الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

إحتفالي بعيد ميلاد قرة عيني نوارة الإنتصار:


عيد إنجابي لنوارة الإنتصار:

منذ أنجبت نوارة وأنا في احتفال مستمر، كنت أدون في مفكرتي كلام مثل: مرور أسبوع على مولد نوارة، وأظل أدون: أسبوعان، ثلاثة، أربعة، ثم شهر، شهران، ثلاثة إلى تمام العام حتى وصلت إلى الآن! ولم تزل نوارة بعيني طفلة لم تزد عن أمس إلا إصبعا! بس الحقيقة مع أنها بنت نكتة وتملك فن الفكاهة والمزاح إلا أنها تعز البكاء والنواح معزتها للشيكولاته والكشري، ومن شابه أباه فما ظلم! الحمد لله على نوارة أدامها الله عليّ نعمة وحفظها من الزوال وعوّضها بخير مما أُخذ منها وغفر لها ففي قلبها الخير الكثير لدينها ووطنها وخلق الله أجمعين. بهذه المناسبة أحب أن أعيد هنا نشر " غنائية أم لرضيعة وُلدت في ثالث فجر معارك التحرير الإثنين 12 رمضان 1393 \ 8 أكتوبر 1973" ليستشعر جيل إبنتي كيف استقبلنا النصر واحتضنته مشاعرنا باعتباره "نوار إنتصار"، أي بداية لثمار طيبة نجنيها، ذلك قبل أن يخذلنا قرار وقف إطلاق النار، وقد أدركنا لحظته أنه وقف إرغامي تنفيذا لتعليمات قهرية أكبر جدا من تعليمات يوسف السباعي التي أجبرت فكري أباظة على الحسم برفض نشر "الغنائية" في مجلة المصوّر!

 هاكم غنائيتي التي كتبتها 10 أكتوبر 1973 فاسمعوني:

 حين تأخر المخاض والميلاد لم أفزع؛ آمنت أن الخروج من عنق الرحم لابد آت وسيكون رائعا طالما أن الحمل غير كاذب وأن هناك من يريد أن يولَد.

 في شهر أكتوبر يختار فلاحو مصر أن يطلقوا نوارة اسما لكل أنثى تولد تيمنا ببشائر المحاصيل، كد الأيدي، غذاء الحياة لمصر، وحين قررت نفسي أن أتبع التقليد لم أكن أعرف أن حصادا غاليا مباركا طال توقنا إليه سوف يهدينا نوارته، وفوق الألم ارتفع صوتي: انصر مصر يا الله!

 وأنجبت ابنتي "نوارة الإنتصار" في فجر اليوم الثالث لمعارك التحرير في أجمل ربيع عرفته مصر وهلّت بشائره في فصل الخريف.

 ولقد كان اليقين ثابتا بأن مصر حبلى، وكان اليقين أن ما نراه ليس تضخما أو ورما أو انبعاجا كاذبا: 

ليس في حوزة مصر سوى أن تحمل صدقا وشرفا وغضبا طيبا وحنقا أخضر، فمن هي مصر قبل كل شئ؟ أليست هي: الخصب الذي أعطى إنسان العالم بشارته منذ فجر التاريخ؛

 نوارة مجد وحضارة البشر؟ أليست مصر هي: كنانة الله التي حفظ فيها أنبياءه؛ يوسف وموسى وعيسى ودعوة الإسلام العزيزالذي جاء بها محمد خاتم الأنبياء والرسل أجمعين، ولتظل "مصر" هي مستودع "الإسلام" دائما وإلى الأبد بأمر الله؟

 وحين تنحني رقاب الأسرى من الأعداء؛ الشعث ضخام الجثة، لمصر تعرف مصر أن الأمر غير جديد فهكذا كان الحال دائما، وهكذا يعتدل الميزان وتكون مصر هي مصر كما شاء لها الله.

 يقف الجندي المصري الفلاح النحيل الأسمر، يحارب حرب جندي شريف في معركة، بينما القتلة في انقضاضات اللصوص وقطاع الطريق يحرزون الإنتصار على البيوت والمدارس والأطفال والنساء، 

وحين تستبد بنا النقمة وتسوقنا إلى رغبة الثأر بالمثل تزجرنا آيات القرآن وتوقظنا آلاف المآذن ومسئولية مصر أن تظل مصر.

 وكان لمصر أن تصبر، وكان لمصر أن تقلق، وكان لمصر أن تتململ وتغضب، وكان لها أن تحنق، ولم يكن لمصر أن تصمت، أو أن يغشاها اليأس أبدا.

 ثم.......... ترهف الفرحة، وترق وتعذب والقطرة عند المقلة تتردد في التعبير عن نفسها:

 هي مصر تستعيذ برب الفلق وتقرأ آية الكرسي وتهمس في ترقب:

 ربي يسّر ولا تعسّر، ربي تمم بالخير، ربي تمم بالخير، ربي تمم بالخير.

 والحمد لله

هناك تعليقان (2):

  1. اكبر موقع عربي لتخليد ذكرى الراحلين و
    الشهداء

    http://www.deadboard.net/

    ردحذف
  2. الأستاذة الفاضلة / صافى ناز كاظم .. دمتى ودامت الدنيا معكِ بخير .
    كل سنة وكل عام ونوارة عينك بكل خير يا صاحبة البهجة التى تخفى ورائها عالم من الشجون ، أدام الله لكِ نوارتك لتسر عينك كلما رأيتها فى أحسن حال إن شاء الله .
    أحب أن أعرف من حضرتك وخصوصاً رؤية نوارة الإنتصار .. هل الإنتصار قريب أم سيظل القهر لسنوات أخرى ، لا نرى فيه فجر عدل يٌطل علينا و نراه على حياة أعيننا ، تهدأ به النفس ..
    مرة أخرى كل عام وأنتم بخير . . و بارك الله فى عمر حضرتك .

    ردحذف