الاثنين، 7 مارس 2011

حربة إبليس الثلاثية: اللادينية، والصهيونية، والماسونية

اللادينية ترغمنا على ترك ملتنا واعتقادنا

يشهد الله أنني لست طالبة عزلة أو قطيعة عن العالم أو عن خلق الله ، وقد خلقنا الله سبحانه شعوبا وقبائل لنتعارف، ولكن هناك فرق وفارق بين أن أتعرف وبين أن أسكن وألبد في محيط ثقافي لايقبلني حتى أنسلخ عن نفسي التي يرتضيها لي ربي ورسولي وديني. إنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم بكل ماتعنيه الكلمة ، فما فائدة رضاء قوم يكون مقابله غضب الله سبحانه وتعالى؟


المشكلة عندهم وليست عندنا، نحن الذين نحفظ من القرآن "لكم دينكم ولي دين"، نحن نقبلهم على ماهم عليه وليس علينا هداهم ، لكنهم يركبهم "العفريت بكل ألوانه" عندما يرونا على صراط الإستقامة على دين الله الحق كما أمرنا سبحانه، فماذا نفعل؟


خلاص: فليضجوا ضجيجهم وأكمل كلامي!


لم تحاول اللادينية \ العلمانية ، واسمها الحركي الآن للعلم والتحذيرهو"الدولة المدنية"، أن تتسيد في بلادنا في الحكم والمحاكم فحسب بل حاولت وتحاول وتستميت في المحاولات لتتمكن من تشكيل الوجدان ببث ثقافتها وفنونها وقيمها وقياساتها فيما هو صواب وخطأ وجميل وقبيح وضروري وغير ضروري في كل شؤؤن الحياة ،وعلى رأسها التربية والتعليم، تحت شعارات: التحديث والعصرية والتنوير والنقلة الحضارية، وكلها، كما رأينا وسنرى، أقنعة لرسالة التغريب والتخريب التي تريدنا أن نزدري أنفسنا ونخجل من كل مايمت إلينا بصلة عربا ومسلمين ، ومارست النخب اللادينية \ العلمانية ، المسروقة من إسلامها دورها المرسوم في اضطهاد ذات الأمة ، وأصبح من المعتاد أن نقرأ عبارات مثل:"لـَيْ عنق الواقع والعودة إلى الوراء، إلى القرن السابع الميلادي، إلى عصور الجهل والظلام..إلخ". وحين يتساءل متسائل لماذا القرن السابع بالتحديد؟ يكتشف أنه القرن الموافق لبعثة الرسول النبي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم!


لم ينس الدكتور توفيق الطويل في بحث جميل له أن يشير إلى أن دعوة الولد أوجست كونت ، ( 1798\ 1857) ، لديانة "الإنسانية" تتمثل في " مجموعة من الأبطال والعظماء والعقلاء الذين أسدوا إلى الإنسانية أجل الخدمات فاستحقوا من أجل ذلك التقدير والإعجاب...." ولذلك شرعوا في إقامة التماثيل لعظمائهم ، إذ أنه ، كونت ، "...قد رسم لديانة الإنسانية طقوسا ونظما ينبغي أن يتجه إليها الجنس البشرى لعبادتها..."!


ولاشك أن هذا يجعلنا نراجع العقلية والرؤية الثقافية، المفتونة في بلادنا، التي تحمست جدا منذ مطلع القرن 19 الميلادي لإقامة التماثيل أسلوبا من أساليب التكريم للحكام والمشاهير من الساسة وأهل الأدب والشعر والثقافة، وكان ذلك في معظمه محاكاة من دون وعي أو فهم أو إدراك لحقيقة كونها مظهر وحصيلة فنية وثقافية لديانة لا نؤمن بها ولاتعبر عنا، فالمعروف أن ثقافتنا النابعة من الإسلام لاترحب بتعظيم الأفراد ناهيك عن إقامة تماثيل لهم، كما أن أسلوب التجسيم والتجسيد المادي لا يتفق مع منهج التجريد الذي يدربنا عليه الإسلام ، فتلك المسماة ديانة "الإنسانية"، اللاغية للديانات الإلهية المنزلة، كان لابد أن تدفع أتباعها لإقامة تماثيل أبطالهم لتكون بمثابة أوثان معبودة تمتلئ بها ميادينهم ترنو إليها عيونهم في إعجاب وتقديس .


بقى أن أشير إلى كلام للدكتور مراد وهبة جاء في سياق المنشور له في المصري اليوم ، 10 10 2009 ، نفهم منه أن اللادينية تصل إلى نتيجة ترى "التسامح بلا حدود يدمر التسامح " ، ذاكرا عن جون لوك : " ... رأيه أن الحاكم ينبغي عليه ألا يتسامح مع الآراء المضادة للمجتمع الإنساني أو مع القواعد الأخلاقية الضرورية للمحافظة على المجتمع المدني..."!


إنه البطش اللاديني ، الذي لايرعى في مؤمن إلاّ ولا ذمة ، نتوقعه ونحذر منه.

هناك 6 تعليقات:

  1. الأستاذة صافيناز: فهمي للدولة المدنية أنها الدولة التي تحترم وتتقبل داخلها كل المواطنين من أديان مختلفة (الأديان السماوية الثلاثة وغيرها) وتتقبل المواطنين الذين لا يؤمنون بأديان. أي أنها الدولة التي تطبق فكرة "لكم دينكم ولي دين"). وفهمي أن الدولة المدنية هي الدولة التي لا يتدخل فيها اعتناق دين، أو عدم اعتناق دين معين، في السياسة وفي شئون الحكم، إذ أن الدين شأن شخصي بين الانسان وربه،وأن صفة الانسان كمسلم أو مسيحي لا يجب أن تكون جزء من تقييم الدولة أو المجتمع له. إنني أتمسك بكوني مصرية ذات ثقافة اسلامية صميمة ولا أشعر أن هذا يتعارض مع فكرة الدولة المدنية التي يجب أن تكون مهمتها المحافظة على هوية المجتمع الثقافية. أرجو أن تفصلي أكثر مفهومك عن الدولة الدينية لأن ما قرأته لك حتى الآن هو في التحذير فقط من مخاطر الدولة اللادينية وهو نفس ما نقرأه من المعسكر المضاد:التحذير من الدولة الدينية

    ردحذف
  2. سيدتي الفاضلة، لقد تفطر قلبي، وخانتني دموعي، حينما قرأت استهلال مقالك، وذكرك عبارة (محيط ثقافي لا يقبلني) مع ما يسبق هذه العبارة وما يليها من حسرات وآلام تبدو في كلماتك الطاهرة، التي لا تصدر إلا عن قلبٍ طاهر. ولكن وبعد سطور قليلة قرأت قولك:
    فليضجوا ضجيجهم، وأكمل كلامي.
    عاد الأمل لي من جديد، نعم فليضجوا ضجيجهم، وليجمعوا كيدهم، ولن تسكت صافيناز كاظم، وأمثالها من شرفاء مصر.
    لن يلقوا أقلامهم هربًا أوخوفًا، وسيظلوا لهؤلاء من أمثال فاروق حسني وعماد أبو غازي بالمرصاد.
    سيدتي الفاضلة بل أمي الشفيقة فأنا ابن من أبنائك من عمر ابنتك الكريمة، أناشدك بحبك لمصر لا بل بحبك للإسلام أن ترتدي مرة أخرى لأمة الحرب أعني الحرب الثقافية، وأعلم أنك من الشجعان، ولا تملك بلدنا من أمثالك إلا القليل، أقصد ممن يُسمع لهم، ويكاد يُجمع المخالفين لك في الآراء قبل المؤيدين على صدق قلمك، وعفة يدك، وطهارة قلبك.
    عودي مرة أخرى لقلمك الصحفي الشريف الذي ظن الجاهلون أنهم أخفوه وراء مدونتك، وسوف أكرر عليك هذا النداء مرات ومرات حتى أستيقظ يومًا، لأترك إعدادي لرسالتي للدكتوراة؛ لأقرأ مقالات الأم صافيناز كاظم في الأهرام والمصري اليوم والدستور واليوم السابع و...، ثم أعلق وأناقش وأتعلم، وأتأدب بأدب كلامها، وأستمد منها الشجاعة في مواجهة الفاسدين، وحفظك الله ورعاك.
    إمضاء
    دموع ابن لك وتلميذ
    أحمد

    ردحذف
  3. قرأت عن اللادينية علي موقع ويكيبديا و عن افكارها البشعة
    هي حقا سن من حربة ابليس

    ردحذف
  4. سلمت يداك....ادعو الله ان يطيل عمرك ويتحفنا بجهادك ضد اللادينيين زمنا طويلا

    ردحذف
  5. كلمات رائعة وانتظرها دائما بشوق ومتعة رائعة اجدها فى نفسى وانا اتاملها عند القراءة

    ردحذف