الخميس، 4 نوفمبر 2010

فلنتق الله في أهل بيت نجيب محفوظ

كنت من قراء الحوار الصحفي المنسوب لإبنتي أديبنا العظيم نجيب محفوظ، "فاطمة" و"أم كلثوم"، والذي نشرته جريدة الدستور بتاريخ 8 أكتوبر 2010، وكان من الطبيعي أن أتصل بهما متعاطفة ومتسائلة حول أشياء تم ذكرها على لسانهما وبدت لي جديدة، وقبل أن أفتح فمي فوجئت بفاطمة متألمة مستنكرة معظم ما تم نشره منسوبا إليهما.

قالت فاطمة:  نعم لقدأجرت الأستاذة الصحفية / هانم الشربينى حوارا معنا تناول الحديث عن حياة والدنا الشخصية والأدبية  ونشرته كما رأيت بالجريدة في
"باب حوار"، لكننا فوجئنا  ببعض  مما تم نشره لم يتسم بالمصداقية فقد جاء مخالفا لما أدلينا به من أحاديث وتصريحات وبعضا أخر لم ندل به أصلا ، هذا بالإضافة إلى أن الأستاذة الصحفية إنفردت بصياغة الحوار من دون الرجوع إلينا للوقوف عما إذا كانت تلك الصياغة قد عبرت بشكل صحيح عما دار بيننا من حوار؛ ولعل أبرز ما يميز ذلك الشأن أن الأستاذة الصحفية استهلت المنشور بعناوين "مانشتات" صارخة تخالف الحقيقة وتحمل إتهامات وإساءات لأطراف أخرى  لم ندل بها قط ، وعلى ما يبدو أن الغرض من تلك العناوين  كان هو ما يصطلح عليه بـ "الفرقعة الإعلامية" التى ينبغى أن تتسم بالشفافية وأن تكون مؤكدة المصدر والسند ، لذا قد رأينا الرد لتصحيح ما انطوى عليه الكلام المنشور من مغالطات وذلك إيمانا  بالدور الإعلامى و الصحفى الذى يكفل حق الرد دائما، وقام الأستاذ محامي الأسرة بكتابة الرد وإرساله للجريدة ولدهشتنا لم تنشره!

سألت فاطمة عن النقاط التي أوجعتها هي وأم كلثوم.

قالت فاطمة: بداية بعناوين الحوار الذى جاء بها: "بنات نجيب محفوظ فى حوار خاص لـ( الدستور) : نشك فى وفاة (أبونا) مقتولا -  نقول لوزير الإعلام : ظلمت نجيب محفوظ وهو ميت. نقول لـ(سلماوى) : كفاك ظلما لأبى، والأديب العالمى فرح بثورة يوليو لأنها من روح ثورة 1919." و"فاطمة: الطبيب المعالج تلاعب فى ضغط نجيب محفوظ وزعم إصابته بحالةعصبية"؛ كل هذا قبيح ولم يرد على لساننا، فليس صحيحا قولنا أننا نشك فى وفاة والدنا مقتولا، وأن الإهمال الطبى بمستشفى الشرطة تسبب في تدهور حالة الأديب بسبب إهمال الأطباء، كما أننا لم نقل أن الطبيب المعالج تلاعب فى ضغط نجيب  محفوظ وزعم إصابته بحالة عصبية......إلى آخر المزاعم التي وردت في الحوار المنشور مثل: "أولاد حارتنا سياسية والحكومة تعمدت إفتعال أزمة دينية بسببها" و"أن معظم من كانوا محيطين بوالدنا قبل الوفاة يتاجرون الأن بهذه العلاقة"، وأن والدنا رفض عرضا عربيا مشبوها مقابل التنازل عن جائزة نوبل، وأنني أقوم بإعداد كتاب يتناول سروقائع معينة عن حياة والدي الأديب خاصة فى فترة وجوده بمستشفى الشرطة والإهمال الذى تعرض له وكذلك عن علاقته بأسرته.

أعطتني فاطمة نسخة من البيان الذي كتبه المحامي ويتضمن في رده بالنص هذا الجزء الذي أنشره كماهو إحتراما لكل قيم النشر التي أهملها من كان من مسئوليتهم الإلتزام بها:

(" إن نجلتى الأديب لا تتهمان إدارة المستشفى بالإهمال والتسبب فى وفاة والدهما الأديب بل إن إدارة المستشفى كانت على قدر عال من الإهتمام إلى درجة المبالغة أحيانا ، وأن الطبيب المعالج -  وإن كان هنالك بعض التحفظات على أسلوب معالجته للأديب - عندما طلب منهما الإتصال بأحد الأطباء قامت نجلتا الأديب بالإتصال بالطبيب الخاص بالأسرة الذى أكد أن إدارة المستشفى تتمتع بقدر عال من الكفاءة ومن ثم قامت المستشفى بإحضار الدكتور / حسام موافى وهو أمر أدخل مزيداً من الطمأنينة على أسرة الأديب.

