الأحد، 11 أغسطس 2013

قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.

منشور في المصري اليوم فبراير 2010

هل هو "شكل للبيع"؟
     
خافوا لأنني حددتهم باسمهم الحقيقي: "اللادينيين"، ولأن على رأسهم بطحة صرخوا: "المكفراتية"! مع أني لم أسمهم بالكفر، والموسوعة تقول: كل ملحد لاديني ولكن ليس كل لاديني ملحد.  ودعونا نتساءل: ماذا يكون الذي يهاجم "الغيبيات" ويخلط بينها وبين الخرافات ويتجاهل أو يجهل الآيات الأولى من سورة البقرة في تعريف المؤمنين:(الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)؟ ماذا يكون الذي لايكف عن الصراخ لإستبعاد الدين من شتى مناحي الحياة، ساعيا لطمس أي ملمح من ملامحه ولو كان سلاما وتحية؟ ولو كان اسما يؤكد العبودية لله أو كان لنبي من أنبياء الله ؟ أو لو كان "زبيبة صلاة" على الجبين من أثر السجود؟ ويلطمون "هل شققت عن القلوب؟"، وما الحاجة لشق القلوب وقد صارت بإرادتهم مفتوحة "ع البحري" لكل ذي عينين؟ ماذا نقول عن جهر مقالات منشورة للترويج، هي حجة على كاتبها، لا تؤمن باليوم الآخر ولا بالجنة والنار ولا بالقدر ولا بمشيئة الله جل جلاله؟ ماذا نقول عن حملة جمع التوقيعات المحمومة، التي لايكفون عن الدعوة إليها ولا تشغلهم عنها أزمات الوطن، لإلغاء المادة التي تنص على أن دين الدولة المصرية هو الإسلام لتصبح بلا دين يحدده الدستور؟

أكثيرعليهم لافتة "اللادينية"؟

طيب هاكم لافتة "العلمانية" ماشي؟ لكن لا"تنوير" ولا "ليبرالية" حماية لدلالة النور ورد غيبة الحرية!


الحرية عند العلمانين هي قهر الآخر؛ يضربون ويبكون ويسبقون ويشتكون، صناعتهم التزوير واختراع اللافتات الملفقة للتشويش، من بينها واحدة هي: "مأزق الفكر العربي" تمويها بأن مأزقهم العلماني، الذي أثبت عجزه على مدار القرن العشرين، هو مأزق "فكر" ومأزق "عربي"، ويعقدون الندوات للدخول في حوار من بين نقاطه: علاقة العروبة بالإسلام، بما يوحي وكأنهم أصحاب فكر، والحقيقة أن الفكر العلماني تجارة شنطة تروج  لسطحية تغريبية، لم تنجح سوى في إفراز أمساخ مشوهة، تمزق وحدة المسلمين إلى عرب وفرس وأتراك وهنود وأكراد وبربر...إلخ. ويدخل بعض المسلمين دائرة الحوار الفخ  جاهدين أنفسهم لإثبات أن العروبة والإسلام لم يكونا أبدا ملاكمين في حلبة الصراع، وعلى مدار تاريخنا الإسلامي كانت حضارة العرب في واقعها نسج الإسلام، وكان اللسان العربي هو المعبر عن قيم الإسلام وعقيدته. والمؤكد أن المأزق هو مأزق الفكر العلماني الذي فشلت محاولاته المستميتة لإنجاب طفل من الأنابيب الغربية يلتف حوله الناس ويشعرون بأنه امتدادهم ومستقبلهم.

 ويبقى الإسلام، كما كان دائما، في قلب الناس: منذرا في كل الأحوال: إن نهاية الطريق اللاإسلامية أشواك حتمية وحنظل، نعم ويبقى الإسلام، كما كان دائما، ليدفع الانهيارات واليأس عن أبنائه المسروقين منه يستعيدهم بالرحمة والرفق، بعيدا عن التديّن الفظ، ليخرجهم من "المأزق".

 والرجاء الآن أن يكف الحواة عن إساءة الأدب والشرشحة باستعارة قائمة الاتهامات الأمريكية المعادية للإسلام، والمخترعة لبث فوضاهم "الخناقة" في ربوعنا، وأن يعيدوا إلى "جرابهم"، ذلك الفحيح السام الذي لا يفتأ يستغيث بالشياطين لإثارة الفتن بصيحات التعصب المذهبي والتمييز العرقي والطائفي، وبصيحة: "الحقوا (التديييييين) الذي بلغ معدلاته الخطرة"، والظاهر جليا أمامنا هو التوحش العلماني الذي بلغ الآن بتجاوزاته "المعدلات الخطرة"، فدقوا الأجراس لإطفاء الحريق.


هناك تعليق واحد:

  1. اكرمك الله يا استاذة صافى ناز .. وأكثر من أمثالك .. ابحث عن لسان منصف واحد فى وسائل الاعلام المصرية يرد الحملة المسعورة عن كل ما هو دينى ( ثقافياً وتاريخيا حتى وليس سياسيا ) فلا أجد سوي صوت حضرتك وأتعجب من البصيرة التى جعلت مقالاتك تهتم بالكشف عن هذه الفتنة منذ سنوات ليست بالقليلة لطالما خدعنا بكلمات مثل المدنية والليبراللية ورجالات التنوير الأوائل فى مصر .. فأثبتت الايام أن مثقفي مصر لا هم مع دولة مدنية ( يقصدونها لا دينية كما ذكرت حضرتك ) ولا يفقهون معنى الليبرالية ( إلا لو طبقت على حرياتهم هم وليس أى مخالف فى الرأى ) واكتشفت ( على كبر ) أن التنويريين لا هم تنويريين ولا صادقى النية فى ذلك .. حتى المشاهير منهم مجرد منبهرين بأوربا رجعوا منها بسخط عام على التراث الاسلامي والشرقى بصفة عامة ورأوا تقدم البلاد والعباد فى التنكر للثقافة الاسلامية بكل جمالها ورقيها .. أزاح الله شر هؤلاء عنا اللهم آمين

    ردحذف