إلا الحق ولا يوحشهم إلا الباطل: ونسأل الله الهداية من عنده للجميع، والله على كل شئ قدير!

      حذف