- ورداً على التساؤل عن أسباب منع نشر رواية "أولاد حارتنا" فالصحيح آنذاك أنه لدى نشر الرواية فى جريدة "الأهرام" أدركت الحكومة البعد السياسى لها فلفتت نظر الازهر الذى رأى إعداد مناظرة يتم من خلالها توضيح وجهات نظر الأديب فى الرواية وبالفعل ذهب الأديب فى الميعاد المحدد للمناظرة غير أن أحدا لم يحضر من الأزهر ، وترتب على ذلك أن الأستاذ / الخولى نصح الأديب بعدم نشر الرواية فى مصر ونشرها فى الخارج وهو ما تم بالفعل حتى وفاة الأديب عام 2006.

- وتصحيحا لما نسب من أن نجلتى الأديب قالتا إن أ / أنس الفقى تجنى على والدهما ، وذلك بمناسبة تعليقهما على ما ورد على لسان أ /سلماوى فى برنامج "البيت بيتك" ، والصحيح فى تعليقهما أنهما حاولتا الإتصال بالبرنامج ولمدة عشر أيام بمختلف الوسائل منها التليفون والبريد الإلكترونى والتلغراف والرسائل الصوتية لكن أحدا لم يجب مما أضطرهما إلى توجيه إنذار للرد على ما جاء بالبرنامج وذلك من قبيل حق الرد الذى لم يمنحه لهما أحد.

- لم يأت فى حوار نجلتى الأديب مع الأستاذة الصحفية شكهما فى وفاة والدهما مقتولا وانهما تطلبان التحقيق فى هذا الشأن وكذلك أن أ/ سلماوى ظلم والدنا حياً وميتاً.

- كذلك لم تطعن نجلتا الأديب ولم تقولا "الإهمال الطبى بمستشفى الشرطة ، تدهور حالته الصحية بسبب إهمال الأطباء.

- لم يأت على لسان نجلتى الأديب أن والدهما رفض عرضا عربيا مشبوها للتنازل عن جائزة نوبل ، بل الصحيح أن والدهما رفض عرضا للتنازل عن الجائزة دون أن تشيرا إلى كون العرض عربيا ومشبوها ، كذلك لم تقولا " إن معظم من كانوا محيطين بوالدنا قبل الوفاة يتاجرون الأن بهذه العلاقة". الصحيح "بعض من كانوا محيطين بوالدنا".

- نسب إلى نجلتى الأديب ردا على سؤال الأستاذة الصحفية بشأن المسلسل الذى ينتوى الأستاذ / سلماوى إعداده الذى يتناول أخر تسعين يوما من حياة الأديب الراحل وعما إذا كان هذا المسلسل مأخوذ عن رواية " المحطة الأخيرة" للأستاذ / محمد سلماوى ؟ ... أن مؤلف "المحطة الأخيرة" به الكثير من التفاصيل غير الصحيحة ، والحقيقة أن ما نسب قولاً إلى نجلتى الأديب غير صحيح والصحيح أنهما قالتا " إن بعض تفاصيل تلك الرواية غير دقيقة" ، والفرق بين ما نشر وما أفصحتا عنه كبير.

- وكذلك بالنسبة لسؤال الأستاذة الصحفية الوارد فى الحوار المنشور " ألهذا السبب قدمتم إنذاراً على يد محضر لمحمد سلماوى لعدم الحديث عن نجيب محفوظ ؟" .. فقد نشر عن لسان نجلة الأديب / أم كلثوم أن "والدتها طلبت من أ/ سلماوى التوقف عن نشر مقالات "حوارات" التى كان يكتبها أ / سلماوى بجريدة الأهرام أثناء حياة الأديب و أن الأخير لم يستجب رغم ما تحتويه تلك "الحوارات" على بعض المعلومات التى تتعلق بالاديب الراحل وأسرته ولا تتفق مع الحقيقة" ... والصحيح أن نجلة الأديب لم تقل للأستاذة الصحفية سوى أن والدتها قد عاتبت فقط أ / سلماوى.

