الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الرسامة الصحفية الرائدة "سميحة" ملكة فن لوحة الغلاف لنصف قرن

متيمة مغرمة برسوماتها منذ وعيت التذوق وحب الفن. لم تبهت أبدا في ذاكرتي، منذ كنت في العاشرة من عمري، صورة تلك الطفلة الجميلة الباكية التي رسمتها "سميحة" وشغلت صفحة كاملة من صفحات قصة مترجمة بعنوان "اليتيمة"بمجلة الهلال بين عامي 1947 و1948. تعلقت عيني بالصورة التي أثارت شغفي فقرأت القصة وأنا أتطلع بين كل سطر وآخر، متأثرة غاية التأثر، إلى الوجه الحزين المعبّر الذي رسمته "سميحة" للبطلة الصغيرة التي كان عليها أن تثبت جدارتها في تحمل مسئوليات البيت بعد وفاة الأم. توحدت مع العيون الدامعة وحاولت أن أحاكيها. أكثر من نصف قرن الآن واللوحة بذاكرتي لم تبهت.
كانت رسومات "سميحة حسنين" و"عزيزة عيد" تشد انتباهنا، نتابعها ونتكلم عنها ونعلن النتائج أيهما هذه المرة أفضل: "سميحة" أم "عزيزة"؟ كنا نحب رومانسية "عزيزة" وخطوطها المشغولة كالدانتيل وحروف اسمها التي ترسمها ممطوطة تائهة نهايتها كالدخان المتلاشي، لكنني حسمت موقفي وأعلنت انحيازي الكامل لـ"سميحة"وقلت لشقيقاتي وأصحابي : أنظروا إلى خطوطها التي تجتمع فيها الرومانسية الهفهافة والحيوية النابضة والحضور الطاغي، ثم هذا التناسق الأنيق في توقيعها الذي يبدو فيه اسمها مبتسما سمحا حقا "سميحة" هكذا باختصار وبساطة ولطف.
صاحبتني رسومات "سميحة" من طفولتي وصباي وشبابي إلى وقتنا الحالي أبحث عنها وأتوق إليها وأتعرف عليها؛ لايمكن أن يقع ناظري على رسم لها ولا يستوقفني.

تميزت برسم غالب لوجوه حلوة بؤرتها العيون، معسولة وآسرة حزينة كانت أم مبتهجة، جادة أو مراودة، مفكرة أو لاهية. ريشة نذرت نفسها للتوهج والوسامة، لاتحتمل الإنطفاء ولا تجيد القبح.

فاصل وأواصل بحول الله وقوته.

هناك 3 تعليقات:

  1. وقد رسمتيها انت بكلماتك ( يالذاكرتك من فنانه) احيي فيكي وفاءك يااستاذه ياكبيره

    ردحذف
  2. ميرسى بجد لحضرتك على تعريفنا بهذه الرائدة العظيمة و يا ريت لو عند حضرتك صور لأى من أعمالها

    ردحذف
  3. حقا انتى ذاكرة هذه الوطن الذى اصابه الذهيمر
    اعتب عليكى البطء فى التدوين

    ردحذف