الاثنين، 12 أغسطس 2013

في الإعادة إفادة؛ بمناسبة الطابور المتربص بهوية مصر في الدستور الجديد!

    ليالينا الحلوة: صافي ناز كاظم، المصري اليوم، منشور 15 مارس 2010

التربص بالمادة الثانية من الدستور

 الخبر الغريب، الذي نشرته جريدة الدستور 8 مارس 2010 ص 3، عن عرض مقايضة بضمان خمسة ملايين صوت لصالح الدكتور محمد البرادعي مقابل تعهده بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري، يؤكد على إستمرار التربص بهذه المادة لتحقيق اللادينية التامة الكاملة المطلوبة لدولة مصر، المحروسة، ولو بالضغط الإستبدادي من الدولة و"النخبة المثقفة" التي يستجيب لإلحاحاتها النظام السياسي،(للشرح المطول حول الدعوة لإستبداد الدولة أنظر مقال المسئول الثقافي الكبير جابر عصفور بجريدة الأهرام 8 مارس 2010 ص12).

إن مارأيناه  في تركيا: مظاهرات ضد رئيس جمهورية منتخب وبرلمان منتخب والمطالبة بإسقاطه وإلغاء حزبه حفاظا على مبدأ اللادينية الكمالية التي يرون أنها تتهدد لمجرد المطالبة بحق مواطنات في ارتداء قطعة قماش على الرأس، تجعلنا نفهم ونحذر الكثير من مطالبات اللادينيين الصاخبة لإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"، هذه المادة القاصرة التي لم تصل إلى النص المنشود: "الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للقوانين"، تؤرق الصاخبين لأنها تكفي لصد تلاعبهم وسعيهم الحثيث اللئيم لمحاصرة «التدين» الذي يرونه قد وصل إلى معدلاته الخطرة، كما قال،مرارا وتكرارا، أحد كبار مسؤولي الثقافة في سلاسل مقالاته التي يكرسها للحرب على التدين، ومن ثم السعي لمحو آثاره ومظاهره تماما من أول منع المآذن من الأذان حتى قمع حرية الالتزام بالزى الشرعي للنساء، مرورا بمسألة زبيبة الصلاة، التي اعتبرها أحدهم من المؤشرات التي تهدد الأمن القومي، إلى الضجر من التحيات الطيبات لنلتصق بتحيات ركيكة ما أنزل الله بها من سلطان، إلى آخر قائمة المطالبات بتحقيق الإستباحات المرتقبة والمتفق عليها وماخفي منها أخطر.

 لم تفرض «الشريعة الإسلامية»، حين حكمت، قانونا واحدا ألزمت به الكنيسة ضد قوانين محللاتها ومحرماتها، والكنيسة تشهد أن حكم المحكمة الذي تناقض مع قانونها الكنسي في أحوال الطلاق والزواج مثلا، كان حكما خارجا عن أحكام الشريعة الإسلامية التي تنص على أن: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم، فاستبقوا الخيرات، إلى الله مرجعكم جميعا، فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون» المائدة/48، والتي منها كذلك النهي عن سب عقائد الآخرين ولو كانوا يدعون من دون الله حتى لا يسبوا الله عدوا بغير علم، ولقد أيدت بكل قواي الوقفة الصلبة المبدئية لقداسة البابا شنودة حين أصر على إعلان أنه يخضع لأحكام شريعته ودينه ولا يخضع لما يخالفها، وكانت الهجمة التي ناوأته جزئية من هجمة اللا دينيين، الذين صاروا يتوحدون في مواجهة المتدينين، وأراها "فتنة تهددت النيل نيرانها".

ولدي تساؤل عما هو المقصود بكلمة «تمييز» التي تدفع الصاخبين بالدعوة إلى إلغاء خانة الديانة: هل معرفة ديانة المواطن مصدرها الوحيد خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي، بحيث يؤدي إلغاؤها، كما اقترح البعض، إلى اختفاء كل معالم «التدين» من على وجوه أصحاب العقائد المختلفة؟

هذا اللغط الذي يصاحبه المراء الكاذب لمصلحة من ومن أجل أي هدف؟


هناك 5 تعليقات:

  1. ما أروع صلابتك و استقلاليتك و جهرك بالحق يا استاذتنا الكريمة

    ردحذف

  2. حياك الله يا هدى ونسأله، عز وجل، أن يجمعنا مُعتصمين بحبله لانتفرّق.

