أستحق التهنئة، ذلك لأني تمكنت أخيرا من الدخول إلى المغارة، التي يسمونها: الشبكة العنكبوتية الانترنت.
كنت قد ركنت الى اليأس وارتضيت أن أكون من ذوي الاحتياجات، أخضع لما تجود به ابنتي من وقتها وعافيتها لتكتب لي مقالاتي، وتقرأ لي بريدي متحملة عبارة: اصبري يا ماما، حتى صعبت علي نفسي أقول في سري: أصبحت يا ست صافي مثل الأمي، الذي ينتظر ابنه العائد من الكتاب ليقرأ له الجريدة أو العرضحالجي ليكتب عنه الجوابات.
لم يعجبني الحال بالطبع، أنا التي من صغر سني مطنجرة العمامة، على حد قول الموال الصعيدي، أأدخل في ثياب الذل، عصر الاتصالات؟ كلا وألف كلا: سأنزل غير هائبة إذا ما تلمظت المنيـــة للنزال، مستعيرة كبرياء جـــدتي كليوباترا، وهي ترفض بإباء وشمم أن تدخل في ثياب الذل روما مكان التاج من فرقيها خال.
طيب، كان التصرف الحكيم أن أعود تلميذة في محو الأمية الانترنتية، وكان أن بدأ أستاذي يعلمني الأبجدية الحاسوبية: وتاتا تاتا تخطيت العتبة نحو المغارة!
هذه المقالة أعافر في جمعها وحدي، وألاقي ما ألاقي من عذاب وعنت، هلكت أختكمو صحيح لكن من قال إن حفظ الكرامة بالساهل؟
المهم أنني صرت أعرف الدخول الى موقع «الشرق الأوسط» وأطمئن أن مقالي تم نشره من دون الإحراج الذي كان ينشأ، وابنتي تراقب قلقي أو إحباطي أو فرحي الطفولي عندما تجد مقالي فتصيح: نزلت ياماما نزلت! وأبدو كأني أنشر لأول مرة.
صرت أفتح بريدي الإلكتروني، بل وواثقة أحرك المؤشر إلى «إلغاء»، الللللللله! يا لها من كلمة، يا لها من خطوة جميلة!
أما لماذا أجد الإنترنت كما «المغارة» فذلك لأنني تهت في غياهبها والإشارات تزيدني حيرة حتى البكاء.
ليس لي فيها مقام، فهي زحام حاجتي إليه قليلة لا تستحق كل الجلبة المتاحة.
دعوت الله في سجودي: يا من علم آدم الأسماء علمني الحاسوب، واستجاب الكريم الودود الفعال لما يريد.
وتعلمت وأنا عجوز وهذا رأسي شائب.
30 سبتمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق