الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

في عام 1913 وفي ظل الاحتلال الإنكليزي لمصر تم إنشاء جهاز للأمن السياسي، لتتبع الوطنيين والقضاء على مقاومتهم للاحتلال، سمي "قسم المخصوص"، ويعد أقدم جهاز من نوعه في الشرق الأوسط. وقد استعان الإنكليز في إنشائه ببعض ضباط البوليس المصري، وتولى إدارته لأول مرة اللواء سليم زكي حكمدار القاهرة، الذي كان مقرباً من المحتل، وتم قتله عام 1948 في مظاهرات للطلبة،وفي هذا يقول محمود الصباغ في "حقيقة التنظيم الخاص":

"وقد حاول أبناء الشعب المصري اغتيال سليم زكي حكمدار بوليس القاهرة ثلاث مرات الأولى 23/1/ 1922، والثانية في 23/ 4/ 1922 وهو برتبة يوزباشي، والثالثة في 10/10/ 1931 وهو برتبة قائمقام ، وقد قتل أخيرًا في إحدى المظاهرات سنة 1948، ولم تكن جماعة الإخوان المسلمين قد ظهرت إلى الوجود عند المحاولتين الأوليتين، ....... وبالنسبة للحالة الثالثة فلا علاقة للإخوان بها، مما يقطع أن قتل سليم زكي سنة 1948 كان هدفًا وطنيًا وليس خاصًا بالإخوان المسلمين بأي حال من الأحوال. وكان يتعامل بعنف مع المظاهرات الوطنية المعادية للانجليز، وهو بطل مذبحة كوبرى عباس فى فبراير 1946، ومن هنا فإن قتل سليم زكي كان هدفا وطنيا تسعى إليه جميع الاتجاهات الوطنية، وليس خاصا بفئة معينة".

وعن الحادث نفسه يقول المستشار الدمرداش العقالي في إعترافاته التي سجلها عنه سليمان الحكيم  ونشرها بجريدة المصري اليوم 26 أكتوبر 2010:
"أما سليم زكى حكمدار القاهرة فقد اغتيل فى كلية الطب جامعة فؤاد «قصر العينى» على إثر مظاهرة طلابية كبيرة، الثابت أن الذين قاموا بها هم الطلاب الماركسيون الذين يتزعمهم الطالب فؤاد محيى الدين الذى أصبح رئيساً لوزراء مصر بعد ذلك، وكان سليم زكى قد ذهب إلى قصر العينى على رأس قوة عسكرية من رجال البوليس لفض تلك المظاهرة الطلابية الماركسية فألقيت عليه قنبلة من فوق أحد المبانى أصابته مباشرة فلقى مصرعه، ولم يقر أحد من الذين حققوا فى تلك القضية تحقيقاً قضائياً أو تاريخياً أن الإخوان كانوا ضالعين فيها. وحين كنت عضواً بمجلس الشعب عن أسيوط، وكان ممدوح سليم زكى، ابن المرحوم سليم زكى، محافظاً لأسيوط، دار بينى وبينه حوار حول الحادث، وأكد لى ممدوح زكى أن الإخوان أبرياء من دم والده، وأن الطلاب الماركسيين هم الذين اغتالوه.
.............................................
كذلك فإن سليم زكى لم يقتل لشخصه، بل قتل كرجل بوليس وجد نفسه فى مواجهة مع طلاب ثائرين، ولو كان أى شخص آخر فى موقعه فى تلك الموقعة لقتل كما قتل سليم زكى. وكانت تلك الفترة من عام ١٩٤٦ تتسم بالثورة والعنف فى الأوساط الطلابية والعمالية...".

