الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

يريدون إسقاط الشعب!

مضروب على قلبه!

تعبير قديم أسمعه من زمن طفولتي، بعد زمن سيدنا نوح بكام قرن فحسب، كانت والدتي رحمها الله تردده لتلخيص حالة من تسأله: "ما لك" فيرد بتجهم وبكل تأفف: "ولا حاجة! مالي؟"، فتقول: "مضروب على قلبك"! ومؤنثها "مضروبة على قلبها"، ووراء هذا الضرب على القلب أسباب عديدة أبرزها الغيرة الناشئة عن تقديرات غير صائبة من "الغيرانين"؛ مثل أنهم اعتادوا الاستقرار في الظلم فإذا شاء ربك العدل اهتز استقرارهم وانضربوا على قلبهم ونرى راية التبرم مرفوعة وهتاف البرطمة: "بلا عدل بلا كلام فارغ أنت بتصدّق؟".

 أو من اعتادوا الكسب غير المشروع، سواء بتقلد منصب غير جديرين  به أو بحيازة جائزة من غير استحقاق أو نهب أموال عامة تحت مسميات زائفة فإذا جاء أوان وضع الأمور في نصابها انقلبت شفاه من زُيّنت لهم سوء أعمالهم فوجدوها "مافيهاش حاجة هوّ كان حصل إييييييييييه يعني؟"، ووجدت منطق القاتل الذي يسوق التهمة ليلبسها المقتول: "أنا قتلتك وسامحتك ليه أنت يامقتول مش راضي تسامحني؟"، وتخرج معه جوقة المنشدين بالمراء الباطل بجعير: "الله؟ ماتسامحه بقى! مش اعتذر لك؟ ماتبقاش حقود ورذيل ومعطل المرور وموسخ الميدان ومهبّط البورصة ومعطل عجلة الإنتاج وكمان محوّد على الشوارع  وناطط على البوابات؟ واللجان ساكتة لك؟ لالالالالالالالالالالالالالالالاه! مالناش قعااااااد في البلد دى!".

 المضروبين على قلبهم يريدون إسقاط الشــعب!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق