يا أهل الله: مرفق آخر مقال نشرته لي جريدة المصري اليوم بتارخ 19 إبريل 2010، قررت بعده، بأسلوب خال من الذوق واللياقة، منعي من النشر فيها إذ فوجئت بإلغاء عمودي الأسبوعي "ليالينا الحلوة"، الذي كان من المتوقع نشره 26إبريل 2010، من دون سابق إنذار أو إعتذار، ماشي، لكن يبقى أن تفكروا معي، بعد قراءة العمود الأخير هذا الذي بين أيديكم عن السبب المحتمل ولكم مني الشكر ومن الله العزيز المتعال الأجر والثواب، والحمد لله الذي جعل لنا في التدوين والمدونات شفاء الصدر وراحة القلب!
ليالينا الحلوة: صافي ناز كاظم
تابع شرح في أيام زمان
تداعيات خبِرتها في طفولتي حين كنا نسكن مطلع الأربعينيات في بيتنا، 9 شارع العباسية ذي الطابقين والشقق الخمس، وكنا العائلة المسلمة الوحيدة فباقي الشقق تسكنها أربع عائلات يهودية واحدة منها أرضية منفردة في مدخل العمارة يسكنها "فليكس" المخمور الذي يضرب زوجته "إلن" كل يوم وإذا حاول متطوع أن ينقذها يخرج مطواة ويقف بملابسه الداخلية مهددا :" أنا حماية فرنساوي!"، في سلوك يسيء إلى واحدة من عمارات العباسية المحترمة التي يملكها تاجر السجاد الإيراني مهدي رفيع مشكي.
كان اليهود بمذهبيهم: "الرباني" و "القرائي" كثافة عالية في حي العباسية والسكاكيني والظاهر المتاخمين له، نراهم مواطنين مصريين لكنهم كانوا يفضلون التحوصل؛ لايشترون ولا يتعاملون إلا مع الجزار والبقال والخردواتي والكواء حتى الإسكافي اليهودي، يفضلون أن يكونوا "خواجات" ومهما كان الود منا مبذولا كان الحرص منهم باديا. إذا استشعروا ضعفهم ابتسموا بتلطف وإذا أحسوا القوة تعجرفوا، لذا كانت سياسة أمي معهم هي "اعرف صاحبك والزم"، لايروا منا إلا حسن المعاشرة مع الإستغناء؛ يستعيرون أشياءنا ولا نستعير، وإن كنا نطالب باستعادة المستعار الذي غالبا ماكانوا يتعمدون نسيانه! يطلبون خدماتنا مغرب الجمعة ـ ليلة السبت ـ لإطفاء واشعال نور الكهرباء والنار ولمس النقود...إلخ، فكلها محرم عندهم القيام بها حتى ليلة الأحد، نحترم عقيدتهم في تسامح حثنا عليه ديننا رغم ما نلحظه من تعصب دفين؛ كل خادم ينادونه محمد مهما كان اسمه وكل خادمة فاطمة مهما كان اسمها. بيننا وبينهم تعامل هادئ في إطار حقوق الجيران التي تحترمها أمي أشد الإحترام فالنبي أوصى على سابع جار! لكن تلك الجيرة الطيبة لم تمنعنا من أن نرى المسافة الفاصلة بين تقاليدنا وتقاليدهم: كانوا أول من رأيتهم يلعب الورق بالفلوس ويشرب الخمر، رأيت من خلالهم كيف تفعل الخمر بالإنسان من صخب وشج رأس وقسم بوليس يخرج منه فليكس دائما حرا لأنه "حماية فرنساوي"! ناهيك عن حفلات "الدانس"ـ أي الرقص الأفرنجي ـ نتأذى لكن شعارنا "كل واحد حر في بيته". ارتبطت الخمر وكل هذه الممارسات "الألآفرانك" في ذهني باليهود، حتى أنني، فيما بعد، عندما كنت أرى مسلمين يشربون الخمر في حفلات استقبال دبلوماسية أو صحفية كنت أراهم صورة تؤلمني من جيراننا اليهود.
حين تصاعدت نذر "حرب فلسطين"، مع وباء الكوليرا (1947\1948)، لم يخطر ببالنا للحظة واحدة أن يهود مصر، جيراننا، يمكن أن ينحازوا لأعدائنا لأن أعداءنا لابد أنهم، بالمنطق والضرورة، أعداؤهم، لكن الصدمة تجلت حين كتبنا، أنا وأختي فاطمة، "فلسطين للعرب" على جدران سلم البيت وإذا بيد تشطب "للعرب" وتكتب "لليهود"، وعرفنا أنها راشيل حفيدة الحاخام التي كانت في مثل عمرنا، بين العاشرة وفوقها.
استمرت الغارات وكل مولود يهودي يولد يسمونه "فيكتور" و "فكتوريا"،(أي منتصر وانتصار). سافرت أسرة الحاخام كلها ليلا ومن قبلها هرب لازار إلى ما صرنا نسميه "إسرائيل المزعومة"، ذلك النتوء الشاذ لكيان صهيوني إرهابي عنصري إعتمدت عصاباته المجرمة القتل والتفجير وبقر بطون الحوامل وتقطيع اللحم الفلسطيني بلا توقف تمهيدا لإقتلاعنا شيئا فشيئا ليتمكن تعصبهم المتخلف ولنأكل الحصرم بتسامحنا المتحضر!
كل هذا ياسيدتي وتسالين لما لم ينشر المقال ؟؟
ردحذفلقد تم نشر المقال ولكن المنع من النشر جاء على أثره، لماذا؟ إنه تساؤل يحمل في طياته الإجابة، بس نأخذ بالنا!
ردحذف:))))))))) أصل الجرنال هو كمان حماية
ردحذفعموما و الشئ بالشئ يذكر فهناك ذكريات أخرى عن اليهودية التى لم يكن لها أطفال و تجمع أطفال الشارع فى حى القبة و منهم أمى و أخوالى و تصنع لهم الجيلاتى :) الذين لم يكونوا ليشتروه بسبب الفقر .. و ليست كل الذكريات سلبية و لكن بالطبع لا داعى لتجميل التاريخ ( بمنطق لا أكذب و لكنى أتجمل )
يالمناسبة عندى شريط كاسيت يحوى حوار لك مع الشيخ إمام يروى فيه قصة حياته و تعليقات له على مدارس قراءة القرأن .. و ينتهى بأغنية يا مصر قومى و شدى الحيل .. الحوار كان قمة فى الجمال و خاصة أنه من الحوارات القليلة (فيما أعتقد ) التى يروى فيها الشيخ إمام سيرته الذاتية
ردحذفانا لا اثق في صحيفتي المصري اليوم واليوم السابع بل اجدني دائماً مرتاب منهما
ردحذفبينما ارتاح للشروق وارجو ان تكون راحتي في محلها
فإن كنتي عائدة فللشروق
والا فالتدوين هنا افضل
ويوماً بعد يوم سيصبح قرائك هنا اكثر من قراء المصري اليوم
تحياتي لك
مصر 30: كان لي شريط به حوار سجلته مع الشيخ إمام غالبا سبتمبر 1975 وينتهي بغناء موشح رأيت ظبيا على كثيب شبيه بدر إذا تلألأ، فقلت مااسمك؟ فقال لولو فقلت لي لي فقال لالا! ولكنه ضاع مني بين القاهرة وبغداد، ولا أدري إذا كان هو الذي عندك، وإن كنت أحب أن أحصل على نسخة منه إذا كان هذا من الممكنات. بقى أن أقول أن ذكرياتي الصادقة، والله على ما أقول شهيد، لا تنفي صدق ذكريات غيري. وأعتقد أن حقيقة اغتصاب فلسطين لصالح الكيان الصهيوني يؤكد ما حكيته، وتوزيع الجيلاتي مجانا على الأطفال لا يعني الإيجابية من جانبهم بل الإيجابية من الأطفال والناس الطيبة، وأذكر أن المجندات الإنجليزيات كن يبتسمن لنا ونحن أطفال ولكن أهلنا كانوا يحذرونا من أخذ الشيكولاته منهن خشية من التسمم البدني أو العقلي وبالفعل لم نطبع أبدا مع جنود الإحتلال الذين كانوا يملأون الطرقات. طبعا جيراننا اليهود لم يكونوا من جنود الإحتلال المرئي وكنا نحسن النية بهم ومن دلائل حسن النية أن الأهل كانوا يرتضون لأطفالهم أخذ الجيلاتي من اليهودية بصفتها الجارة المصرية.
ردحذف1- (( فاطمه ومحمد )) 2- وعن ماذكرتي في الخمر وتصورك لشاربيها 3 -فلسطين للعرب
ردحذفأعتقد المقال عمم الصفات السلبية على اليهود دون استثناء!
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفربما يكون المنع سببه ان الرقابة اصبحت لاحقة وليست سابقة , ودا فى النهاية دليل على خضوع ادارة الجريدة لقرارات فوقية .
بالنسبة لليهود هل هؤلاء اليهود كانوا اصلا اجانب واتوا لمصر ام انهم مصريون منذ زمن بعيد؟
يا ميدو
اعتقد ان تعميم الصفات السلبية على اليهود لا يجانبه الصواب , والقران عمم كثير من الصفات السلبية على اليهود لتفشيها فيهم .
انما سؤال محرج يا استاذة صافيناز :
هل ممكن نرى مواقف مشابهة لمواقف اليهود من اقليات اخرى؟
ميدو: غير صحيح أن المقال عمم أي شئ، ماذكرته حدث، طبعا كانت هناك استثناءات، لكن مارويته أثبتت الأيام والأعوام أنه كان السائد عند هؤلاء الناس ولا يجوز أن نغفل بإرادتنا،ومع ذلك كما قال نجم :أصل إحنا شعب طيب والطيبة فينا بلوى!
ردحذفمحمود المصري: لاأظن، ونسأل الله أن يقينا شر مقاديره، لطيف السماء ورحمانها، وينجي الكنانة من فتنة تهددت النيل نيرانها!
سيدتى الفاضلة
ردحذفهل الاشد عداوة هم يهود ذلك الزمان
ام هم كل اليهود وفى كل الازمان
تحياتى وتقديرى
حضرتك مش عارفة ليه
ردحذفالاجابة واضحة : ببساطة حضرتك كتبتى الحقيقة بدون مجاملة
انا مضطر "للاختلاف" مع سيادتك، ليس في الامر فزورة تستوجب الحل، الامر يتعلق بجرائم متمادية ترتكب ضد احرار الامة وادمغتها الحية.
ردحذفوتقبل حدوث هذه الجرائم، واعتبارها حدثاً اعتيادياً كغروب الشمس او شروقها، سيحولنا الى غرباء في اوطاننا.
ليست المشكلة في المقال الذي تم رفضه، المشكلة فيما تم نشره بالفعل اولاً .. وفي انك صافي ناز كاظم اولا واخيراً.
كل فرص العمل التي قدمت لسيادتك، وللاستاذ ابراهيم عيسى، ونظراءكم من الاحرار. ليست الا الجزرة التي يأملون ان تحقق ما عجزت عنه العصى الغليظة.
نحن في عصر مطلوب فيه من الحر ان يكسر شاهده طواعية، وان يبتلع لسانه راضياً مختاراً، مقابل تنعم اجزاء سفلى من جسده بسحت مااكتسبته الاجزاء العليا.
مطلوب ان تمارسوا على انفسكم "رقابة ذاتية" وان تستشرفوا مايرضيهم من قول وفعل، بدون ان يضطر احدهم الى كشف اجندته وهوية مشغله الاجنبي.
لو كتبت سيدتي سيناريو لفيلم هابط، او كلمات لاغنية سخيفة، او مسرحية استهلاكية فاست فودية، لوجدت هؤلاء حريصين على شراءها مكبرين مهللين لصدورها، على امل ان تعمينا الدراهم المنصبة عليها عن النوع الاخر الذي ربطوه شرطياً بالمكدرات والعقوبات .. ماظهر منها وماخفي.
بالنسبة للمقال، لو كان اسم ضارب زوجته عربي او اسلامي، لتمكنت من نشر مقالتك على ظهر رئيس تحرير المصري اليوم .. وبريشة مجدولة من شاربه.
وكنا سمعنا عن ترشيحك لجائزة "بوليتزر" ونيلك جائزة مهرجان "كان" عن مجمل اعمالك الفنية.
المصري اليوم يجب ان توضع على اللائحة السوداء التي تضم كل من تربى على معالف الغرب، ويريد ان يسمد جذور مجتمعنا بهرائه.
أ. صافى ناز فعلا هو الشريط و بالفعلا الموشح من اجمل الموشحات التى سمعتها و صوتك إلى جانب صوت السيخ إمام من اجمل الأصوات يمكن ان أقوم بعمل نسخة جيدة لحضرتك و سأحاول ايضا نسخه على cd لو امكن لى ذلك بنقاء صوت جيد .. و يسعدنى طبعا تقديمه لك وسأبلغك فور إنتهائى من نسخه هنا على المدونة لنرى كيف يمكننى إيصاله لك
ردحذفمصر 30: الحمد لله برجاء تنفيذ الوعد، ورقم هاتفي الأرضي هو 24830983
ردحذفوأكون لك شاكرة.