الأربعاء، 2 مارس 2011

من ملفاتي: حول منطق وحيد عبد المجيد في مسألة الدين!


الثلاثـاء 12 صفـر 1429 هـ 19 فبراير 2008

تصريف: وغر، توغيرا، أي أغراه بالحقد عليه، وأوغر، إيغارا: غاظه، وتوغر: توقد غيظاً.


والحقيقة أن عمود د. وحيد عبد المجيد «نحو الحرية» بجريدة «الوفد» في 16/2/2008، تحت عنوان «نواب الحزب الوطني»، «أوغرني» جدا، أي غاظني، ذلك لأنه كان «توغيرا» لصدر الحزب الوطني الحاكم لكي يبطش بأيِّ عضو من أعضائه تظهر عليه ملامح وأعراض التدين.


لب العمود «نحو الحرية»، الذي أشرت إلى تاريخه، هو النصح بـ«كبت الحرية». إنه يحرض من سماهم أصحاب «الفكر الجديد» بالحزب الوطني الحاكم على التنبه لما سماه: «خطرا على النظام السياسي في مجمله»، لماذا؟ لأن الشواهد سجلت انضمام نائب من الحزب الوطني الحاكم إلى بعض نواب الإخوان المسلمين في جزء من نقاط اعتراضاتهم، والتي يذكر د. وحيد عبد المجيد، أن أخطرها كان خلال «افتعال أزمة الحجاب والهجوم على وزير الثقافة»! كأنه يرى من حق الوزير، أو غيره، أن يهاجم زياً ترتديه المواطنات المصريات، وليس من حق نواب المواطنين والمواطنات رد الهجوم إلى البادئ بالعدوان.


اللطيف أن د. وحيد عبد المجيد في «نحو الحرية»، ذكر أنه قال يوماً للسيد جمال مبارك أن الحزب الوطني الحاكم لم يخرج بعد من جلباب الاتحاد الاشتراكي، فلم يوافقه السيد جمال مبارك، وقال: «مش قوي كده»، مما دفع د. وحيد عبد المجيد «نحو الحرية» للتأكيد أن المشكلة «قوي كده»، وإلا فإن الخطر الإسلامي سيظل ماثلاً.


والذي رأيته أن مطلب د. وحيد عبد المجيد ليغربل الحزب الوطني الحاكم نفسه، ويفتش أعضاءه، واحداً واحداً بنظامٍ بحثاً عمن عطس خارج اللحن المميز وخالف الزيَّ الموحد ـ (مع أن الاختلاف داخل أيِّ حزب واردٌ ومشروعٌ ولا ينعت، كما نعته د. وحيد، بسمك لبن تمر هندي، طالما أن هناك اتفاقا مبدئيا على الركائز الرئيسية لرسالة الحزب) ـ هذا المطلب، الذي يعني أن يطرد الحزب الوطني الحاكم أعضاءه المتدينين، لا يهدف إلى إخراج الحزب من «جلباب الاتحاد الاشتراكي»، بل على النقيض هو دعوة لإحكام أزرار جلباب الاتحاد الاشتراكي على عنق الحزب الوطني، أي دعوة ضد: «مش قوي كده»، لتصبح «أيوة كده» و«بالقوي كده» و«كده ونص»، أي أن يصير الحزب الوطني الحاكم أكثرَ شمولية وديكتاتورية كما كان الاتحاد الاشتراكي.


وإذا كان لنا أن نختار بين: «أهو من ده وده، الحزب كده»، وبين: «اللي تشوفه عينيا لازم تشوفه عينيك»، فلا شك أن «الليبرالية» التي يُنادَى بها صباح مساء تقف مع الأغنية الأولى «من ده وده»، إلا إذا كان د. وحيد عبد المجيد يطالب في «نحو الحرية»، بما سماه الكاتب أسامة غريب: «الربرارية».


يأخذ د. وحيد عبد المجيد على تركيبة الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الحاكم أن خلفيات أعضائها واتجاهاتهم مختلفة، وينعتها بالخلطة العشوائية، ويعايرها أو يتهمها، بأن بينها من يعتبرونهم رصيداً للإسلام السياسي، الذين يؤازرون، مع نواب الإخوان، «الخلط بين السياسة والدين». كأن الدكتور الفاضل يعترف بحق الإخوان المسلمين في احتكار «الدين».


كأن نواب البرلمان، الذين انتخبهم الشعب، ليس من حقهم الإيمان بالدين والذود عن حياضه إذا ما جارَ عليه جائرٌ، وكأن نواب مجلس الشعب، ومنهم نواب الحزب الوطني، لا يجوز لهم الدفاع إلا عن حقوق البهائيين، والمتلاعبين، «النطاطين رايح جاي من دين إلى دين». أما الدين الغالب للشعب المصري، فقد وقع من قعر القفة، ما أن يطرحه نائب، من أي حزب، في شكواه حتى يسد حنكه وتخزق عينُهُ بلافتة «لا دين في السياسة...»، كأن سب الدين صار «السياسةَ» التي لا يجوز لغيور في مجلس الشعب المصري، أيا كان حزبه، أن يطالب، بلسان الناس، بوقفه عند حده.


هل الدفاع عن حرية اختيار المواطنات لثيابهن «دين في سياسة؟».


هل الاحتجاج على سفاهة الإنفاق، من مال هذا الشعب الجائع العطشان العريان، لدعم عروض مسرحية متهتكة خليعة فوق أنها سمجة ورديئة الصنع، «دين في سياسة؟». وهل يجوز للمنتفعين بهذا السحت أن ينددوا بأعضاء مجلس الشعب ويجدوا التشجيعَ للتطاول والإسفاف، بصفتهم، ويا للخيبة، من التنويريين المؤيدين للدولة المدنية، ولا يجوز لنواب الشعب، من أي حزب، أن يخرسوا بذاءاتهم وإلا اعتبرناهم، كما يقول د. وحيد عبد المجيد «نحو الحرية»، مما يجيز: «النظر إلى عدد نواب الإخوان في مجلس الشعب الحالي باعتباره مفتوحاً يصعب تحديده عندما يتعلق الأمر بالخلط بين السياسة والدين؟».


إن نصيحة د. وحيد عبد المجيد للحزب الوطني الحاكم بخصوص نوابه في البرلمان، تدخل في باب الإضرار بالحزب المنافس وينطبق عليها المثل العامي: «طبيخ الست لضرتها».


تعليقي:  في معمعة الفساد والخراب لم يكن يعني وحيد عبد المجيد، في فرصة نصائحه لجمال مبارك، سوى أن يحذره من المتدينين!

بسم الله الرحمن الرحيم "قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون" صدق الله العظيم
الأنعام\91

هناك 3 تعليقات:

  1. استاذتنا
    نعرف انك خارج الاحزاب ونقدر ذلك لكي
    واعلمي استاذتنا الفاضلة
    ان شعبنا ذكي وحساس ولماح ويفرز الجيدمن الردئ
    واننا كشعب كنانعلم ان الحزب الوطني
    هو سبب كل معاناتنا
    يقولون كان به بالعامية ناس كويسين
    وهرد بالعامسة هما لو كويسين طيب دخلوا
    الحزب الوطني ليه
    وهما شايفين قياداته ماشاء الله طايحين في الشعب
    فباختصار هو حزب المنتفعين

    ردحذف
  2. تحية وأحترام

    يبدو أن عرض مسرحية حكاية شر كان في بيت زارا لمصطفى بهجت مصطفى
    سيكون قريبا بإذن الله في مدونتك
    وسوف تكتبي حكايتك عن شر كان يكبل نفوسنا ويخنق أروحنا

    اكاداقرأ هوامش الحكاية

    {..وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
    --------------
    لم ادرك التعليق في تدوينة ذكري الشهيدأحمد بدوي

    رحم الله الشهداءأحمد بدوى وصحبه
    ولا ضاع حق وراءه مطالب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
    صدق الله العظيم

    ردحذف
  3. إيغار ذو شجن

    وإذا كان لنا أن نختار بين: «أهو من ده وده، الحزب كده»، وبين: «اللي تشوفه عينيا لازم تشوفه عينيك»، فلا شك أن «الليبرالية» التي يُنادَى بها صباح مساء تقف مع الأغنية الأولى «من ده وده»، إلا إذا كان د. وحيد عبد المجيد يطالب في «نحو الحرية»، بما سماه الكاتب أسامة غريب: «الربرارية».

    نص شجي تتداخل فيه عوالم من الفنون

    فى ضفيرة رؤيه
    فبين الحزب والحب
    ياتى صوت ام كلثوم فجأه
    فلا يسعنا غير الأبتسام
    سيدتي
    ما اسمح إيغارك
    وفي جمله واحده تمضي كحد السيف
    أي دعوة ضد: «مش قوي كده»، لتصبح «أيوة كده» و«بالقوي كده» و«كده ونص»

    سؤال يلح سيدتي
    من هم السدنة؟
    أليس هم من يصنعون الفرعون
    الفرعنةلها صناع وحرفيين
    لابد من تفكيك وعي السندنه فهم
    حقل الطغيان البكتيري

    وفقك المولى لما تحبين ويرضي
    وفتح الله عليك فتحه الذي
    جعله لمن أنعم عليهم

    ردحذف