السبت، 10 أغسطس 2013

من سجلات الرد على المحاولات اللادينية لإقصاء الإسلام: قصمهم الله عز وجل بحوله وقوّته آآآآآآمين.

 (نشرت بجريدة الشرق الأوسط 2 سبتمبر 2007)

مقولات علمانية عجيبة.. وإن لم تكن غريبة

قال مسؤول ثقافي مصري كبير،(د. جابر عصفور)، يشغل مركزا ثقافيا هاما، (المجلس الأعلى للثقافة)، يتحكم في مسارات الأخذ والعطاء انهم، من هذا المركز، يدعمون الدولة المدنية، ثم قال كلاما نفهم منه أنهم يسعون إلى توطيدها بكل ما يملكون من هيمنة وقوة. والحقيقة أن هذا كلام صحيح وشواهده كثيرة، وكان من الممكن أن تكون مؤثرة وخطيرة، لولا أن مثل هذه التصريحات، بلطف الله، تنزل على صفحات إعلامية لم تعد الغالبية في مصر تعيرها آذانا مفتوحة ناهيك عن صاغية.

كان من الممكن أن يظل هذا التكوين اللفظي، «دولة مدنية»، مبهما بما يمكنه المروق سلميا ليصبح فخا محترما يقع فيه الكثير من الناس الطيبين الذين لا يرون في هذا المقترح ما يهدد حرية عقيدتهم الإيمانية، لولا تلك المقالات، التي نشعت بكثرة لافتة تشرح المقصود وتبين جوهر «الدولة المدنية» المزعومة التي تنادي تلك الأقلية، المستحوذة على مفاتيح الثقافة والإعلام، بإقامتها.

بمتابعتي لذلك «النشع»، غير المقروء من الغالبية، عرفت أن المقصود هو «الدولة اللا دينية»، التي نرى نموذجا منها في الدولة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك عام 1925 في تركيا، ورأينا عبر السنوات بوضوح تعصبها العلماني المتشنج الذي يضيق برؤية غطاء شعر مختصر على رأس امرأة فيحرم على لابسته دخول قصر الرئاسة ولو زائرة في مأدبة دبلوماسية أو بروتوكولاتية أو عادية أو إنسانية، لا يحرم فيها أكل الخنزير وشرب الخمر. بل إنه بفضل ضيق الأفق العلماني اللا ديني هذا تم فصل نائبة من البرلمان التركي وسحبت منها الجنسية، لأنها كانت تغطي شعرها، ولم يغفر لها أنها مختارة بالانتخاب الحر من الشعب.

المهم: لا يسرني ـ وإن كنت مضطرة ـ أن أسرد هنا مقتطفات من مقالات تم نشرها في صحفنا القومية ولا تحتاج مني إلى تعليق أو توصيف، ولن تغيب نغمتها التحريضية للفتك بالمؤمنين على أي قارئ منصف. وإنني أفضل أن أحتفظ باسم الكاتب وعنوان المقالات، وتاريخ ومكان نشرها، لأن ما يهمني ليس التنديد الشخصي بحضرته ولا الدخول معه في سجال، فهدفي هو توضيح ما يعنيه هؤلاء بـ«الدولة المدنية». والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، (يجوز الآن، 10 أغسطس 2013،إثبات أنه الدكتور جابر عصفور وسلسلة مقالاته بجريدة الأهرام بعنوان "ثقافة التخلف" التي نشرها قبل ثورة 25 يناير 2011 في ظل عزوته وهيمنته بمساندة سوزان ثابت القوية زوجة حسني مبارك، و تجدر الإشارة هنا أنه كان على رأس الـ 11 شخصية التي إلتقت بحسني مبارك سبتمبر 2010 تأكيدا على دعم نخبتهم الثقافية له ولكل جرائمه!).

في سلسلة مقالات كتبها كاتب معروف، (هو جابر عصفور)،اندلقت منه فقرات أختار منها التالي:

* "لا غرابة أن يتصف الإنسان...بصفة الجبر بمعناه الكلامي الفلسفي. وهو المعنى الذي ينفي عن الإنسان حرية الإرادة وحق الاختيار، فهو لا يشاء إلا بما شاء الله، وعليه الرضا بما هو مقسوم له، وما تقرر له حتى من قبل أن يوجد. ولا فارق كبيرا بين الإنسان المجبور والإنسان الاتباعي داخل بنية التراتب المفروضة، فالإنسان المجبور إنسان لا يملك القدرة على المبادرة الخلاقة، أو الفعل الجذري، أو الاختيار الحر، فهو إنسان يسلم نفسه إلى الأقدار وولاة الأمر، ابتداء من الأسرة التي هي الوحدة الاجتماعية الصغرى، وانتهاء بالنخبة الحاكمة، عسكريا أو مدنيا أو طائفيا، فهو إنسان مبرمج على الاستسلام لقوى بشرية وغير بشرية يراها أعظم منه، كما يرى نفسه أضعف من أن يقاومها أو يخرج عليها، فلا يملك من أمر نفسه إلا ما يجعله الوجه الإنساني للزمن المنحدر عن نقطة الابتداء في الماضي الذي يتحول المستقبل إلى عود إليه، ولا يفارق هذا الإنسان دوائر الطاعة والتصديق في كل مجال، والرضا بما يأتي به القضاء والقدر دون مقاومة أو تمرد، فالمقاومة كالتمرد خروج على الناموس الإلهي والاجتماعي والسياسي في آن. وطاعة الله فيما قدر على هذا الإنسان ويسره له هي الموازي الديني الذي تتأكد به طاعة السلطان، وإن جار...الخ".

* "هذا الواقع ليس من صنع الأقدار ولا التاريخ، فالتاريخ نحن نصنعه كالأقدار التي يمكن أن نصنعها بدل أن تصنعنا، وإنما هو من صنع البشر القادرين على تغيير الواقع والانتقال به من شروط الضرورة إلى آفاق الحرية، لا بالهرب نحو أوهام الماضي الذي لا يمكن عودته، أو التراث، أو أساطير الخلاص الغيبية.....".
 "*ولذلك لابد للمواجهة من استراتيجية متكاملة تشمل التعليم بكل أنواعه ومجالاته، فقضية تطوير التعليم قضية أمن وطني...... ولن يتحقق ذلك من غير إرادة سياسية، حاسمة غير متذبذبة، إرادة سياسية لا تؤمن بأرباع أو أنصاف الحلول، خالقة المناخ الملائم لمواجهة ثقافة التخلف........وفتح الطريق أمام تكوين الأحزاب المدنية بما يدعم الخاصية المدنية للدولة التي تحكم – وتكون محكومة – بالدستور والقانون..... ولا تنفصل عن ذلك كله المواجهة غير المترددة لتصاعد ظاهرة (التديين) إلى معدلاتها الخطرة التي تهدد المجتمع المدني، مقترنة بأشكال من التعصب الذي يفضي إلى الإرهاب الديني المباشر أو غير المباشر، المعنوي والمادي، لا فارق في ذلك، جذريا بين حمائم وصقور، ودعاة اعتدال ودعاة تطرف.....". نعم هنا مربط الفرس: «التحريض»، إذ لا فارق جذريا، في زعمه، بين حمائم وصقور ودعاة اعتدال ودعاة تطرف، أي اضرب بسيفك يا سياف ضربة شمولية لا تعتق فيها رقبة!

ولا ننتهي عند هذه النقطة الطفيفة في بحر الظلمات من التلبيس والخداع والمخادعة والتحريض والكلمات التي تعتبر أن الدين مناقض للوطنية، حتى يقول مؤرخ كبير معروف (د. يونان لبيب رزق)، أن ثورة القاهرة الشعبية المجيدة ضد الحملة الفرنسية لم تكن ثورة وطنية بل كانت "ثورة دينية"! (فلتكن! وماذا في ذلك؟).




هناك 3 تعليقات:

  1. كل عام وكل سنة وحضرتك بخير وصحة " بارك االله فى عمرك "
    يا ايقونة المعرفة والدين ربنا يخليكى لينا
    يا من يحمل الدهشه لقارئه فى كل سطر
    دائماً لاأستطيع كتابة التعليق الذى يدور فى عقلى يناسب كتابات حضرتك خشية ان يكون غير لائق بدهشتى وإعجابى ، سأدعو لحضرتك بالحسن دائماً.

    ردحذف
    الردود

    1. جزاك الله عني كل خير يا ابن مدينة ميلادي الإسكندرية التي ترابها زعفران! وكل عام وأنت والمدينة والبلاد بصحة وعافية ووعي!

      حذف
  2. كلامك درر يا استاذة صافى ناز

    اطال الله عمرك فى صحة وعافية ونفعنا بعلمك ومعرفتك الواسعة

    ردحذف