الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مناسبات

اليوم الذكرى الأولى لرحيل الأميرة السابقة فريال بنت فاروق: الوحيدة التي أحبها من عائلة المستبد القاسي محمد علي؛ رحمها الله.


وتحل الذكرى الـ 59 لرحيل عبقري الفن الإذاعي عبد الوهاب يوســـــــــــف؛ رحمه الله.


وأعيد التنبيه إلى 29  11  1947:

هل نندم لأننا لم نستسلم فورا؟
مغالطة تقب من حين لآخر يزعم أصحابها أن "الحكمة" كانت تقتضي أن يقبل العرب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر 29\11\1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين: فلسطينية ويهودية، وأن العرب برفضهم قرار التقسيم، المجحف، قد أضاعوا على أنفسهم الفرصة النادرة، التي تستحق الندم عليها حتى آخر العمر، وقد جدد الأستاذ صلاح منتصر الدعوة إلى مهرجان الندم هذا في عموده "مجرد رأي"، بجريدة الأهرام 20\5\2009 تحت عنوان "الدولة التي رفضناها" مشيدا بقيمة "الفرصة" التي "ضاعت" ومقرعا الذين "عن جهل وعدم خبرة وقدرة على قراءة الواقع والتغيرات العالمية رفضوا الدولة التي ضاقت وكشت وراحوا يبوسون الأيادي اليوم للحصول على أقل منها مساحة وسيادة وسكانا!" ، وقد ذكرنا حضرته بأن قرار 29\11\1947 قد أعطى عصابات الإرهاب الصهيوني 56 ونصف % من مساحة فلسطين وأبقى للفلسطينيين 43 % فقط من أراضيهم ،وأفاد سيادته بأن اليهود - صهاينة أدق- قبلوا القرار وأعلنوا قيام دولتهم 14\15 مايو 1948 وحصلوا على إعتراف الدول الكبرى، "أما العرب فقد رفضوا قبول القرار وأعدوا جيشا عربيا مشتركا يطرد اليهود فيما سمي حرب 48 التي استمرت بضعة شهور لم يتمكن العرب فيها من زحزحة اليهود سنتيمترا واحدا من أراضيهم....".

مع صيغة التهكم والتصغير من شأن خطوة العرب بالإعداد لحرب 48 لابد كذلك أن أتحفظ على كلمة "أراضيهم" ،التي جاءت في صياغة الأستاذ صلاح منتصر، وهو يعلم أنها المنتزع من أرض أهل فلسطين وأن هذا "الإنتزاع" لايعطي مخلوقا حق الزعم أن الأرض المنتزعة "أراضيهم"!

ودعونا نتأمل قليلا تقسيم 29\11\1947 على حقيقته:

أولا، هو يقول للصهاينة الأغراب الذين لاحق لهم في الأرض الفلسطينية:  تعالوا أعطيكم 56 ونصف % من فلسطين ، التي لا تعرفكم ولا تعرفونها، لتقيموا دولة لكم، هكذا من الباب للطاق من دون أي سند شرعي أو قانوني إلا منطق جبروت القوى العظمى التي أرادت أن تخضع الدنيا لإرادتها الجائرة بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية -1939\1945- تلك التي يسميها الأستاذ صلاح منتصر "التغيرات العالمية"، فكيف لا تسارع العصابة الصهيونية الطفيلية بقبول التقسيم بالترحاب، وقد أعطى من لايملك من لايستحق، وتعلن قيام دولتها، كيانا صهيونيا عنصريا، في 14\15 مايو 1948 ؟

ثانيا، يلتفت تقسيم 29\11\1947 إلى الفلسطينيين، أهل فلسطين وملحها عبر الدهور والعصور، ويقول لهم: نأخذ أكثر من نصف أرضكم ونبقي لكم 43 % منها بعد انتزاع مدينتكم "القدس" للتدويل مشاعا لمائدة اللئام ،فكيف كان من الممكن أن يستقيم هذا الجور وبأي موجب كان لابد من الإذعان لقوانين الغاب المفترسة وترك محاولة مقاومتها ؟

وإذا كان رفض التسليم الفوري للبغي والظلم والعدوان هو في رأي ضعاف العزيمة "جهل وعدم خبرة" فمتى كان الإنسحاق والتفريط والترحيب بالخسارة هو "العلم" و "الحداقة" ؟

هل هناك أمة تندم لأنها قاومت نصف قرن ،على الأقل، ولم تستسلم فورا ؟

الإجابة تأتي بالنفي القاطع في وثيقة "تفكيك إسرائيل – إسرائيل كيان غير شرعي"، التي طرحتها مجموعة من شباب المدونين في الشبكة العنكبوتية 24\2\2009  فيما لايزيد عن 6654 كلمة وتبدأ بكلمات النبل الإنساني التالية: 

"بسم الله ، رب الناس أجمعين ، نعلن في البداية ، نحن مجموعة الشباب ، الذين أعددنا هذه الوثيقة ، حقيقة أننا لا ننتمي لأي تيار أو حزب سياسي ، ولم ننطلق في رؤيتنا من أي منطلق إثني أو عرقي أو ديني ونعلن انحيازنا التام للإنسان ولحقه في العيش بسلام وكرامة ، بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه وجنسيته وانتماءاته ونعلن احترامنا لكل هذه المبادئ والعقائد ووقوفنا إلى جانب الحق والعدالة، وتتلخص رؤيتنا هنا في عدم إمكانية استمرار مايسمى بـ < دولة إسرائيل> ، ولدينا الحجج القانونية التي نضعها أمام العالم ، وليس الهدف من هذه الوثيقة اجترار الآلام على من يعرفون الحقائق ....وإنما نهدف إلى مخاطبة العالم بلغته وتحكيم القانون الدولي ...وليكن قانون القوى الإمبريالية ،التي صنعت الكيان الصهيوني، شاهدا من أهلها  عليها...................................."

وتنتهي بقولها: "....ونحن إذ نضع هذه الوثيقة أمام البشرية جمعاء، نعلن استياءنا من هذا العجز والصمت لمعظم المنظمات الدولية والإنسانية بل وإنحياز بعض هذه المنظمات ضد الضحية ووقوفها إلى جانب المعتدي.................الجدير بالذكر أن هذه الوثيقة تم نشرها علي موقع مدونات أوباما-بايدن ، منتدى < ماي سبيس> ..... وعدة مواقع على الإنترنت، وقد لاقت هذه الوثيقة اندهاشا ثم تفكرا ثم استحسانا من عدد لابأس به من الغربيين....وتجدر الإشارة هنا إلى أن تيودور هرتزل بدأ مشروعه الصهيوني غير المشروع بوثيقة وجدت من يؤمن بها، ونحن نمتلك مشروعا مشروعا نريد ،فقط، أن نؤمن به." وقد تمت ترجمة الوثيقة إلى اللغات: الإنجليزية والفرنسية والأسبانية وجاري جمع التوقيعات على الشبكة العنكبوتية:


فريق عمل هذا التحدي الجميل هم: جو غانم وإيمان بدوي ومحمد قنديل ورحاب فواخري ومحمد شلطف ونوارة نجم وعاصم القاسم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق