أنا ليس لي إرتباط بقرار نوارة بنتي عدم الإحتفال بعيد ميلادها يوم 8 أكتوبر، هي حرّة وأنا على كيفي! رأيي أن الإحتفال أجدر بمن أنجب ويتذكر يوم إنجابه، وأنا منذ أنجبت نوارة في احتفال مستمر، كنت أدون في مفكرتي كلام مثل: مرور أسبوع على مولد نوارة، وأظل أدون: أسبوعان، ثلاثة، أربعة، ثم شهر، شهران، ثلاثة إلى تمام العام حتى وصلت إلى 37 سنة! ولم تزل نوارة بعيني طفلة لم تزد عن أمس إلا إصبعا! بس الحقيقة مع أنها بنت نكتة وتملك فن الفكاهة والمزاح إلا أنها تعز البكاء والنواح معزتها للشيكولاته والكشري، ومن شابه أباه فما ظلم! الحمد لله على نوارة أدامها الله عليّ نعمة وحفظها من الزوال وعوّضها بخير مما أُخذ منها وغفر لها ففي قلبها الخير الكثير لدينها ووطنها وخلق الله أجمعين. بهذه المناسبة أحب أن أعيد هنا نشر " غنائية أم لرضيعة وُلدت في ثالث فجر معارك التحرير الإثنين 12 رمضان 1393 \ 8 أكتوبر 1973"
ليستشعر جيل إبنتي كيف استقبلنا النصر واحتضنته مشاعرنا باعتباره "نوار إنتصار"، أي بداية لثمار طيبة نجنيها، ذلك قبل أن يخذلنا قرار وقف إطلاق النار، وقد أدركنا لحظته أنه وقف إرغامي تنفيذا لتعليمات قهرية أكبر جدا من تعليمات يوسف السباعي التي أجبرت فكري أباظة على الحسم برفض نشر "الغنائية" في مجلة المصوّر!
هاكم غنائيتي التي كتبتها 10 أكتوبر 1973 فاسمعوني:
حين تأخر المخاض والميلاد لم أفزع؛ آمنت أن الخروج من عنق الرحم لابد آت وسيكون رائعا طالما أن الحمل غير كاذب وأن هناك من يريد أن يولَد.
في شهر أكتوبر يختار فلاحو مصر أن يطلقوا نوارة اسما لكل أنثى تولد تيمنا ببشائر المحاصيل، كد الأيدي، غذاء الحياة لمصر، وحين قررت نفسي أن أتبع التقليد لم أكن أعرف أن حصادا غاليا مباركا طال توقنا إليه سوف يهدينا نوارته، وفوق الألم ارتفع صوتي: انصر مصر يا الله! وأنجبت ابنتي "نوارة الإنتصار" في فجر اليوم الثالث لمعارك التحرير في أجمل ربيع عرفته مصر وهلّت بشائره في فصل الخريف.
ولقد كان اليقين ثابتا بأن مصر حبلى، وكان اليقين أن ما نراه ليس تضخما أو ورما أو انبعاجا كاذبا: ليس في حوزة مصر سوى أن تحمل صدقا وشرفا وغضبا طيبا وحنقا أخضر، فمن هي مصر قبل كل شئ؟ أليست هي: الخصب الذي أعطى إنسان العالم بشارته منذ فجر التاريخ؛ نوارة مجد وحضارة البشر؟
أليست مصر هي: كنانة الله التي حفظ فيها أنبياءه؛ يوسف وموسى وعيسى ودعوة الإسلام العزيزالذي جاء بها محمد خاتم الأنبياء والرسل أجمعين، ولتظل "مصر" هي مستودع "الإسلام" دائما وإلى الأبد بأمر الله؟
وحين تنحني رقاب الأسرى من الأعداء؛ الشعث ضخام الجثة، لمصر تعرف مصر أن الأمر غير جديد فهكذا كان الحال دائما، وهكذا يعتدل الميزان وتكون مصر هي مصر كما شاء لها الله.
يقف الجندي المصري الفلاح النحيل الأسمر، يحارب حرب جندي شريف في معركة، بينما القتلة في انقضاضات اللصوص وقطاع الطريق يحرزون الإنتصار على البيوت والمدارس والأطفال والنساء، وحين تستبد بنا النقمة وتسوقنا إلى رغبة الثأر بالمثل تزجرنا آيات القرآن وتوقظنا آلاف المآذن ومسئولية مصر أن تظل مصر.
وكان لمصر أن تصبر، وكان لمصر أن تقلق، وكان لمصر أن تتململ وتغضب، وكان لها أن تحنق، ولم يكن لمصر أن تصمت، أو أن يغشاها اليأس أبدا. ثم.......... ترهف الفرحة، وترق وتعذب والقطرة عند المقلة تتردد في التعبير عن نفسها.
هي مصر تستعيذ برب الفلق وتقرأ آية الكرسي وتهمس في ترقب:
ربي يسّر ولا تعسّر، ربي تمم بالخير،
ربي تمم بالخير، ربي تمم بالخير.
والحمد لله
10 \10 \ 1973
إنتهى، " مأخوذ من كتابي رؤى وذات الصادر عن الهيئة العامة للكتاب 2003".
وكل عام وأنتم بخير وتعيشون وتفتكرون!
ليستشعر جيل إبنتي كيف استقبلنا النصر واحتضنته مشاعرنا باعتباره "نوار إنتصار"، أي بداية لثمار طيبة نجنيها، ذلك قبل أن يخذلنا قرار وقف إطلاق النار، وقد أدركنا لحظته أنه وقف إرغامي تنفيذا لتعليمات قهرية أكبر جدا من تعليمات يوسف السباعي التي أجبرت فكري أباظة على الحسم برفض نشر "الغنائية" في مجلة المصوّر!
هاكم غنائيتي التي كتبتها 10 أكتوبر 1973 فاسمعوني:
حين تأخر المخاض والميلاد لم أفزع؛ آمنت أن الخروج من عنق الرحم لابد آت وسيكون رائعا طالما أن الحمل غير كاذب وأن هناك من يريد أن يولَد.
في شهر أكتوبر يختار فلاحو مصر أن يطلقوا نوارة اسما لكل أنثى تولد تيمنا ببشائر المحاصيل، كد الأيدي، غذاء الحياة لمصر، وحين قررت نفسي أن أتبع التقليد لم أكن أعرف أن حصادا غاليا مباركا طال توقنا إليه سوف يهدينا نوارته، وفوق الألم ارتفع صوتي: انصر مصر يا الله! وأنجبت ابنتي "نوارة الإنتصار" في فجر اليوم الثالث لمعارك التحرير في أجمل ربيع عرفته مصر وهلّت بشائره في فصل الخريف.
ولقد كان اليقين ثابتا بأن مصر حبلى، وكان اليقين أن ما نراه ليس تضخما أو ورما أو انبعاجا كاذبا: ليس في حوزة مصر سوى أن تحمل صدقا وشرفا وغضبا طيبا وحنقا أخضر، فمن هي مصر قبل كل شئ؟ أليست هي: الخصب الذي أعطى إنسان العالم بشارته منذ فجر التاريخ؛ نوارة مجد وحضارة البشر؟
أليست مصر هي: كنانة الله التي حفظ فيها أنبياءه؛ يوسف وموسى وعيسى ودعوة الإسلام العزيزالذي جاء بها محمد خاتم الأنبياء والرسل أجمعين، ولتظل "مصر" هي مستودع "الإسلام" دائما وإلى الأبد بأمر الله؟
وحين تنحني رقاب الأسرى من الأعداء؛ الشعث ضخام الجثة، لمصر تعرف مصر أن الأمر غير جديد فهكذا كان الحال دائما، وهكذا يعتدل الميزان وتكون مصر هي مصر كما شاء لها الله.
يقف الجندي المصري الفلاح النحيل الأسمر، يحارب حرب جندي شريف في معركة، بينما القتلة في انقضاضات اللصوص وقطاع الطريق يحرزون الإنتصار على البيوت والمدارس والأطفال والنساء، وحين تستبد بنا النقمة وتسوقنا إلى رغبة الثأر بالمثل تزجرنا آيات القرآن وتوقظنا آلاف المآذن ومسئولية مصر أن تظل مصر.
وكان لمصر أن تصبر، وكان لمصر أن تقلق، وكان لمصر أن تتململ وتغضب، وكان لها أن تحنق، ولم يكن لمصر أن تصمت، أو أن يغشاها اليأس أبدا. ثم.......... ترهف الفرحة، وترق وتعذب والقطرة عند المقلة تتردد في التعبير عن نفسها.
هي مصر تستعيذ برب الفلق وتقرأ آية الكرسي وتهمس في ترقب:
ربي يسّر ولا تعسّر، ربي تمم بالخير،
ربي تمم بالخير، ربي تمم بالخير.
والحمد لله
10 \10 \ 1973
إنتهى، " مأخوذ من كتابي رؤى وذات الصادر عن الهيئة العامة للكتاب 2003".
وكل عام وأنتم بخير وتعيشون وتفتكرون!
استاذتنا...
ردحذفأؤيدك تماما انه اذا كان لاحد حق الاحتفال بيوم ميلاد فهي الأم التي تحملت الم الوضع اللذيذ. يا رب العام القادم تحتفلي في ظروف افضل :)
ربنا يخلي لحضرتك نوارة
ردحذفبصراحة انتو الاتنين أجمل من بعض
ربنا يخليكي لنوارة ويخليها ليكي :)
ردحذفكل سنة وحضرتك وهي طيبين ويارب عقبال 100 مليون سنة
ردحذفصدقت يا استاذة
ردحذفوكان لمصر أن تصبر، وكان لمصر أن تقلق، وكان لمصر أن تتململ وتغضب، وكان لها أن تحنق، ولم يكن لمصر أن تصمت، أو أن يغشاها اليأس أبدا.
لن يغشاها اليأس
لن يغشاها اليأس
ربنا يبارك لك فى صحتك
وفى نوارتك
اللهم آمين
تحياتى وتقديرى
ربنا يسعدكم في الدنيا والاخرة ويحفظكما
ردحذفونحن سعداء لقراءة مشاهد من ذكرياتك عن هذه الحرب العظيمة
كل عام وانتي ونواره بالف خير يا امي .. الي الشرف اني اقرا الك يا سيدتي الفاضله وانشالله مصر رح تقوم مره تانيه ولو تاخر الوقت اهل مصر كلهم خير .. الله يعطيكي الصحه والقوه ويخليلنا اياكي ويحمي نواره ويطيب خاطرها يا رب
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفكل عام وحضرتك بخير
الغنائية رائعة واجمل مافيها برأيى تعبيرها عن الهوية الحقيقية للأمة .
من حق توارة الا تحتقل بعيد ميلادها السعيد حزنا على جريدة الدستورالمغدوره،ومن حقك سيدتى الفاضلةوحقناالاحتفال بهذه المناسبة بالدعاء لها بالتوفيق،والهدوء وراحة البال
ردحذفاما يالنسبة للغنائية فقد استقبلناها فى حينها بفرح يختلف عن الاسى الذى سصاحب قراءتها الان.عفوا سيدتى فانى مهزوم
كل عام وانت بخير يا استاذتنا
ردحذفوجميل هذا الجو الذى وضعتينا فيه
ولكنى مازلت اتعجب انزواء ابطال النصر بعد الحرب وتصدر الدنىء من الناس المشهد...لماذا ياسيدتى ؟لماذا؟؟؟؟
قعدت عاملة اعتصام في بطن امي عشان تنتصروا وما رضتش انزل الا بعد النصر بتمانية وتلاتين ساعة عشان اتأكد انكم ما بتضحكوش عليا، واتولدت في معركة الفردان ومافيش اسبوع ورحتوا عاملين الثغرة واخدتوني على خوانة... طول عمري شاكة فيكم وطول عمركم بتعملوا فيا مقالب
ردحذفطيب يا بني ادمين
كل سنة و انت و نوارة بخير و بارك لك الله فيها و ادامها نعمة عليك و ادامك نعمة عليها و ادامكما نعمة علينا
ردحذفكل سنه و انتى و نوارة و ابوها بخير و السنه الجايه تبقى فرحانه بيها ليه مش بتلحى عليها تجيب لك نوارة صغيره من حق مصر ان سلسال صافى و نوارة يفضل مستمر الى ابد الأبدين
ردحذف