الجمعة، 25 مارس 2011

في مثل هذا اليوم 25 مارس 1983 عدت إلى عملي بمجلة المصوّر بعد 12 سنة من فصلي ومنعي من النشر أغسطس 1971.

القرار كان جائرا سافلا منكلا، وقد تم في سياق جرائم السادات التي لا تعد ولا تحصى ضد الحرية التي طالت الكثير من الكتاب والشعراء والأدباء والمثقفين والأدباء والمحامين وغيرهم.

العودة لعملي كانت بعد تنفيذ حكم الإعدام الشعبي في الحاكم الظالم بسنة ونصف تقريبا، ولم تكن عودة منصفة على الإطلاق، فقد كان عليّ أن أقبل عقد الإذعان الذي قدّمه لي مكرم محمد أحمد، وكان وقتها رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور، وقد رأى أن تكون عودتي تعيينا جديدا يلغي أقدميتي في بلاط الصحافة منذ 1955، ويكون مرتبي مثل آخر مرتب تقاضيته قبل فصلي، كان لايزيد عن 250 جنيها بالتقريب، وترتب على ذلك حرماني من العلاوات بسبب نسف أقدميتي!
ولم تكن هذه مشكلتي، فالأدهى كان طلبه أن أوقع على التعهد بعدم الكتابة فيما سماه "سياسة"، وعندما "زمزأت" وكزتني أمينة شفيق، التي كانت تصاحبني ممثلة لنقابة الصحفيين، وقالت لي: "معلش! اقبلي". ولم يكن أمامي سوى أن أقبل لأعود إلى حقي في النشر، وقدمت مقالي: "عن المسرح والسياسة"، أشرح إستحالة فصل النقد المسرحي عن المدعوّة "سياسة"! وتم النشر بفضل الله.

الأعجب في كل ذلك كان قرار مكرم محمد أحمد بعدم تخصيص غرفة مكتب لي مفسرا قراره بـ "عشان ماتعمليش إجتماعات"!

الحمد لله الذي أكرمني بسرقة حقوقي في أزمنة الفساد والظلم والبغي، وما عند الله خير وأبقى.

هناك 6 تعليقات:

  1. من عاجل بشرى الله لك أيتها الأستاذة الأديبة ما كتبه الله لك من ذكر حسن وثناء عطر على ألسنة خلقه وفي الحديث "ألسنة الخلق أقلام الباري" وعندما يلتفت الزمن إلى الوراء ليستعرض تاريخ الأشخاص لتقييمهم يجد كاتبة بارعة وأديبة لامعة سخرت ما حباها الله به مواهب للخير والصدق والجمال والحق الذي أحبته وصبرت على الأذى فيه، يجد مربية فاضلة ورائدة من رواد الأدب لها لمسات إبداعية خاصة بها لايشاركها فيها أحد ،يجد امرأة صالحة عفة طاهرة قوية في الحق صلبة في وجة الطغاة الظلمة أعادت الاعتبار للمرأة المسلمة المؤمنة وقرنت الأصالة بالحداثة في نسيج بديع محكم وأحيت مجد أسلاف لها من عظيمات هذه الأمة.

    ردحذف
  2. وفي المقابل مهما قلبنا صفحات تاريخ شانئي الأستاذة العظيمة وملحقي الأذى بالأديبة الأريبة فلن نجد إلا صفحاتٍ العارُ شعارُها والخزيُ دِثارها وهاهم قد اندثروا وبادوا غير مأسوف عليهم وبقيت الأستاذة نبراساً يضيء لنا الدرب شامخة معطاءة محاطةً بحب الملايين في ربوع العالم العربي الكبير .
    ياسيدتي أنت عوف الأصيل
    وهم شبوط العكر.
    بارك الله فيك.

    ردحذف
  3. كنت عزمتُ على كتابة تعليق ظننت أني سأقارن فيه بين الحق وآهله في شخصك الكريم، وبن الباطل وأهله في شخص التعس مكرم محمد أحمد.
    والحق إنني حينما قرأتُ تعليق الأستاذ محمد توقفت وأثنيت وأثني مرة أخرى على ما قال وأبدع ووفى.
    فتحياتي العطرة له ولك وأقول: أهل الفضل دائمًا سبَّاقون إليه.

    ردحذف
  4. احذروا.. إنها الحرباء في ثوبها الجديد
    لم أتعجب من خروج الوجوه الممقوتة علينا مرةً أخرى بعد الثورة الطاهرة بلا حياءٍ ولا خجل؛ ليمدحوا في شبابها ويُسبِّحوا بحمدها، بل وتُغلِّف الوقاحة تعبيرات وجوههم حينما يزعمون أنهم لم يقفوا ضدها ولم يُسيئوا لأصحابها. نعم لم أتعجب، ولا ينبغي لأحدٍ أن يتعجب؛ لأن هذه النماذج نتقابل معها دائمًا في حياتنا وفي عملنا، وهي من الممكن أن تكون مصدر إعانةٍ لنا على تقوية أنفسنا، وتحصينها؛ لنتعلَّم أنه مادام الإنسان يريد أن يعيش حرًّا شريفًا في هذه الحياة فهذه الوجوه دائمًا ستكون له بالمرصاد، ودوره أن يكون دائمًا على استعدادٍ تامٍّ لمواجهتها والتعامل معها.
    من هذه الوجهة فقط هم مصدرُ صحةٍ لجسد الثورة الذي ما فتئ يكبر وتتشعب فيه جذور الحياة والكرامة والحرية.
    ولكن هل يعني هذا أن نترك هذه الوجوه تُطلُّ علينا كلَّ صباحٍ ومساء بأقلامها المسمومة وعقولها البلهاء؟ بالطبع لا .. وأنا أثق أن هذه الوجوه الآن تحتضر ونهايتها تقترب، ولكن لابد لنا أن نكون على يقينٍ أن هؤلاء أشخاص، ومهما اختلفَتْ مسمياتهم فقد التفوا جميعًا حول مبدأ واحد خبيث، هو مبدأ المنفعة الشخصية، وتشابهوا في الصفات القبيحة الكذب والنفاق والتدليس والوقاحة. من هنا فلا يتوهَّم البعض أنه بذهاب هذه الوجوه عن الإعلام والصحافة سنتحول لمجتمع الأطهار الملائكي، وإنما ستخرج علينا وجوهٌ أخرى ربما أكثر بشاعةً وأجرأ كذبًا، وأحكم تدليسًا. فلننتبه جيدًا، ولنستعد لمواجهتهم والتعامل معهم كما يستعدون لنا. فكما أن الحق باقٍ ومنتصرٌ لا محالة، كذلك فإن الشر موجودٌ ومتلوِّنٌ ولن ينتهي ما دمنا نعيش في هذه الحياة. فلنكن مع الحق مدافعين عنه ومُحتمين به، ولنستعد لمواجهة الشر والباطل أيًّا كانت صورته وأيًّا كانت الأشخاص التي تحمله.
    http://gabhataw3ya.blogspot.com/

    ردحذف
  5. يا محمد اسمه طبوش العكر وليس شبوط العكر!

    وأشكرك على كلماتك الطيبة جزاك الله كل خير.

    يارب يتم نشر تعليقي هذا من دون أن تحجبه صورة المدونة!

    ردحذف
  6. كل الشكر على التصحيح يا أستاذة
    لقد شاهدت هذا الأوبريت الغنائي في اليوتيوب واستمتعت به كثيراً.
    لك كل التحية يا أستاذ جبهة التوعية وبارك الله في جهودك.

    ردحذف