ونقلا عن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:

"بعد توقيع معاهدة 1936 تشكلت إدارتان للقلم السياسي، واحدة للقاهرة والأخرى للإسكندرية، بالإضافة إلى 'قسم مخصوص' يتبع السراي مباشرة، ويرأسه قائد البوليس الملكي، ولم يكن لوزارة الداخلية أية ولاية على هذا القسم، حيث كان قائده يتلقى أوامره مباشرة من الملك.
وعلى الرغم من التغيرات الجذرية العميقة التي قامت بها ثورة 23 يوليو في شتى مناحي الحياة المصرية، إلا أنه، وهو الأمر المذهل، ظل كثيراً من آليات عمل القلم المخصوص مستمرة، واعتنقها الجهاز النظير الذي أقامته حكومة الثورة في أغسطس 1952 تحت اسم 'المباحث العامة'، ثم أعاد أنور السادات بعد انفراده بالحكم تسميته 'بمباحث أمن الدولة'، ثم تغيرت لافتته إلى ' قطاع مباحث أمن الدولة'، وأخيراً سمى 'جهاز أمن الدولة'. ظلت وظيفة ومهام رجل أمن الدولة من دون تغيير يذكر في كل العصور واستمرت آليات عمله من دون تغيير يذكر.
وصار تقليداً معتمداً في الدولة المصرية أن قيادات أمن الدولة عندما تنهي عملها بجهاز أمن الدولة تنتقل لتولى مناصب سياسية مهمة كوزراء ومحافظين ورؤساء هيئات ومصالح حكومية. فقد تولى وزارة الداخلية من أبناء جهاز أمن الدولة اللواء عبد العظيم فهمى، وممدوح سالم (وزيراً للداخلية ثم رئيسا للوزراء) وسيد فهمي، وحسن أبوباشا، وأحمد رشدي، وحبيب العادلي."



هناك تعليقان (2):

  1. الأستاذة الفاضلة ألف تحية من الجزائر
    عندنا الأمر مختلف
    بحكم الاحتلال الاستيطاني لم تكن للجزائر دولة ولا مؤسسات التي لم تبدأ إلا في بداية العشرينيات من القرن الماضي. ومن المفارقات التاريخية أن النواة الأولى للحركة الوطنية الجزائرية الاستقلالية أنها نشأت في قلب العاصمة الفرنسية باريس من طرف ذلك العامل الذي أصبح أبو الوطنية الجزائرية المدعو الحاج مصالي
    لقد أسس هذا العامل الجزائري من داخل فرنسا أو حزب سياسي جزائري باسم نجم شمال إفريقيا وكان هدفه تحرير كامل المغرب العربي .
    لقد كان الحاج مصالي متأثرا بالحركات الثورية العالمية لهذا كان أكثر يسارية وبعد نفيه من فرنسا إلى سويسرا استقطبه شكيب أرسلان ووجد له عملا داخل المطبعة التي يملكها أرسلان وبعد هذا اللقاء تأثر هذا العامل الجزائري اليساري الثائر الذي قام بتكوين نفسه وكان يحضر دروس الجامعة الفرنسية في الفكر اليساري، لكن بعد لقائه بشكيب ارسلان أثر فيع كثيرا لهذا جعل شعار الجزب الجديد "حزب الشعب" التي أسسه بعد حل نجم شمال إفريقيا جعل شعاره واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
    حزب الشعب بقيادة الحاج مصالي كان المدرسة التي نشأت فيها جميع الأجيال الجزائرية وهو الذي أعلن الثورة على الاستعمار وقاد ثورة التحرير ولهذا فأن جميع مؤسسات الدولة الجزائرية الحديثة نشأت في قلب الثورة بما فيها جهاز المخابرات الذي قام بأعمال عظيمة أثناء الثورة حتى داخل التراب الفرنسي وهناك حادثة مشهورة قام بهذا هذا الجهاز أثناء الثورة عندما قام بتصفية أحد الخونة وهو داخل الملعب جالس مع الرئيس ديغول
    لهذا لايزال هذا الجهاز يحظى باحترام الجزائريين بخاصة بعد الاستقلال لم تكن لم ممارسات تسيء إلى سمعته

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على الإفادة القيّمة، هل تعلم أن شكيب أرسلان رحمه الله كان يقال أنه من الدروز؟

      حذف