- ليس هذا فقط بل ورد بالحوار المنشور عدة أسئلة لم تطرح أصلاً من الأستاذة الصحفية على نجلتى الأديب وهى " لمن بالتحديد توجهين اللوم ؟ "،  بالرغم من أن بعض الأيادى كان لها دور فى عدم إكتمال الإستفادة من الملكية الفكرية بأعمال نجيب محفوظ بشكل صحيح ومتكامل إلا إنه لم يطرح ، ألم يترك نجيب محفوظ أى وصايا لكم ؟ لكن البعض يقول أن أصدقاء نجيب محفوظ كانوا يعرفون عنه أكثر مما تعرفه بناته فما صحة ذلك ؟

- وفيما يخص ما نسب إلى نجلتى الأديب من رد على التساؤل "ولماذا رفعتم دعوى قضائية ضد الجامعة الأمريكية ؟".. من أن " الجامعة ليس لديها شفافية فى حساباتها معنا" .. والحقيقة أن تلك الإجابة لم تكن إجابة نجلة الأديب والصحيح أنها أجابت " أن الدعوى أقيمت بسبب أن نجلتى الأديب طلبتا من الجامعة إعطائهما أوراقاً تخص العلاقة بين الأديب وتلك الجامعة غير أن الأخيرة لم تستجب".

- عموما فإن ما نشر من "حوار" على لسان نجلتى الأديب لم يتمتع بالدقة الكافية بالمقارنة بما ادليتا به وعبرتا عنه فى ذلك الحوار فكان لزاما عليهما الرد والتعليق.)

 إنتهى هذا الجزء من بيان الرد الذي كتبه محامي فاطمة وأم كلثوم نجيب محفوظ، والذي لم تنشره جريدة الدستور كاملا أو ناقصا مخالفة بذلك الحق القانوني والصحفي للأستاذتين الفاضلتين.

ولم يبق أمامنا، بعد الدهشة والإستنكار، سوى القول: اتقوا الله في أهل بيت أديبنا العظيم!

هناك 3 تعليقات:

  1. = = = = =
    ومتى كانت الصحف المصرية والعربية دقيقة فى أى شىء تكتبه ؟ - هم يعتقدون أنهم إن راعوا الدقة فلن يكون للنشر - حسب المفاهيم المشوهة التى أصابها العوار منذ أمد بعيد والرائجة منذ الأزل فى دنيا الصحافة المصرية والعربية - طعم الفرقعة الذى يبتغونه دوماً والذى أدخله الأخوان على ومصطفى أمين منذ نحو 70 عاماً فى صحافة مصر وأصبح القاعدة الذهبية فى الصحافة المصرية والعربية معاً وكأنها يحب أن تكون فقط مثل صحافة الـ (تابلويد) الإنجليزية والفرنسية الصفراء التى تضمن زيادة التوزيع بالبهارات القوية النفاذة التى قال عنها الأخوان الشهيران أو أحدهما - للأسف لا أتذكر بالضبط - يوماً (إن كان لديك خبر يقول أن كلباً قد عض رجل فهذا ليس بخبر - فلتنشره إذن قائلاً أن رجل قد عض كلباً)
    هذا هو الحال يا ست الكل - وإلى إشعار آخر - ولذا فإن الناس فى مصر تنظم تلك (الحموضة الزائدة) المنتشرة انتشار النار فى الهشيم فى المطبوع صحفياً فى مصر والعالم العربى قائلة (كلام جرايد) ولا يأخذه أحد على محمل الجد - حتى وإن كان - أحياناً واستثناءاً - هو عين الجد ذاته أو حتى إن كان مجرد خبر من نوع : عين الحسود فيها عود

    ودمتم
    = = = = =

    ردحذف
  2. الاستاذه الفاضله الاديب في ذمه الله وهؤلاء لايكفون اليس سلماوي هو من تسلم نوبل نيابة عن نجيب محفوظ ربنا يرحم نجيب محفوظ ويجعل كل هذا الكلام في ميزان حسناته

    ردحذف
  3. احب ان اطمئنك سيدتي الفاضله ان مهماكتبت الصحف المصريه فالمواطن المصري عنده الحاسه التي تميز الصدق من الكذب و لا ادري الي متي سيظل الاعلام المصري يبث الفرقه والكراهيه بين طوائف الشعب المختلفه و الكل يعلم من هو نجيب محفوظ و ما هي اخلاقيات بناته الفضليات .وشكرا لكي لهذا الجهد في ابراز الحقيقه.

    ردحذف