    ردحذف
  3. حبيبتي استاذه صافي ثبتك الله واعانك على قول الحق فقد ثبتي لي ثوابتي بعد ان كنت ظننت ان غطاء الشعر يتعارض مع الثقافه والتحضر . واحب ان اطرح على سيادتك سؤال يشغلني وهو .هل من المعقول اتباع العامه للمثقفين من النخب بما انهم اعلى اطلاع من العامه؟ نأخذ برايهم ونسمع كلامهم ونوافق على ماتوافقوا عليه على اساس انهم تعلموا تعليم راقي وقرأو العلوم والاداب بلغتها الام ؟ فعلاء الاسواني يرى انه لامجال للامي لان ينتخب ويقرر مع ان ذلك الامي كان يحمي حدود الوطن في حين كان الاسواني يدرس الفرنسيه . وكما استعان البرادعي بمقولة كارتر شخص جاهل واحد يضر بمجتمع ديمقراطي كامل ومن هو الجاهل؟ وعلى اي اساس لا يأخد برأيه ف المجتمع؟ فأكاد اسمعها كل يوم ان اللي واقفين ف رابعه دول شويه ناس جايين من الارياف

    ردحذف

  4. كلامك يفتح حدوته كبيرة؛ أولا ليس هناك أكثر أُميّة من علاء الأسواني إلا جمال الغيطاني ويوسف القعيد! وأذكر أنني في لجنة قراءة الأعمال القدمة للنشر بروايات الهلال رفضت نشر عمارة يعقوبيان لرداءتها الفنية ولأنها لم تكن أكثر من سرد ركيك للنميمة، ولكنها، ربما بسبب ذلك فرقعت في الإعلام بعد نشرها في مكان آخر وأخذ رئيس تحرير الهلال يعاتبني لأنني تسببت في خسارة نشرها بروايات الهلال وكان ردي عليه أن الله حماه من ذنب نشر رواية قذرة لا فن فيها. ومجموعة القعيد وأمثاله الحاصلين على دبلومات متوسطة لا يملكون ثقافة ولا يتمتعون بغير موهبة الإنخراط في خدمة الأجهزة الأمنية و "عشان ما تعلى وتعلى وتعلى لازم تطاطي تطاطي تطاطييييييييي!". هذا لا ينفي أن هناك من يملك الموهبة والعلم وأضلّه الله سبحانه على علم.

    ومن ثمّ: لا يجوز للعامة ولا للخاصة أن ينقادوا عميانا لمخلوق، خلقنا الله بفطرة التوحيد والإيمان وعلينا أن نستفتي قلوبنا مستعينين بالله وبالرسول وما جاءنا من الذكر الحكيم المُيسّر لنا من الودود الرحيم الذي هدانا السبيل إما شاكرين وإما كافرين.

    تعريف الجاهل واضح تماما في القرآن الكريم ولا علاقة له بالدكتوراه والماجستير، ولا بالريفي ولا بالحضري وتأمّلي القول "وأعرض عن الجاهلين". الدجال ليس خرافة؛ إنه موجود في كل الأزمنة والأمكنة، وقدراته على الخداع هائلة مثل قدرة إبليس التي أخرجت أبوينا من الجنّة، ولذلك علينا أن نتذرع بالوعي والحذر والصبر طبعا. نجانا الله وهدانا إلى صراطه المستقيم. على فكرة نسيت اسمك هل هو رندا أو داليا وكسّلت أرجع لإفادتك السابقة! حفظك الله ورعاك.

    ردحذف
  5. اسمي رانيا يا استاذه ربنا يفرح قلبك ياربويثبتك على قول الحق والله لن يعذبنا الله ابدا وف بلدنا ناس امثال حضرتك . الحمد لله ان ف بلدنا الحبيب صافي ناز كاظم

    ردحذف