الخميس، 31 مارس 2011

مقالي الذي نشره المصوّر الأربعاء 30 3 2011

السادات تبنى وسيلة الإغتيال السياسي
اشتهر اسم محمد أنور السادات في الأربعينات من القرن الماضي حين ورد اسمه ضمن المجموعة التي قامت في مساء الثلاثاء 6/1/1946 باغتيال أمين عثمان وزير المالية السابق بوزارة الوفد بإطلاق النار عليه أثناء دخوله مقر نادي الرابطة المصرية البريطانية في شارع عدلي باشا، وظل أنور السادات يذكر بفخر اشتراكه في هذه الجريمة، مؤكدا أن أمين عثمان كان يستحق ما جرى له، ومن حيثيات هذا الاستحقاق أن أمين عثمان كان معروفا بصلاته الوثيقة والمريبة بالمحتل الإنجليزي وكان لا يتوانى عن استفزاز مشاعر المصريين بعبارات جارحة منها قوله إن مصر قد تزوجت من إنجلترا زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه.


وقد جاء اشتراك أنور السادات في جريمة اغتيال أمين عثمان تلبية لتبنيه وسيلة «الاغتيال السياسي»، فكما هو مذكور في كتاب «السلام الضائع في كامب ديفيد»، يقول مؤلفه محمد إبراهيم كامل إن أنور السادات كان يرى أن الطريق الفعال لتحقيق أهداف المقاومة السرية ضد الاحتلال الانجليزي تكون بالقضاء على الزعماء المصريين المتعاونين مع الإنجليز، وعلى ذلك اقترح على المجموعة السرية، التي كانت تضم من بين أعضائها محمد إبراهيم كامل وحسين توفيق، اغتيال النحاس باشا رئيس حزب الوفد، لدوره المشين في حادث 4 فبراير 1942، وتمت الموافقة على الاقتراح ووضعت خطة لتحقيق تلك العملية وتمت المحاولة في نهاية 1945 لكنها باءت بالفشل، مما أدى إلى أن تتوقف المجموعة السرية عن نشاطها لشهور، إذ اتخذت أجهزة الأمن بعد الحادث تدابير أمنية مشددة.


ويذكر محمد إبراهيم كامل، أن قضية أمين عثمان، التي عرفت بـ«قضية الاغتيالات السياسية الكبرى»، كانت قضية شهيرة اشترك في الدفاع عن المتهمين فيها فطاحل المحامين، وكان هناك تعاطف شعبي واسع النطاق مع المتهمين حيث كانوا من الشبان صغيري السن، وكان الشعور الوطني ضد الانجليز فياضا، وقد لمع فيها اسم أنور السادات حيث كان التركيز عليه لأنه كان لافتا للنظر بحركاته وصوته الجهوري، فضلا عن تصديه لمرافعة النائب العام بالهتاف بشعارات وطنية أثناء المحاكمة، وظلت هذه القضية هي الموضوع المحبب لدى السادات بعد توليه رئاسة الجمهورية، فكان يتلمس الفرص ليشير إليها في عشرات من خطبه، وأحاديثه مع الصحافة كبرهان عملي على كفاحه الوطني من أجل مصر والذي بدأه وهو في شرخ شبابه،(مذكور عند محمد إبراهيم كامل، السلام الضائع في كامب ديفيد، صفحات 12، 13، 18، 19).


ولقد سمعت أنا، بشحمة أذني، افتخار السادات بأنه شارك في اغتيال أمين عثمان، مساء الثلاثاء 6/1/1946، مبررا ذلك بقوله:« وده كان بعد تصريحه بأن علاقة مصر بإنجلترا علاقة زواج كاثوليكي»، وكان ذلك في مطلع عام 1966 عندما جاء إلى نيويورك، وهو رئيس مجلس الأمة، واجتمع بعدد من الشخصيات المصرية والمسؤولين العاملين بالهيئات الدبلوماسية المصرية والدولية وبلفيف من الطلبة المصريين الدارسين بالجامعات الأمريكية، وكنت من الحاضرين أجلس إلى جوار الصديق الكبير عبد الحميد عبد الغني، رحمه الله، وكان وقتها يشغل منصبا كبيرا بالأمم المتحدة، وشغل بعدها منصب رئيس تحرير «أخبار اليوم»، وحين باغتنا السادات بافتخاره المعيب انتفض الأستاذ عبد الحميد عبد الغني وقال لي هامسا «ده كلام؟ حد يفتخر بأنه قاتل؟».


الملاحظ أن السادات شارك في قتل أمين عثمان يوم الثلاثاء السادس من شهر يناير، وجاء مقتل أنور السادات، بعدها بسنوات كثيرة، في يوم الثلاثاء السادس من شهر أكتوبر، ولعلها حكمة القصاص: العين بالعين والثلاثاء بالثلاثاء والسادس من الشهر بالسادس من الشهر، ومن قتل، بالفتحة على القاف، يقتل بالضمة على الياء، ولو بعد حين!


و لنا ألا نرى فارقا كبيرا بين السيد محمد أنور السادات وبين السيد عبود الزمر!

هناك 4 تعليقات:

  1. http://masr30.blogspot.com/2008/09/99.html

    http://masr30.blogspot.com/2008/09/blog-post_8668.html

    أ. صافى ناز ده حوار مع امين عثمان تم نشره فى مجلة المصور عام 1932
    من قراءة الحوار مش حانلاقى فرق كبير بين السادات و أمين عثمان و سبحان الله :)

    ردحذف
  2. ولنا أن نرى انه بين فتحة وضمة وفى يسر وهدوء وانسيابية بين المفارقة :قاتل مقتول مقتول قاتل-مناضل خائن خائن مناضل ثلاثة ثلاثة سته سته عين بعين
    ضفيرة من التناص
    نفذ منها النص إلى الوعى كما ينفذ السهم إلى قرص النيشان

    ردحذف
  3. بغض النظر أستاذتي العزيزة عن قتل السادات لأمين عثمان، وافتخاره بذلك!!! وقتل عبود الزمر وزملائه للسادات، وافتخارهم أيضًا بذلك!!! فإني أرى أن كلمة القتل ليست مقيتة في كل الأحوال وإنما هي في بعض الأحيان شرف ووسام، وإن كان البعض -ولهم حقهم- لا يقتلون حتى حشرة ويتحاشون رؤية القتل حتى إن كان ذبحًا زكيًا في يوم الأضحى (وأنا من هؤلاء). لكن الله أمر به في القرآن، بالطبع في موضعه وبحقه ولمن لهم الحق في تنفيذه، فقال:"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويشفي صدور قوم مؤمنين". والقاضي العادل له أن يفتخر ويسعد حينما يحكم بالإعدام على مجرمٍ قتل نفسًا ظلمًا وعدوانًا، وكذلك لعشماوي الفخر حينما ينفذ ذلك الحكم. المشكلة ليست في أي مصطلح وإنما في التعامل معه وفهمه. وقديمًا قالوا: موضع الندي في موضع السيف مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى. وتحياتي لحضرتك.. وقد طال غيابك عنا.. لعل المانع خيرٌ.. ومتعك الله بالصحة والعافية.

    ردحذف
  4. هل ما فعله عزيز عثمان مثل ما فعله السادات ويستوجب القتل الاجابه لا يعلمها الا الله وهو الحكم العدل
    والشئ بالشئ يدكر ان السادات برضه اغتيل يوم 6 اكتوبر وهو نفس اليوم بتاع العبور وحربنا على اليهود اللى كان شعارنا فيها الله اكبر

    ردحذف